بموازاة الحملة الصهيونية المكثفة لاحباط ابرام صفقة الاسلحة بين الولاياتالمتحدةالامريكية والمملكة العربية السعودية، قالت صحيفة "معاريف" الصهيونية، الجمعة، انّ لجنة وزارية صهيونية خاصة برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الامن ايهود باراك، صادقت على صفقة لشراء طائرة الشبح من طراز (اف 35). وبحسب الصحيفة فانّ هذه الصفقة الاغلى والاهم في تاريخ الدولة الصهيونية، حيث يصل ثمن الطائرات الذكورة، وعددها 20، الى مبلغ 2.75 مليار دولار، تمول من ميزانية المساعدات الامنية الامريكية.
واضحت المصادر الامنية في تل ابيب انّه بهذا القرار تكون الدولة الصهيونية قد صادقت نهائيا على صفقة شراء الطائرات القتالية الاحدث في العالم التي وصفها نتنياهو بانها خطوة ترفع من قدرات الجيش الصهيوني بشكل ملموس، على حد تعبيره.
تجدر الاشارة الى ان وزير المالية يوفال شطاينتس كان قد طالب قبل شهر باجراء نقاش شامل للمستوى السياسي بشأن قرار الاجهزة الامنية شراء الطائرة المذكورة لسلاح الجو. ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفت بانّها عالية المستوى قولها انّ جميع اعضاء اللجنة صوتوا الى جانب الصفقة، ما عدا وزير المالية الذي عارضها، دون ان توضح الاسباب لذلك.
وكان باراك قد قرر المصادقة على الصفقة في اعقاب توصيات من كبار الضباط في الجيش والاجهزة الامنية. وكانت مصادر صهيونية قد اشارت في وقت سابق الى ان نخبة مختارة من الطيارين في سلاح الجو الصهيوني قد امضوا عدة شهور في منشآت سرية جدا تابعة لسلاح الجو الامريكي، قاموا خلالها بتنفيذ ما يقارب 40 غارة خلال اسبوعين في الطائرة الجديدة، تضمنت سيناريوهات قتالية مختلفة.
كما علم ان خلافات سابقة كانت قد حصلت تمحورت حول مطالب صهيونية بادخال منظومات صهيونية خاصة على الطائرة، بما في ذلك وسائل قتالية خاصة من انتاج صهيوني، ومطالب اخرى تتصل بصيانة الطائرة.
وفي نهاية المطاف تم قبول بعض المطالب الصهيونية، بما في ذلك قضايا في مجال الصيانة والتي ستجرى في الدولة الصهيونية. وقالت المصادر الصهيونية ايضا انّه وبموازاة ذلك، وافقت شركة (لوكهيد مارتن) المنتجة للطائرة على زيادة حصتها بشراء منتجات صهيونية لتصل الى 4 مليارات دولار، شريطة ان تقوم تل أبيب بعقد صفقات اخرى لشراء المزيد من الطائرات. كما التزمت الشركة الامريكية بمنح تراخيص لشركات صهيونية بانتاج قطع غيار مركزية للطائرة، مثل الاجنحة.
وسبق وان عارضت الهيئة المسئولة عن تطور الوسائل القتالية في وزارة الامن الصهيونية عقد الصفقة بادعاء ان اداءها لا يزيد كثيرا عن طائرتي (اف 15) و(اف 16)، من جهة مدى التحليق وحمل الاسلحة. كما جاء انه من بين اسباب معارضة شراء الطائرة الجديدة هو عدم قدرتها على حمل اسلحة خارجية لكي تتمكن من الاختفاء عن شاشات الرادار، وبالنتيجة فهي تحمل اسلحة قليلة بالمقارنة مع الطائرتين الاخريين.
الى ذلك اشارت المصادر الصهيونية الى انّ قدرة الطائرة على الاختفاء عن شاشات الرادار تمنحها تفوقا بكونها قادرة على الصمود بعد توجيه الضربة الاولى، حيث ان طائرات الشبح تمنح تفوقا جويا ازاء المضادات للطائرات في الايام الاولى للحرب. وفي حال توفر هذا التفوق الجوي في الايام الاولى لن تكون هناك حاجة للاختفاء عن شاشات الرادار في الايام التالية، وبالتالي تستطيع ان تحمل اسلحة خارجية بما لا يقل عن طائرة (اف 15).
تجدر الاشارة الى ان طائرة (اف 35) لا يلتقطها الرادار، وتحمل قنابل دقيقة وصواريخ جو جو في حجيرات داخلية حتى لا تعيق تهربها من اجهزة الرادار، ويصل طولها الى 16 مترا، في حين يصل طول اجنحتها الى 11 مترا، وهي ذات محرك واحد، وتستطيع التحليق على ارتفاعات تصل الى 18 كيلومترا. واقصى وزن للطائرة وهي محملة بالاسلحة يصل الى 31 طنا، وهي قادرة على قطع مسافة 2000 كيلومتر بشكل متواصل، وتصل الى سرعة اقصاها 1900 كيلومتر في الساعة.
وقال قائد سلاح الجو الصهيوني الاسبق، الجنرال في الاحتياط، الجنرال ايتان بن الياهو، انّ طائرة اف 35 ستكون عامل انتصار استراتيجي هائلا تزيد في قوتها وقدراتها الرادعة لان تكنولوجيا هذه الطائرة ستهيمن على الاجواء خلال الاربعين سنة المقبلة. واعتبر بن الياهو، في حديث ادلى به لاذاعة الجيش الصهيوني انّ قبول الولاياتالمتحدة تزويد الدولة الصهيونية بهذا النوع من الطائرات يكتسي اهمية عسكرية وسياسية في ان معا، على حد قوله.
من ناحية اخرى، قالت الجمعة صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية انّ مجموعة من اعضاء الكونجرس الامريكي، من الحزب الجمهوري، يعارضون بشدة ابرام صفقة بيع الاسلحة الامريكية المتطورة للسعودية، وجاء في رسالة وجهوها الى الرئيس باراك اوباما انّ تاريخ المملكة مليء بدعم الارهاب، وهي لا تساعدنا في حربنا ضدّ الارهاب.
كما جاء في الرسالة: انّ المملكة لديها تاريخ طويل وحافل في تمويل الارهاب، وهي الدولة التي تًعلّم تلاميذ المدارس فيها كره المسيحيين واليهود، هي الامة التي تعلم الكراهية من المسيحيين واليهود لتلاميذ المدارس الخاصة بهم ، ورفضت عرض اي مساعدة للولايات المتحدة مع ارتفاع اسعار الغاز الذي سُجّل خلال ارتفاع اسعار النفط.
وبحسب المصادر الامريكية، كما افادت الصحيفة، فان الصفقة بين واشنطن والرياض تصل قيمتها الى 60 بليون دولار وتشمل مبيعات طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر متطورة، بما في ذلك اف 15 ، اباتشي وبلاك هوك، وقد تشمل الصفقة ايضا الدفاعات الصاروخية وتوسيع قدرات البحرية السعودية. ولفتت الصحيفة الى انّ هذا التطور هو ثمرة الضغوط التي مارستها الدولة العبرية والتنظيمات الصهيونية في امريكا.
