كشفت الرئاسة السورية امس الاحد عن رسالة خطية ابرقها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى نظيره السوري بشار الاسد يشكره فيها على دور بلاده في الافراج عن كلوتيلد ريس، الرسالة التي نقلها وزير الخارجية الفرنسي تناولت ايضا العلاقات بين باريس ودمشق ودورها في استقرار المنطقة. ووصلت الفرنسية كلوتيلد ريس التي احتجزت على مدى عشرة اشهر في ايران الى باريس منذ اسبوع واتهمت ريس الباحثة في جامعة اصفهان بالاساءة الى الامن الوطني الايراني ولعبت دمشق دورا رئيسيا في الافراج عنها بحكم علاقتها القوية مع طهران، ولم يُكشف النقاب عن تفاصيل هذا الدور.
الاسد الذي استقبل كوشنير في قصر الشعب بحث معه الملف النووي الايراني ونُقل عن الاسد تأكيده اهمية الاتفاق الذي توصلت اليه تركيا والبرازيل مع ايران وقوله ان هذا الاتفاق بحد ذاته يؤكد ان المقاربة الصحيحة فقط تؤدي الى نتائج ايجابية داعيا الى تغيير الدول المعنية مقاربتها لموضوع البرنامج النووي السلمي الايراني وخاصة ان هذا الاتفاق يعتبر فرصة ثمينة للتوصل الى حل دبلوماسي وتجنيب المنطقة والعالم الصدامات الكارثية حسب قول الرئيس السوري.
وكان لافتا فيما نقله البيان السوري عن الاسد كلامه الذي كان قطعيا وجازما في موضوع المقاومة والتهديدات الاسرائيلية بالحرب وقوله لوزير الخارجية الفرنسي الذي يتولى ايضا الشؤون الاوروبية بالنسبة لبلاده "على الغرب ان يدرك ان المنطقة قد تغيرت وان اللغة والسياسات والمقاربات التي كان يستخدمها سابقا مع المنطقة لم تعد مقبولة"، وواجه الاسد ضيفه الفرنسي الذي كان قد اطلق مؤخرا تصريحات وجهها لدمشق بضرورة ان تضبط الامن على الحدود مع لبنان بالقول "لم يعد مقبولا ايضا الصمت عن خروقات اسرائيل وزرعها فتيل الفتنة في المنطقة واذا اراد الغرب امنا واستقرارا في منطقتنا فلا بد له من البدء بلعب دور فاعل للجم اسرائيل والحد من توجهاتها المتطرفة والخطيرة على امن وسلام المنطقة".
وسبق لكوشنير ان دعا سورية الى ضمان حدودها مع لبنان، وقال في تصريحات صحفية "ان الوضع خطير وهناك تكديس للسلاح يتضمن صواريخ قصيرة ومتوسطة وربما طويلة المدى وهذا الامر يقلقنا".
واضاف كوشنير نطلب من السوريين ضمان امن الحدود وانا لا اقول انها حدود سائبة لان هناك امورا لم تثبت الا ان الامر خطير مما يعزز موقع المتطرفين حسب تعبيره، وذلك تعليقا على التقارير الاستخبارية الصهيونية التي زعمت ان سورية نقلت صواريخ بعيدة المدى وكاسرة للتوازن العسكري الى حزب الله في مقدمتها صواريخ من نوع "سكود"، وانتقد الاعلام السوري موقف كوشنير هذا معتبرا ان كوشنير كان متحمسا في دعوة سورية لضبط امن حدودها وحريصا جدا على امن وسلامة الدولة الصهيونية، وان تصريحاته تلك لم تكن منسجمة تماما مع تقارير قوات الطوارئ الدولية "يونيفيل".
وعبّر كوشنير خلال لقائه مع الاسد عن رغبة فرنسا الدائمة بلعب دور فاعل لنزع فتيل التوتر من المنطقة وارساء دعائم الامن والاستقرار وحل جميع المسائل من خلال الحوار.