تقدمت قوات المعارضة السوية، فجر اليوم الأربعاء واستعادت قرى قريبة من معسكر جورين بسهل الغاب، بعد ساعات من سيطرتها على قرية المشيك بريف حماة الغربي، في حين شن طيران النظام الحربي عشرات الغارات ليحول دون تقدم خصومه. وقال الناشط الإعلامي الموجود بريف إدلب، محمد كركص، ل"العربي الجديد"، إن مقاتلي "جيش الفتح تمكنوا من استعادة السيطرة على مناطق الزيارة، تل واسط، المنصورة، وحاجز التنمية في سهل الغاب بعد معارك ليلية مع قوات النظام التي كانت متواجدة في هذه النقاط"، مشيراً إلى أن "الطيران الحربي لم يغادر سماء سهل الغاب وريف إدلب القريب منذ فجر اليوم الأربعاء". ويأتي ذلك بعد ساعات من استعادة "جيش الفتح" سيطرته على قرية المشيك في ريف حماة الغربيّ مساء أمس الثلاثاء، إذ دارت من حينها اشتباكات بين مقاتليه وقوات النظام بالتزامن مع شن الطيران الحربي لعشرات الغارات هناك، حيث تمثل هذه المناطق أهمية بالغة لكلا الجانبين. وكانت فصائل المعارضة السورية، شنت هجوماً واسعاً منذ الشهر الماضي بمحيط سهل الغاب، وسيطرت على عدة قرى، قبل أن تحقق تقدماً يُعتبر الأبرز في التاسع من الشهر الجاري بسيطرتها على كامل المناطق الواقعة إلى الشرق من نهر العاصي، الذي تبعد ضفته الغربية نحو كيلومترين اثنين عن معسكر جورين، وهو الثكنة العسكرية الأهم للنظام بسهل الغاب، ويُعد مركز قيادة للقوات والميليشيات الأجنبية التي تقاتل مع النظام في تلك المناطق. وشن طيران النظام السوري منذ ذلك الوقت مئات الغارات الجوية على المناطق التي فقدها، قبل أن يبدأ هجوماً برياً معاكساً في الثامن عشر من هذا الشهر، استعاد على إثره بعض المناطق التي خسرها بداية من خربة الناقوس (القرية الأقرب لمجرى العاصي) وليتابع بعدها الزحف لمناطق تل واسط، المنصورة، الزيارة، التي استعادها ذلك اليوم، قبل أن يسيطر عليها "جيش الفتح" مجدداً قبل ساعات. وعلى ضوء المعارك الدائرة بهذه المناطق منذ أسابيع حتى اليوم، يبدو أن المواجهات هناك ستبقى مستمرة خلال الأيام القادمة، إذ من المتوقع أن يكثف النظام غاراته وقصفه الجوي والمدفعي للمناطق التي خسرها، في محاولة لإنهاك خصومه ودفعهم للابتعاد عن تخوم معاقله الأبرز. فالقرى المتنازع عليها منذ نحو شهر، تقع في سهل الغاب الذي يُعتبر مع ريف اللاذقية القريب أهم حواضن الأسد الشعبية في عموم سورية.