أصدرت الفصائل والحركات الفلسطينية التى شاركت فى مشاورات القاهرة اليوم، الخميس، بيانا ثمنوا فيه الدور المصرى على مثابرته ورعايته ودعوته للحوار الوطنى الفلسطينى، مؤكدين أن انطلاق الحوار يعنى أن الشعب الفلسطينى طوى صفحة مؤلمة جسدها الانقسام الذى عانى منه الجميع. وذكرت الفصائل فى البيان الذى تلاه أحمد قريع رئيس وفد حركة فتح فى الحوار فى مؤتمر صحفى حضره ممثلو جميع الفصائل التى شاركت فى الحوار، أنه تم الاتفاق على تشكيل خمس لجان للحوار، وهى لجنة الحكومة التى تهدف الوصول إلى تشكيل حكومة توافق وطنى، ولجنة الأمن بما يكفل بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية غير فصائيلية، ولجنة منظمة التحرير الفلسطينية بهدف تطوير وتفعيل وإعادة بناء مؤسساتها وفقا لإعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطنى، ولجنة الانتخابات بهدف إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية بما لا يتجاوز موعدها المحدد فى القانون، ولجنة المصالحة الوطنية بما يرسخ ثقافة التسامح والديمقراطية وقيم الاحترام المتبادل وتحريم الاقتتال الداخلى. كما اتفقت الفصائل وفقا للبيان على تشكيل لجنة سادسة تسمى لجنة التوجيه العليا، مشيرين إلى أنه تم تسمية ممثلى الفصائل والشخصيات الوطنية المستقلة، كما تم الاتفاق على الإطار العام ومهمات عمل اللجان، والاتفاق على أن يبدأ عملها يوم العاشر من مارس المقبل، على أن تنجز عملها قبل نهاية مارس. ودعت الفصائل إلى الشروع بالإفراج الفورى عن المعتقلين السياسيين فى الضفة الغربيةوغزة، ووقف كل أشكال الملاحقة والانتهاك للحقوق والحريات الديمقراطية، ووقف الحملات الإعلامية المتبادلة. من جانبه أكد الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، أن المسئولين المصريين سيعملون على وضع اتفاقية جديدة مستقبلية تتعلق بإدارة معبر رفح وتنظيم العبور خلاله، معتبرا أن حكومة الوحدة الوطنية المقبلة، ستكون أحد مفاتيح الحل لتنظيم العبور من خلال المعبر، لافتا إلى أن المعبر مفتوح الآن للحالات الإنسانية. وقال أبو مرزوق فى المؤتمر الصحفى أن مصر سيكون لها دور مركزى فى المعابر الموجودة بين قطاع غزة وإسرائيل، مضيفا أن مصر ستعمل على جعل إسرائيل تلتزم بالالتزامات الدولية المتعلقة بالمعابر. وردا على سؤال حول الكيفية التى سيتم من خلالها اتخاذ القرار داخل اللجان الخمس، قال أحمد قريع رئيس وفد فتح فى الحوار، إن قرارات هذه اللجان لا تؤخذ بالتصويت، لأنها لجان تحضيرية للوصول لتصور مشترك بين كل الفصائل والقوى الفلسطينية المشاركة فى الحوار حول كيفية الحل، مضيفا "لن نلجأ للتصويت، ودائما سنقترب من بعضنا البعض، وإذا كانت هناك فجوات سنقترب من بعضنا لحلها". وحول آلية تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه فى مؤتمر إعادة إعمار غزة بمدينة شرم الشيخ، قال أبو مرزوق إن مؤتمر شرم الشيخ سيحدد آلية التنفيذ، مشيرا إلى أن حماس طلبت إبعاد ملف الإعمار عن الخلاف السياسى، لأنه حق مطلق للشعب الفلسطينى فى القطاع. ولم يحدد المشاركون فى الحوار، الشكل الذى ستكون عليه حكومة الوفاق الوطنى، فمن جانبه قال قريع إن شكل الحكومة سيتم الاتفاق عليه داخل اللجنة الخاصة بالحكومة، لافتا إلى أن الحكومة التى سيتم الاتفاق عليها ستكون حكومة انتقالية تتولى ملف الإعمار وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ونفى أبو مرزوق أن تكون مصر قد اقترحت على الفصائل تسمية شخصية لرئاسة الحكومة المقبلة، قائلا إن الأخوة فى مصر لم يسموا رئيس وزراء مستقل، وإنما ترك الأمر للجنة الحكومة التى ستحدد رئيس الوزراء حسب معايير الحوار بين الفصائل. من جهة أخرى أكد دكتور وليد العوضى عضو المجلس الوطنى الفلسطينى أن لقاء الفصائل بالقاهرة خطوة هامة على طريق الحوار وقد نجح بنسبة كبيرة نتيجة الجهود المصرية. موضحا أنه سيتم تقديم تصور خلال 20 يوما عن حكومة التوافق الوطنى ومهامها.
