أكدت منظمة اليونيسف انخفاض نسب التحاق الفتيات بالمدارس في العراق منذ عام 2006 بسبب تردي الوضع الأمني والاقتصادي، وغياب بيئة مدرسية مناسبة، وعدم اتباع طرق التعليم الحديثة والتعامل مع الأطفال. عشر سنوات مرت على مبادرة الأممالمتحدة لتعليم الفتيات، والتركيز على مبدأ المساواة بين الجنسين في التعليم. وتسعى مبادرة الأممالمتحدة التي انطلقت في ابريل عام 2000 إلى تضييق الفجوة بين الجنسين في التعليم الابتدائي والثانوي، وضمان إكمال جميع الأطفال مرحلة الدراسة الابتدائية بحلول عام 2015، مع تمتع البنات والبنين بفرص متكافئة في الحصول على تعليم مجاني جيد. وقالت المنظمة الدولية ان دراسات مختلفة أظهرت أن الفتيات المتعلمات يصبحن فيما بعد عامل تغيير بالنسبة لأسَرهن ومجتمعاتهن. وان توفير فرص التعليم للفتيات هو من الأدوات الناجعة في التصدي للفقر ومكافحة المرض والنهوض باقتصاد الدول. العراق وللأسباب التي حددتها اليونيسف لم يكن غائبا عن خارطة الدول التي أخفقت في تشجيع الفتيات على الالتحاق بالمدرسة، إذ تشير منظمات دولية ومحلية الى ارتفاع نسب تسرب الطلبة من المدارس لتصل في بعض المحافظات إلى 40 بالمائة، وإجبار العديد من العوائل أطفالها على ترك مقاعد الدراسة للعمل في الشوارع بسبب الفقر الذي ارتفعت معدلاته إلى 23 بالمائة، ووجود جيش مليوني من الأرامل والمطلقات واليتامى، وقلة الموارد التي خصصتها الحكومة للنهوض بواقع التعليم، إضافة إلى الظروف الأمنية غير المستقرة.
وكان مختصون ومنظمات محلية عراقية قد اعلنوا في وقت سابق عن خشيتهم من تفشي ظاهرة الامية في المجتمع العراقي، حيث اوضح مدير مكتب منظمة تموز احدى منظمات المجتمع المدني في محافظة ذي قار، إن العامل الاقتصادي وراء انتشار الامية وتسرب شرائح الأطفال واليافعين من مدارسهم في المحافظة، حسب الاستطلاع الذي نظمته كوادر المنظمة في المحافظة بمناسبة اليوم العالمي للعلم.
وقال رزاق عبيد ظاهر "قامت كوادر منظمة تموز احدى منظمات المجتمع المدني العاملة في المحافظة باستطلاع شمل شرائح الأطفال واليافعين في مدينة الناصرية بمناسبة اليوم العالمي للعلم"، مشيرا إلى أن "هناك شخصا أميا من بين كل خمسة أشخاص من شرائح الأطفال واليافعين في المدينة، وشمل الاستطلاع الأطفال من سن 6 سنوات إلى 14 سنة واليافعين من سن 18 إلى سن 25 سنة من الذين يعملون في الأسواق المحلية".
واضاف انه "تبين من خلال هذا الاستطلاع أن هناك أسبابا عديدة دفعت هؤلاء الأطفال إلى عدم التعليم أو التسرب من الدراسة أو تركها، ومن هذه الأسباب فقدان الأب أو الام أو كليهما وكذلك التفكك الأسري إلا أن نسبة 80 % من هؤلاء يعانون من العامل الاقتصادي حصرا مما دفعهم إلى العمل وترك التعليم".
واستطرد ظاهر"أما بين اليافعين فقد وجدنا أن الامية مستشرية فضلا عن المتسربين من الدراسة"، لافتا الى أن "هذا الأمر خطير للغاية ويجب الوقوف عنده وسوف نقوم بمطالبة الحكومة العراقية لإيجاد الحلول المناسبة لاحتواء هذه الشرائح التي يعتمد عليها البلد مستقبلا".
وتابع انه "لأجل معرفة الأسباب الحقيقية شمل الاستطلاع نخبة من التربويين الاختصاصيين والذين أكدوا مجموعة من الأسباب التي دعت إلى إيصال هذه الشرائح إلى ما هم عليه"، موضحا ان "من هذه الأسباب رداءة الأبنية المدرسية والكادر التعليمي الذي تعوزه الخبرة في التعليم وكذلك وجود الدوام الثلاثي للمدارس الذي يدفع بالمعلمين والمدرسين الى عدم إعطاء الجهد المطلوب، فضلا عن اتجاه الكوادر التعليمية إلى المدارس الأهلية بحثا عن المادة ما يؤثر سلبا على أدائهم لدى المدارس الحكومية".