حذرت مؤسسة القدس الدولية، مما وصفته ب"أضخم مخطط تهويدي" في محيط المسجد الأقصى، متمثلاً بمخطط "مركز كيدم" (أي المعبد التوراتي القديم). جاء ذلك في التقرير السنوي التاسع للمؤسسة، تلاه مديرها العام ياسين حمود، في لقاء تضامني مع الأقصى في الذكرى ال46 لإحراقه، عقد في أحد فنادق العاصمة اللبنانية بيروت، بحسب ما أفادت وكالة الأناضول. وقال التقرير: إن "الاحتلال متمسك بسياسة التهويد في الأقصى، من خلال الاقتحامات اليومية للمسجد المبارك". ورصد التقرير، الذي حمل عنوان "عين على الأقصى"، نشاطاً في 10 مواقع حفريات والتي ارتفع عددها من 47 موقعاً العام الماضي، إلى 50 العام الجاري، مشيراً إلى أن الزيادة تركزت في الجهة الغربية من المسجد الأقصى. وأوضح التقرير أن سلطات الاحتلال نفذت 28 حفرية في الجهة الغربية من المسجد، و17 في الجهة الجنوبية، و5 في الجهة الشمالية، لافتاً إلى أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أقر مبلغ 25 مليون دولار أمريكي لمخططات تهويدية في منطقة البراق (الجهة الغربية من المسجد الأقصى). وأكد أن "الاحتلال يوظف هذه الحفريات في رواية تاريخية يهودية مزعومة في القدس، ما دفعه لتحويلها إلى مزارات سياحية ومتاحف وحدائق تلمودية وكنس وقاعات، ومرافق تستخدم لأغراض دينية وتاريخية وسياسية مشبوهة". وذكر التقرير أن من أخطر ما تم رصده "بناء جسر خشبي عند باب المغاربة، إلى جانب الجسر الخشبي القائم، ليساعد على ما يبدو في توسيع الاقتحامات"، موضحاً أن "الاحتلال اضطر لتفكيكه بعد ضغوط أردنية". وتوقف التقرير عند "مخطط مركز كيدم الذي ينوي الاحتلال جعله أضخم مخطط تهويدي في محيط الأقصى، إضافة لهدم قبور المسلمين في مقبرة الشهداء"، مشدداً على أن "كل ذلك من أجل إعطاء المكان طابعاً يهودياً، وكسر حصرية المشهد العربي والإسلامي لمنطقة الأقصى". وأكد أنه "إضافة لكل هذا، تم رصد استمرار حالة العجز في نصرة المسجد الأقصى والتصدي للانتهاكات التي ترتكبها دولة الاحتلال باسم تحقيق الحرية الدينية لمواطنيها من اليهود"، منتقداً "عدم رغبة السلطة الفلسطينية في كسر حلقة التنسيق الأمني (مع إسرائيل)، ولا الدول العربية مستعدة لمعركة استعادة المقدسات وتحرير الأقصى". وطالب التقرير "السلطة الوطنية الفلسطينية بالوقوف وراء الشعب الفلسطيني ومطالبه، ودعم تحركه في وجه الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني الذي هو بمثابة رضوخ للاحتلال". ودعا الحكومة الأردنية، بصفتها وصية الأوقاف في القدس، إلى "وقفة حازمة في وجه الاعتداءات المتكررة على الأقصى، كون أن الاعتداء عليه هو اعتداء على السيادة الأردنية". كما استعرض التقرير أهمية "دعم المقدسيين مادياً ومالياً، بما يحقق لهم مقومات الصمود"، مطالباً "المقاومة الفلسطينية بتفعيل وجودها ودورها في القدس، وإسناد شباب القدس الثائرين، وتبني هبتهم الشعبية"