فيما يعكس رغبة في التمدد بشكل أكبر، وتكريس نفوذ إيران في العراق، افتتح السفير الإيراني حسن كاظمي قمي السبت قنصلية إيرانية بالنجف، المدينة المقدسة لدى الشيعة، هي الخامسة من نوعها بالعراق، جرى افتتاح غالبيتها عقب الاحتلال الأمريكي للعراق قبل أربع سنوات. وحضر مسئولون عراقيون الافتتاح بينهم سفير العراق الجديد لدى إيران أسعد أبو كلل، بالإضافة إلى مسئولين آخرين من وزارة الخارجية العراقية، بحسب مراسل وكالة "فرانس برس".
الزوار الإيرانيون وقال قمي خلال حفل افتتاح القنصلية الواقعة في حي السعد، وسط النجف، إن الهدف من ذلك تعزيز العلاقات بين البلدين وتقديم الخدمات للعراقيين الراغبين بزيارة إيران، وأضاف إن القنصلية "ستساعد عملية دخول الزوار الإيرانيين إلى النجف، فضلاً عن بناء علاقات اقتصادية بين البلدين".
وأعلن تسمية محمد حسن محيي الدين النجفي قنصلاً في النجف، وهي القنصلية الخامسة لإيران بالعراق، بحسب ما نقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر في السفارة الإيرانية بالعراق. وتتوزع القنصليات الأخرى في السليمانية وأربيل (شمال) وكربلاء والبصرة (جنوب)، وفقًا للمصدر.
اختراق إيراني وظلت العلاقات الدبلوماسية بين العراق وإيران مقطوعة منذ عام 1979، وأعقب ذلك دخول البلدين الجارين في حرب دامت ثماني سنوات (1980 – 1988)، إلا أن الاحتلال الأمريكي للعراق وإسقاط نظام صدام حسين، الغريم اللدود لإيران مهد الطريق لاستعادة العلاقات، ومنح الفرصة لإيران لاختراق العراق.
ولعبت إيران على مدار تلك السنوات، دورًا خفيًا في تمكين حلفائها الشيعة من السيطرة على الحكم بالعراق، وينظر إليها السنة في العراق باعتبارها المحرض الرئيس على ممارسة القتل على الهوية إبان اشتعال موجة الاقتتال الطائفي.
وفي يناير 2007، اعتقلت القوات الأمريكية في العراق خمسة إيرانيين وصفتهم طهران بأنهم دبلوماسيون وظلوا محتجزين منذ ذلك التاريخ إلى أن أطلقت سراحهم في يوليو 2009 وقامت بتسليمهم إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.