رفضت الفصائل الفلسطينية، التي تتخذ من العاصمة السورية دمشق مقراً لها، توصيات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الداعية إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكّرة، معتبرة ذلك انقلاباً على الديمقراطية الفلسطينية. وانتقدت الفصائل، في مؤتمر صحفي عقدته في دمشق، بشدة رئاسة السلطة، معتبرة أنها تعرقل التوصل إلى حكومة وحدة وطنية، ومتهمة رئيس السلطة محمود عباس بالخضوع للضغوط الخارجية، لاسيما الضغوط الأمريكية، محذرة من فتنة داخلية فلسطينية - فلسطينية ". كما دعت الفصائل إلى ضبط الفلتان الأمني الذي أعقب قول عباس أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، حسب ملاحظتها. وقال الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن رئيس السلطة محمود عباس "يستمع إلى الخارج ويستشيره في كل كبيرة وصغيرة". وأضاف أبو مرزوق "نحن نحتاج إلى استقلال القرار الفلسطيني"، مضيفاً أنه بعد إعلام محمود عباس بينما كان إلى جانب غونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، الوصول إلى طريق مسدود في تشكيل الحكومة الفلسطينية؛ بدأت الفوضى الأمنية، لافتاً النظر إلى أن "عدم الوفاق السياسي سيجعل الأمر يزداد سوء، محذراً من أن انقطاع الحوار سيؤدي إلى الفوضى". من جانبه؛ كشف طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، عن رسالة موجهة من فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير إلى سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يطعن فيها بشرعية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بسبب غياب أكثر من ثلث أعضائها، وبالتالي فإن قراراتها غير شرعية. واعتبرت الفصائل أن التوصية التي اتخذتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بإجراء انتخابات مبكرة رئاسية وتشريعية، "تخلق المزيد من التوتر والانقسامات على الساحة الفلسطينية"، مشددة على وجوب رفضها، لا سيما وأن اللجنة التنفيذية فاقدة لشرعيتها، كما قالت في بيان مشترك لها. وأوضحت الفصائل أن تشكيل حكومة وحدة وطنية هي حاجة فلسطينية وضرورية ووطنية "لمواجهة التحديات وضبط الوضع الأمني ورفع الحصار الظالم عن شعبنا، كما نصت على ذلك وثيقة الوفاق الوطني"، مؤكدة أن وثيقة الوفاق الوطني تشكل أساساً صالحاً لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وحذرت الفصائل من أن "رهن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بموافقة أمريكا واللجنة الرباعية على فك الحصار عن شعبنا، يعني الاستجابة للشروط الأمريكية والرباعية، ما يؤدي إلى الهبوط بالسقف السياسي إلى أدنى من وثيقة الوفاق الوطني". وشارك في المؤتمر الصحفي كل من الدكتور موسى أبو مرزوق وطلال ناجي، وخالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الفلسطيني، محمد خليفة أمين عام منظمة الصاعقة، وعربي عواد أمين عام الحزب الشيوعي الفلسطيني الثوري، والعقيد أبو موسى أمين سر حركة فتح الانتفاضة، وأبو باسل ممثل جبهة التحرير الفلسطينية.