كشف مصدر فلسطينى مطلع ل«الشروق» عن أن خطة التسوية الجديدة مع الجانب الإسرائيلى باتت أقرب ما تكون إلى البلورة، وسيتم الإعلان عن مرحلتها الأولى قريبا، مؤكدا أن الخطة تتضمن مجموعة مراحل، وتشمل المرحلة الأولى الحديث عن الخرائط لتحديد نقاط الحدود وآلية التعامل مع المستوطنات والمسودات والمشاورات التى تتبادلها الأطراف المعنية بالقضية، ثم تتلوها مرحلة ما يسمى ب«رؤية الدولة». وأشار المصدر إلى أن ما كتبه الرئيس حسنى مبارك فى وول ستريت جورنال يتسق تمام الاتساق وهذه الفكرة، حيث إن المطلوب، فى المرحلة الحالية، قبل الذهاب إلى أى مفاوضات، هو أن تكون الحدود معروفة وفقا لحل الدولتين وهناك موقف واضح من المستوطنات. فى المقابل أبدى مقربون من دوائر السياسة الفلسطينية والمصرية تحديدا مخاوف من أن تتسبب الأوضاع الداخلية الفلسطينية الرثة والصراع المبطن فى الخريطة السياسية الإسرائيلية الراهنة فى تعطيل المسار الفلسطينى عمليا، ورهن الخطة التى يجرى العمل عليها للتسوية لحساب المسار السورى، الأمر الذى عززته دوائر سورية دبلوماسية فى أحاديث متتالية مع «الشروق»، من أن المبدأ لدى سوريا هو دعم المسار الفلسطينى واعتماد المسارين معا، إلا فى حالة أن سوريا جاهزة لتفعيل مسارها أولا حيث أصبح هو المسار الأوضح والأسهل والأقرب إلى الحل. وفى سياق متصل، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلى أن الولاياتالمتحدة قررت العودة مجددا بقوة وبصورة مباشرة لمسار المحادثات الإسرائيلية السورية، ومن المقرر أن يجرى فرد هوف مساعد جورج ميتشل المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط مفاوضات مع الجانبين الإسرائيلى والسورى خلال اليومين الحاليين، بهدف وضع خارطة سياسية وجغرافية لدفع مسار السلام بين سوريا وإسرائيل. يأتى ذلك بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما لشبكة سكاى نيوز البريطانية أعرب فيها عن قلقه من سلوك سوريا، مشيرا فى الوقت عينه إلى استعداده للالتزام مع سوريا وأمله فى أن تستمر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى التحسن، وذلك فى تعقيبه على دعوة وجهها له الرئيس الأسد بزيارة سوريا. ومن جانبه، قال مصدر دبلوماسى سورى ل«الشروق» إن الخارجية السورية رحبت بتصريحات الرئيس الأمريكى، لكنه لفت إلى مصادر قلق، وقال: «هناك مصادر قلق فنحن أيضا نبادله القلق فلدينا مخاوف من الترتيبات الأمنية الجديدة فى العراق، والوضع فى لبنان، رغم بوادر بناء الثقة التى قدمها فى الانتخابات اللبنانية والتى لولالها لما تفتقت الخريطة الانتخابية عن هذه النتائج، وأضاف: «إذا كانت هناك أطراف فى لبنان ترى أننا لا نزال بصدد وصاية فهذا لا يعنينا لأن المهم بالنسبة لنا هو الحفاظ على أمننا القومى فقط وليس التدخل فى الشأن اللبنانى». وكان الرئيس الأمريكى بحسب المصادر السورية يطلب من الجانب السورى «إعادة النظر فى السياسة الخارجية السورية تجاه إيران وامتداداتها مع حزب الله فى لبنان ورفع اليد من التدخل فى الشأن الفلسطينى الداخلى كبادرة حسن نوايا يمكن البناء عليها. وكشفت مصادر موثوق بها ل«الشروق» أن المسار السورى قائم على خطة تتشابه إلى حد كبير مع الخطة المصرية الإسرائيلية فى كامب ديفيد ستسير على النحو التالى: وضع نقاط مراقبة وإنذار على جبل الشيخ تسمح بتأمين العمق الاسراتيجى الإسرائيلى كضمانة دفاعية، واعتماد مناطق منزوعة السلاح تخضع للرقابة الدولية على الجانبين وفقا لحسابات النسبة والتناسب، وليست مسافات متكافأة أو متساوية نظرا لضآلة المساحة فى الجانب الإسرائيلى، واعتمد الجانب الأمريكى على صور صناعية قدمت فى فترة الإدارة الديمقراطية إلى الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون. ولفت المصدر نفسه إلى أن سوريا كانت تريد أن تكون محل إعادة نظر على أرض الواقع، خصوصا أن تلك الصور كشفت عن نحر فى بحيرة طبرية لمسافة 200 متر، تتسمك سوريا بأن تبسط سيادتها عليها، وسيتم التوصل خلال فترة التفاوض إلى حل لإمكانية التعامل عليها لإعطاء إسرائيل حصة من تلك المياه وفقا للسوابق الدولية. كما ستسترد سوريا داخل تلك الحدود 6 قرى لصيادين عند نفس النقطة بعمق 10 أمتار، بعدها يمكن أن يمتد شريط حدودى على شكل حديقة دولية تكون تحت السيادة السورية وبإشراف دولى أممى. وهى النقطة الوحيدة التى توقف عندها المصدر السورى فى حديثه ل«الشروق» قائلا «موضوع حديقة السلام مفتوح للكلام فى المستقبل وليس الآن، وإذا كان هذا مطلوبا فلماذا لا تكون الحديقة داخل الجانب الإسرائيلى» مشددا على أن بلاده لا تقبل أن يكون هذا شرطا مسبقا للمفاوضات، لكنها لا تمانع فى النقاش فيه بعد تقديم نوايا ومبادرات حسن نية بشكل عملى.