قال مصدر دبلوماسى سورى رفيع ل«الشروق» إن الرئيس السورى بشار الأسد الذى زار طهران قبل يومين سيقوم بلعب دور مهم فى «وضع الأسس التمهيدية لحوار بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران، مضيفا «لن نقوم بدور الوساطة الكاملة بين الطرفين فنحن فى سوريا نعرف أن الإدراة الأمريكية الحالية ليست بحاجة إلى وسيط ولكن مهمتنا ستقتصر على لعب الدور الرئيسى فى المرحلة الأولى. وأشار المصدر إلى أن دمشق ولّت وجهها صوب طهران فى هذا الإطار مدعومة من فرنسا بشكل قوى، مشددا على أن سوريا لن تتدخل فى مرحلة الوساطة فى أى حديث حول الملف النووى الإيرانى، بينما ستكتفى فقط بالاتفاق على ضبط الأوضاع على الجبهة العراقية تحديدا. كما هو الحال على صعيد الملف الفلسطينى الذى اجتمعت فيه كل الخيوط لدى سوريا وطهران فى إشارة إلى ضم حركة فتح إلى قائمة الحركات ذات الصلة بالحليفين ، مشددا على أن الاتصالات «زادت فى أعقاب مؤتمر فتح السادس بناء على طلب من قيادات فتحاوية». وعلمت «الشروق» من مصدر عراقى موثوق إن سوريا الآن وبعد ثمانى سنوات من وضع «الجزيرة المنعزلة» تعيد لعب دورها الاقليمى مشيرأ إلى أنه «بحكم التاريخ والثقل السياسى لسوريا وما تمتلكة الآن من أدوات مهمة، فإنها ستعلب هذا الدور، ووجدت أنه من الأفضل أن تلعب دور «العراب» بين أمريكا وإيران، بدلا من أن تعيد كرات اللهب من جديد إلى المنطقة التى لاتزال مشتعلة فى العراق. وفى سياق متصل قال مصدر مصرى مسئول إن القاهرة ليست منشغلة بهذه التطورات، قدر انشغالها، باستقرار المنطقة وأن القاهرة ترحب بحوار أمريكى إيرانى يقود إلى استقرار المنطقة، فسيكون أمر مهم إقليميا، لكن الأهم منه بالنسبة لمصر، هو أن تتوقف طهران على التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، وأن تتوقف عن لعب دور فى إثارة بؤر توتر فى مصر». وقال المصدر «القاهرة لديها تأكيدات بالأذرع الطولى للحرس الثورى الإيرانى فى العراق، واليمن، وغيرها من الدول التى توظفها كأوراق للضغط، عندما تجلس على مائدة حوار مع واشنطن. وفى باريس قالت مصادر فرنسية إن سوريا ظهرت كوسيط بين باريس وطهران فى قضية الإفراج عن الطالبة الفرنسية المحتجزة فى إيران كلوتيلد ريس بعد أن عرضت دمشق الدخول على خط الوساطة مع إيران لتسوية هذا الملف. فى الوقت نفسه قال مصدر دبلوماسى فرنسى ل«الشروق» إن باريس تدعم الدور السورى الحالى لتسهيل الحوار بين واشنطنوطهران. وبينما كان الرئيس الأسد عائدا إلى بلاده من طهران امتنع وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير عن الإغراق فى التفاؤل مؤكدا أنه «لا يوجد حاليا أى تطور وأشعر أن الأمور ستستغرق بضعة أسابيع أخرى»، مضيفا «أعتقد أن الرئيس الأسد تطرق إلى هذه المواضيع خلال لقاءه بأحمدى نجاد ولقد قام بالكثير فعلا مما أدى إلى الإفراج بكفالة عن ريس ونازاك أفشار (الموظفة الإيرانية الفرنسية بسفارة فرنسابطهران) وهى خطوة إيجابية». ولقد نالت سوريا ثقة فرنسا بقيامها باتصالات هاتفية مكثفة مع حليفها الإيرانى للدفاع عن القضية. توالت بعدها تصريحات المسئولين الفرنسيين، وعلى رأسهم الرئيس نيكولا ساركوزى، للإعراب عن الامتنان «للدور الرئيسى» لسوريا فى الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بالملف العراقى قال إبراهيم نوار كبير المستشارين السياسيين لبعثة الأممالمتحدة السابقة فى العراق إن الزيارة التى قام بها الرئيس الأسد على طهران هى عودة مؤكد إلى سياسة المحاور التى كان هناك تصور أنها باتت فى حكم الأمر المقضى، لكن سوريا الآن تعيد لعب نفس الدور. مدعومة بمزيد من الأوراق فى أيديها، وتريد من خلالها فى المقام الأول أن تصبح دمشق هى الطريق إلى بغداد لدى كل من واشنطنوطهران، حيث يتم تأمين المصالح الإيرانية فى العراق، ومن ناحية أخرى جر العراق إلى المحور السورى الإيرانى. وأشار إلى أن مواقف القوى السياسة العراقية شهدت تحولا يصب فى مصلحة سوريا تماما فى الآونة الأخيرة، فهناك قوى سياسية عراقية قومية سوف تدخل بسهولة فى هذا المحور والجماعات البعثية تيار سوريا وهيئة علماء المسلمين، بالإضافة إلى الحزب الديمقراطى من الأكراد، حتى نورى المالكى الذى كانت له تحفظات على الدورين السورى والإيرانى تغيرت مواقفه، ليلحق بالركب السورى. ولدى عودته من طهران التقى الرئيس الأسد أمير حمد بن خليفة آل ثانى قطر الخميس. حيث دار الحديث حول الأوضاع المستجدة فى المنطقة. وفقا لوكالة الأنباء السورية، التى نقلت عن الأسد تأكيده لضيفه القطرى على ضرورة استمرار التعاون والتنسيق بين البلدين بما يخدم القضايا العربية. هل عادت إذا سياسية اللعب على المحاور بين معتدل وممانع من جديد؟ يرى سليمان حداد رئيس لجنة العلاقات فى البرلمان السورى أن التحالف تنشئه المصالح والتوافق على المبدأ والتعاون المشترك، مشيرا إلى أن الملفات الساخنة فى المنطقة لاتزال بحاجة إلى الدعمين السورى والإيرانى سواء كانت المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية.