اقتربت الفصائل الفلسطينية المشاركة في الحوار الوطني في القاهرة من صياغة البيان الختامي لاتفاق المصالحة. وقد إتفق ممثلي الفصائل للحوار الفلسطيني في القاهرة على تسمية الحكومة الفلسطينية القادمة باسم "حكومة توافق", على أن تشكل وفقا للقانون الأساسي الذي يعطي الأغلبية في المجلس التشريعي وزناً أساسيا، لكن مع مراعاة التوافق الوطني. وقالت مصادر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قولها إن الحركة تطالب بتوضيح اللبس الحاصل بين صلاحيات المرجعية القيادية المؤقتة التي اتفق على تشكيلها، وصلاحيات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وقال القيادي في حركة حماس صلاح البردويل للجزيرة إنه حدث اختراق بالفعل من تشكيل حكومة توافق مؤقتة لحين إجراء الانتخابات التشريعية، لكنه أضاف أن برنامج هذه الحكومة ما زال قيد البحث ويحتاج لموافقات دولية كما تقول حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح). وأضاف أن حماس لا تزال مصرة على التمثيل الذي يتيح للمستقلين والمثقفين من وجوه المجتمع بالترشح للانتخابات بديلا عن مقترح التمثيل النسبي الذي يتجاهل ذلك. وكان المتحدث باسم حماس فوزي برهوم قال الأربعاء إن الفصائل الفلسطينية توافقت فيما بينها على تشكيل حكومة وفاق وطني انتقالية لحين إجراء الانتخابات القادمة. وأضاف أن حماس بوصفها صاحبة الأغلبية في المجلس التشريعي تفتح الباب أمام جميع المستقلين والفصائل للمشاركة في الحكومة المرتقبة. ومن جهته كشف عضو لجنة الحوار عن حركة فتح عزام الأحمد عن استمرار الخلافات بشأن منظمة التحرير الفلسطينية, وقال إن حماس تطلب مرجعية "مؤقتة".
وكان عضو المكتب السياسي لحماس سامي خاطر قال الأربعاء الماضى إن مباحثات المصالحة الفلسطينية التي ترعاها مصر تعثرت بسبب الخلاف في مسألة الاعتراف بإسرائيل وقد لا يمكن التوصل إلى اتفاق قبل مؤتمر القمة العربية نهاية الشهر الحالي. وأضاف في تصريحات للصحفيين بالعاصمة السورية دمشق أن حركة فتح -التي يتزعمها الرئيس محمود عباس- تريد حكومة توافق مقترحة للوفاء بالاتفاقات السابقة مع إسرائيل ومن بينها اتفاقات أوسلو لعام 1993 -التي اعترفت بإسرائيل- وترفض حماس ذلك. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إنه من المبكر الحكم على مدى نجاح الحوار الفلسطيني المنعقد حاليا في القاهرة في تحقيق أهدافه وأهداف المصالحة الفلسطينية.
لجنة صياغة وفي السياق ذاته قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول قيادتها في الخارج ماهر الطاهر إن الفصائل الفلسطينية شكلت لجنة لصياغة الوثيقة الختامية التي ستصدر عن مؤتمر الحوار للفصائل الفلسطينية في القاهرة. وأضاف الطاهر -عضو لجنة الصياغة- أنه تم ترحيل القضايا التي لا تزال عالقة ومحل خلاف (مثل إقرار قانون التمثيل النسبي الكامل، والقيادة الوطنية المؤقتة، وبرنامج الحكومة) إلى لجنة التوجيه العليا، مضيفاً أن جميع الفصائل وافقت على اعتماد نظام التمثيل النسبي الكامل للانتخابات باستثناء حركة حماس التي ما زالت تناقش هذا الموضوع في هيئاتها القيادية. وستضم لجنة الصياغة بحسب وكالة الأنباء الألمانية كلا من محمد نصر -عضو المكتب السياسي لحركة حماس- وصخر بسيسو -القيادي في حركة فتح- ومحمد الهندي -القيادي في الجهاد الإسلامي- ووليد العوض -عضو المكتب السياسي لحزب الشعب- وماهر الطاهر -عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول قيادتها في الخارج- وفهد سليمان -عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية- إضافة لعدد آخر من أعضاء اللجنة. وذكر ماهر الطاهر أنه من المرجح أن يلتقي مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان الوفود الفلسطينية غدا الجمعة لبحث آخر المستجدات على صعيد الحوار وتذليل العقبات والإشكاليات التي ما زالت عالقة. وتطالب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة -وهي الجهات الأربع التي تؤلف رباعي الوساطة في الشرق الأوسط- أن تعترف حماس باتفاقات السلام المؤقتة التي عقدت بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وأن تنبذ النضال المسلح وتعترف بإسرائيل.