طالب مؤتمر شعبي بغزة بعنوان "أعيدوا المختطفين" السلطات المصرية بالكشف عن مصير المسافرين المختطفين الأربعة الذين جرى اختطافهم من باص الترحيلات أثناء سفرهم عبر معبر رفح المصري. وشارك في المؤتمر الذي عُقد اليوم الأحد (30-8) ممثلاً عن القوى الوطنية والإسلامية القيادي خالد البطش، والنائب مشير المصري ممثلاً عن المجلس التشريعي، ورئيس الهيئة المستقلة بغزة الحقوقي جميل سرحان، إضافة لأهالي المختطفين الأربعة "عبد الدايم أبو لبدة، ياسر زنون، عبد الله أبو الجبين، حسين الزبدة"، ولفيف كبير من ذوي المختطفين وممثلي القوى والفصائل ومؤسسات حقوقية. البطش: حادثة الاختطاف خطيرة ويجب ألا تمر بدوره؛ وصف خالد البطش حادثة الاختطاف ب"الخطيرة"، قائلاً: "لا يجب أن تمر هذه الحادثة مرور الكرام فهؤلاء الشباب سافروا بطريقة شرعية وقانونية ومن خلال جوازات سفر رسمية وقد أتموا كافة الإجراءات المطلوبة". وعبّر عن إدانته لهذه الجريمة ولمرتكبيها، مطالباً السلطات المصرية العمل بكل ما بوسعها للإفراج عنهم وإعادتهم إلى أهلهم. ودعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشعب الفلسطيني إلى الحفاظ على علاقة قوية مع مصر الشقيقة، مطالباً في الوقت ذاته بجهدٍ حقيقي من الأجهزة المصرية للكشف عن مصير هؤلاء الشباب. وأضاف: "نطالب مصر بصفتها صاحبة السيادة والمسؤولة عن ترابها أن تكشف عن المتورطين في الاختطاف وتقدمهم للمحاكمة". وتابع: "نحن تحت الاحتلال ننتظر الدعم من أمتنا، ونخوض معركة التحرير لنعفي أشقاءنا من مسؤوليات السفر"، مطالباً بضرورة تسهيل سفر أبناء شعبنا. سرحان: "اختفاء قسري" يخالف الأعراف والقوانين الدولية من جهة حقوقية؛ أكدّ رئيس الهيئة المستقلة جميل سرحان أن حادثة الاختطاف هي جزء من حالة الحصار والانتهاك التي تمارس بحق شعبنا الفلسطيني، مؤكداً أنها ترتقي إلى حالة "اختفاء قسري" تخالف كافة الأعراف والقوانين الدولية. وحمّل الحقوقي الفلسطيني، السلطات المصرية جزءا من المسؤولية بدورها تتولى حماية باص الترحيلات الذي وصفه ب"الاحتجاز المؤقت" ولا يمكن اعتباره وسيلة نقل. وطالب سرحان أهالي المختطفين بالتقدم بشكاوى رسمية لمتابعتها لدى المدعي العام في المحاكم، والتواصل مع الجهات الحقوقية والقضائية في مصر. وأشار إلى أنها مسألة نضالية متكاملة، "تحتاج إلى جهدٍ جماعي مضاعف من الجميع حتى لا يتكرر"، مؤكداً أن منظمة التحرير مسؤولة عن متابعة هذا الملف بأكمله. المصري: جريمة مركبة وسابقة خطيرة "ما حدث هو جريمة اختطاف مركبة وسابقة خطيرة تفرض علينا العمل لأجل المختطفين والوقوف إلى جانب ذويهم" هذا ما قاله النائب المصري في كلمته خلال المؤتمر الشعبي. وأشار المصري إلى أن المستفيد الوحيد من هذه الحادثة هو العدو الصهيوني، مبيناً أن ملابسات الاختطاف وحدوث العملية تضع علامات استفهام كبيرة أمام ماهية الجهة الخاطفة. وبينّ أن هذه الحادثة شكلت ضربة لكل الأبعاد القومية والقانونية والأخلاقية والإنسانية