تواصل آلة الاعلام الصهيونية محاولاتها المكثفة لتلطيخ سمعة الدول العربيّة، وتحديدا سورية، التي يزعم اقطاب تل ابيب انّها ترفض السلام، ومن ناحية اخرى تقوم الصحافة الصهيونية باعادة نشر قصص لعملاء في الموساد الصهيوني، الاستخبارات الخارجية، وتصويرهم بانّهم ابطال، وبقدرتهم على الوصول الى قصور الملوك والرؤساء العرب، وتجنيد عملاء عرب من الصف الاول، لكي يزودوا المخابرات الصهيونية بمعلومات عمّا يجري داخل غرف صنّاع القرار في الوطن العربيّ. وفي هذا السياق، شكّل الجيش الصهيوني وحدة عسكرية للحرب النفسية تعمل اساسا ضد الفلسطينيين، وصودق مؤخرا لها باضافة عشرات الكوادر الجديدة حيث انتهى قائد الوحدة من تعبئة الشواغر بالضباط. وتهدف هذه الوحدة الى القيام بحملات للتأثير على مواقف الجمهور الفلسطيني، من خلال الدعاية، والحرب النفسية واحيانا مناورات التضليل.
يشار الى انّ صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية، وهي اوسع الصحف انتشارا في الدولة الصهيونية، نشرت قصة عميل الموساد الصهيوني، يهودا جيل، والذي يزعم انّه تمكن من تجنيد جنرال سوري رفيع المستوى لتزويد الموساد بمعلومات سريّة عن عملية صنع القرار في سورية.
ويقول جيل للصحيفة، التي دأبت منذ ثلاثة ايام على نشر مقاطع قصيرة من المقابلة الحصرية، انّ عميلة عربية للموساد تعرفت على الجنرال السوري واقامت معه العلاقات الجنسية ولكنّها لم تتمكن من تجنيده للموساد.
وفي العام 1974، قرر رؤساء الموساد في حينه ارسال جيل لتنفيذ المهمة، وبحسب اقواله فقد نجح في مهمته ووافق الجنرال السوري على العمل لصالح المخابرات الصهيونية وتزويدها بمعلومات حساسة عن سورية، وعن جيشها وعن المستوى السياسي. ولكن ما لا يتطرق اليه عميل الموساد هو انّ المخابرات الصهيونية قررت اعتقاله في العام 1997، بتهمة تزويد الموساد بمعلومات كاذبة، لا بل اكثر من ذلك، كما قال امس، المحلل للشئون العسكرية في صحيفة "هاآرتس" الصهيونية، يوسي ميلمان، فانّ جيل لم يتمكن من تجنيد الجنرال السوري الذي، بحسب ميلمان، رفض خيانة وطنه وشعبه، بعد انْ التقى مع جيل، الذي عرّف على نفسه بانّه يمثل شركة تجارية عالمية مقرها في العاصمة الامريكية، واشنطن.
واضاف المحلل الصهيوني قائلا انّ عميل الموساد جيل ومنذ العام 1974، قام بتزويد الموساد بمعلومات كاذبة، عمّا يجري في سورية، زاعما انّه يحصل على هذه المعلومات الحساسّة من الجنرال السوري، وواصل عملية الكذب، كما قالت صحيفة "هاآرتس" حتى العام 1997، فقد تبين للمخابرات الصهيونية انّ جيل، الذي يوصف بانّه من كبار رجالات الموساد في تجنيد العملاء العرب، هو كذاب ودرج على فبركة التقارير، وحصل على اموال طائلة سرقها زاعما انّه قام بمنحها للجنرال السوري لقاء خدماته للموساد.
وبحسب المحلل ميلمان فان جيل زود المخابرات بمعلومات كاذبة جاء فيها ان سورية قامت في العام 1997، باجراء تدريب عسكري كبير، بهدف توجيه ضربة عسكرية للدولة الصهيونية، الامر الذي دفع الجيش الصهيوني الى اعلان حالة التأهب القصوى، ولكن من خلال التحقيق تبيّن انّ التدريب السوري كان تدريبا عاديا، وانّ جيل قام بفبركة المعلومات.
وزادت الصحيفة الصهيونية قائلة ان النيابة العامة الصهيونية قررت تقديم لائحة اتهام ضدّ كبير عملاء الموساد بتهمة سرقة الاموال وتحضير التقارير الكاذبة وتعريض امن الدولة الصهيونية للخطر، ومنعت الرقابة العسكرية في حينه الاعلام من نشر اي معلومات عن القضية او نشر صورة العميل الذي تمّت محاكمته وقضت محكمة صهيونية بسجنه لمدة خمس سنوات بعد ادانته بالتهم الموجهة اليه.
ولفت الصحفي الصهيوني ايضا الى انّ لجنتين خاصتين من الموساد ومن شعبة الاستخبارات العسكرية (امان) فحصتا مرّة اخرى زعم غيل انّ رئيس الموساد في حينه، داني ياتوم، لفق له تهما بهدف طرده من الجهاز، وتوصلت اللجنتان الى نتيجة لا لبس فيها بانّ العميل غيل كذاب محترف، على حد قول المحلل ميلمان.