بعد مرور حوالى عشرة ايام على جريمة كترمايا المزدوجة التي ذهب ضحيتها 4 مواطنين لبنانيين، واستتبعت برد فعل ضد المواطن المصري، محمد مسلّم، المتهم بارتكاب الجريمة، إنعقد امس الإثنين لقاء مصالحة بين السفير المصري في لبنان أحمد فؤاد البديوي وعدد من أهالي كترمايا لازالة التوتر الذي نشأ إثر ارتكاب الجريمتين. واكتفى السفير المصري بالقول "أقفلنا الحديث عن الموضوع والملف متروك للقضاء اللبناني". في وقت لفتت مصادر السفارة المصرية في بيروت الى أنّها والخارجية المصرية تتابعان الملف بتفاصيله وأنّه تم توكيل المحامية مارجو خطار بملاحقة القضية. وذكرت معلومات أنّ اتفاقاً لبنانياً - مصرياً حدث، بعد زيارة مساعد وزير الخارجية المصرية محمد عبد الحكم الى بيروت، على ضرورة عدم تضخيم القضية مما قد يؤثر على العلاقات بين البلدين وترك الملف للقضاء اللبناني. في غضون ذلك، اعتبر رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي تقع كترمايا ضمن اطار نفوذه السياسي "أن الخطأ الفادح كان في اصرار القوى الأمنية المعنية على إحضار المتهم لتمثيل الجريمة في موقعها بالرغم من حالة الغضب المفهومة"، ودعا "المسؤولين الأمنيين المباشرين وأولئك الأعلى منهم رتباً وكذلك مدعي عام جبل لبنان لتقديم استقالاتهم أو أن تتم اقالتهم وهذأ أقل المقبول ليتم تحديد المسؤوليات بشكل مباشر". واستغرب "التسابق الإعلامي على التعامل مع هاتين الجريمتين وإعادة بث مشاهدهما القبيحة"، معتبراً أن هذا "من شأنه أن يغذي الأحقاد مجدداً وينكأ الجروح، وأن يعزز تلك الموجة العنصرية غير المفهومة تجاه الشعب المصري الشقيق". وكانت الاسباب المباشرة للجريمة الاولى ما تزال خفية، في وقت انتقد اهالي كترمايا أن تصبح بلدتهم في نظر دول العالم وبفضل ما تتناقله بعض وسائل الاعلام غابة لها قوانينها الخاصة وعاداتها البالية، وبات "الجاني" بمثابة ضحية بعد تناسي "وحشية فعلته" وغضّ النظر عن صور عجوزين مقطعين وطفلتين مذبوحتين ومشوهتين، حسب زعمهم. ولدى استضافة والدة الطفلتين رنا أبو مرعي على احدى محطات التلفزيون المحلية قالت "إن إبنتها آمنة ابنة التسع سنوات كانت تحلم بالغناء، وتهوى الأضواء والشهرة، وقد سرقها القدر لكنّها حققت حلم الشهرة"، واضافت "أما الحلم الذي لم تحققه شقيقتها زينة ابنة السنوات السبع التي تهوى الكمبيوتر هو رغبتها في التخصص في هذا المجال، فلم تتمكن في 28-4-2010 من الدفاع عن نفسها كفاية، وهي كما قالت والدتها لم ترد أن تسقط عن جبينها نجمتين علقتهما لها معلمتها هي المتفوقة في صفها". وأكدت الوالدة التي عيّنت مؤخراً مديرة لاحدى مدارس المنطقة "أن لا شيء اليوم يشفي جروحها حتى مقتل الجاني"، وقالت "ما فعله أهل كترمايا ردة فعل طبيعية... أتونا بالقاتل، حسب زعمها، ونحن ننتظر جثث أحبائنا فما الذي توقعوه؟". وأكثر ما يزيد من حسرة الأم هو جهلها للسبب الذي دفع ب "الجاني" محمد مسلم لارتكاب جريمته بحق أحبائها، وهي أكدت "أن عائلتها لا تعرف الجاني ولا علاقة مباشرة او غير مباشرة بينه وبين أي من أفراد العائلة"، ولم تستبعد "فرضية أن يكون أحد ما قد دفع بمحمد للقيام بجريمته ولكنهّا في الوقت عينه لا تستطيع أن تجزم بهذا الشأن". وتابعت "لم أستطع بعد متابعة مجريات التحقيق لكنني أتساءل كيف يسمحون لمجرم له سوابق بالدخول الى لبنان والعيش طليقاً بيننا... انّه مجرم تملّكت فيه الأفعال الجرمية"، وفق زعمها. تجدر الاشارة الى أن الوالدة مطلقة ويبدو أن مطلقها لم يسأل عنها منذ 5 سنوات وهو اكتفى بايفاد أهله للتعزية.