والدينية، لافتاً إلى أن مصر تعيد كل من لا يرغب بدخول أراضيها من الآلاف من أبناء شعبنا، "حيث دخل هؤلاء الشباب بطريقة رسمية وقد حصلوا على كافة الإجراءات الإدارية والأمنية في المعبر لكنهم تم غدرهم" كما قال. وأضاف النائب الفلسطيني: "قضية اختطاف الشباب الأربعة ستبقى في سلم أولوياتنا ولن يهدا لن بال حتى يتم تحريرهم وإعادتهم"، محذراً من المساس بهم "لأنهم ضحايا غدر" على حد وصفه. ودعا مصر للكشف عن مصير هؤلاء الشباب، كما دعا الكل الوطني بتحمل المسؤولية دون حسابات حزبية أو شخصية. ونوه إلى أن السلطة وسفارتها في مصر لا زالت لم تقم بواجبها تجاه قضية اختطاف الشباب الأربعة. أبو لبدة .. وحيد أمه عائلة المختطف عبد الدايم أبو لبدة، وصفت الحادثة بأنها "جريمة اهتزت لها كل العائلة". وقال من ناب عن العائلة: "لليوم الثاني عشر على التوالي لم يهدأ لنا بال، ولم نعرف طعماً للنوم ولا للأكل ولا الشرب، ولم تجف دمعات أمه وهي تبكي وحيدها". وأضاف: "منذ اثنا عشر يوماً لم تتحرك الضمائر الحية، ولم تصلنا أي بارقة أمل من أي جهة مسؤولة". وأضاف: "هو وحيد أمه أتريدون أن تبيض عيناها حزناً كما ابيضت عينا سيدنا يعقوب على ابنه يوسف، وهو سندها الوحيد، مثال للشاب الجامعي الطموح والناجح". وناشد ممثل العائلة الرئيسين الفلسطيني والمصري بالعمل الجاد من أجل الكشف عن مصير أبنائهم، مطالباً مؤسسات حقوق الإنسان بذات الدور.
الزبدة .. أطفاله فزعين "أين بابا ؟!!" "أين بابا ؟؟!!" هو حال أطفال المختطف حسين الزبدة، فقد أكد والده أن عائلته لم تعرف طعم النوم منذ يوم اختطافه قبل اثنا عشر يوماً. واتفق والد الزبدة مع سابقه أبو لبدة بمناشدة رؤساء مصر وفلسطين والسعودية بضرورة الكشف عن مصير أبنائهم، كما ناشد المؤسسات الأهلية والدولية بأخذ القضية على أنها قضية إنسانية بامتياز، مضيفاً: "أولادنا سافروا بطريقةٍ شرعية وقانونية". زنون .. دموع الفقد أصعب بدموعه التي ما توقفت وخطواته المتثاقلة حمل شقيق المختطف ياسر زنون، هم عائلته وزوجة أخيه وهو يناشد كل من له قلب بالكشف عن مصير أخيه، متوجهاً للسلطات المصرية بمدهم بأي إشارة بأن أبنائهم لا زالوا على قيد الحياة. وقال: "جريمة الاختطاف أصبحت كابوس كل فرد في العائلة، وأطفاله الذين لا زالوا ينتظرون عودة والدهم بالحلوى والألعاب". وأضاف: "قضية أبنائنا إنسانية بحتة ولا نريد من أي جهةٍ استغلال معاناتهم لأية أغراضٍ سياسية". أبو الجبين .. مناشدات لا تتوقف "أخي أنت الغائب الوحيد والحاضر الوحيد" بهذه الكلمات وصف شقيق المختطف عبد الله أبو الجبين حال عائلته وهو يتحدث عن ابنهم المختطف. وقال: "قلوبنا أرهقها التعب ونفوسنا أرهقها السهر، ولم يكن أخي إلا في طريقه للسفر لإكمال تعليمه الجامعي بعد أن حصل على موافقة من إحدى الجامعات التركية، وأتم كافة الإجراءات المستوجبة عليه". كما ناشد كافة الرؤساء العرب ومنظمات حقوق الإنسان بأخذ القضية على محمل الجد إزاء أبنائنا المخطوفين.