وصلت الفرنسية كلوتيلد ريس التي احتجزت طوال عشرة اشهر في ايران، الاحد الى مطار فيلاكوبلاي العسكري قرب باريس، كما اعلنت الرئاسة الفرنسية. وحطت الطائرة الفرنسية التابعة للحكومة الفرنسية وهي من طراز فالكون، في مطار فيلاكوبلاي الذي منع الصحافيون من دخوله، وتوجهت كلوتيلد ريس الى قصر الاليزيه حيث استقبلها الرئيس نيكولا ساركوزي مع عائلتها. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اعلن الاحد ان الافراج عن الفرنسية كلوتيلد ريس بعد اعتقالها عشرة اشهر في ايران، لم يكن موضع "اي مساومة" و"اي مقابل" للنظام في طهران. واكد الوزير الفرنسي لاذاعة"راديو جي": "اود ان اقول لكم بكل بساطة انه لم يكن هناك اي مقابل أو اي مساومة"، مبديا ترحيبه بالافراج عن الشابة الفرنسية. وصباح اليوم، رفض المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهنبراست فكرة ان تكون هناك اي علاقة بين الافراج عن كلوتيلد ريس والافراج عن المهندس الايراني ماجد ككاوند الذي عاد الى بلاده الاسبوع الماضي بعد رفض فرنسا ترحيله الى الولاياتالمتحدة. وقال الوزير الفرنسي ان "توالي هذه القرارات القضائية - في فرنسا لا نؤثر على قرارات القضاة - لا علاقة له باي مساومة محتملة، اي مساومة مزعومة". وقد غادرت ريس صباح الاحد ايران واعلن قصر الاليزيه صباحا في بيان انها "في طريقها حاليا الى فرنسا" مضيفا انها "استقلت طائرة تابعة للحكومة الفرنسية في مطار دبي". وجاء في البيان ان "رئيس الجمهورية سيستقبلها مع عائلتها في قصر الاليزيه عند وصولها المرتقب الى باريس. ومع عودة كلوتيلد ريس الى فرنسا تغلق قضية سممت العلاقات الفرنسية-الايرانية المتوترة اصلا بسبب الملف النووي الايراني. وكان محامي الفرنسية التي احتجزت في ايران لمشاركتها في تظاهرات اعقبت الانتخابات الايرانية، اعلن السبت ان موكلته ستتمكن من مغادرة ايران الاحد اثر حكم بدفع غرامة صدر السبت بحقها. وقال المحامي محمد علي مهدوي ثابت لوكالة فرانس برس "لقد قضت المحكمة بان تدفع الآنسة ريس غرامة قيمتها الف دولار) وقد دفعت الغرامة". واوضح المحامي انه لن يستأنف الحكم "القريب من التبرئة" والذي "سيتيح للآنسة ريس مغادرة ايران بداية" من الاحد مؤكدا ان "القضية انتهت". واتهمت ريس الباحثة في جامعة اصفهان (وسط) رسميا بالاساءة الى الامن الوطني الايراني خصوصا لجمعها معلومات وصورا اثناء تظاهرات في هذه المدينة يومي 15 و17 يونيو، مناوئة لاعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وصدر بحقها حكمان بالسجن خمس سنوات غير انه تم تحويل الحكمين الى غرامة بقرار من السلطات "بسبب وضعها الشخصي". وقد اوقفت الشابة الفرنسية (24 عاما) في الاول من يوليو حين كانت تستعد للسفر الى فرنسا. وتم الافراج عنها بكفالة قيمتها 285 الف دولار في 16 اغسطس مع تقييد اقامتها بالسفارة الفرنسية بطهران لحين محاكمتها. ولدى مثولها اول مرة امام المحكمة الذي صوره التلفزيون، اقرت ريس بانها شاركت "لاسباب شخصية" في التظاهرات وانها كتبت تقريرا لمعهد تابع للسفارة الفرنسية. وطلبت "الصفح" معربة عن الامل في "العفو" عنها. واكدت فرنسا باستمرار ان مواطنتها بريئة من التهم الموجهة اليها وطالبت بالافراج عنها. ويأتي هذا الحكم بعد ايام قليلة من قرار فرنسي بعدم ترحيل ايراني موقوف في فرنسا منذ مارس 2009 الى الولاياتالمتحدة. وقد عاد المهندس الايراني ماجد ككاوند الى ايران الاسبوع الماضي. ونفت باريس وطهران باستمرار اي علاقة بين القضيتين. غير ان الرئيس الايراني قال في 18 ديسمبر ان حل قضية ريس رهن "بتصرف المسؤولين الفرنسيين". ومساء السبت اعلنت السنغال انها لعبت دور وساطة في الافراج عن الفرنسية كلوتيلد ريس. واشارت في بيان رسمي الى وساطة كان يقوم بها منذ سبتمبر 2009 الرئيس السنغالي عبد الله واد الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي. وبحسب دكار، فان الحكومة الايرانية اتصلت الثلاثاء بالحكومة السنغالية واشادت بوساطتها وكلفت واد ابلاغ فرنسا بقرار الافراج عن كلوتيلد ريس.