بعد إغلاق باب الترشيح لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري بدقائق أعلن الحزب الوطني الحاكم أسماء مرشحيه مساء الأحد الماضى، وكانت المفاجأة أن نسبة 65% من مرشحي الحزب للانتخابات هم من الوجوه القديمة الذين كانوا يمثلون الحزب بمجلس الشوري، فقد أعلن الحزب عن أسماء 92 مرشحاً يتنافسون علي 88 مقعداً بينهم 35 مرشحاً فقط من الوجوه الجديدة، فيما ترك الوطني 4 دوائر للمنافسة المفتوحة وتقدم فيها باثنين من المرشحين وهذه الدوائر هي «البحر الأحمر ومطروح وأسوان وزفتي». وقد وصل عدد المرشحين حتي لحظة إغلاق باب الترشيح إلي 576 مرشحاً يتنافسون علي 88 مقعداً في 76 دائرة انتخابية و27 محافظة. وتقدمت أحزاب المعارضة في الانتخابات ب45 مرشحاً من بينهم 11 لحزب التجمع و10 مرشحين لحزب الوفد و14 مرشحاً لجماعة الإخوان المسلمين فيما رشح الحزب الوطني ثلاثة مرشحين أقباط وسيدة واحدة. ميدانياً تسببت الترشيحات التي أعلنها الحزب الوطني في حالة من الغليان والغضب بداخل الحزب، فيما تقدم عدد من قيادات الحزب باستقالاتهم احتجاجاً علي الاختيار الذي تم. وقد كانت الإسكندرية هي المحافظة الأوفر حظاً في المفارقات الغريبة والانقسامات الواضحة فحسب تقرير الزميلة إيمان الأشراف انتهي الحزب الوطني إلي اختيار محمد عبد العال الصغير مرشحاً في دائرة مينا البصل والجمرك بالإسكندرية بعد أن أعاد الحزب المجمع الانتخابي الذي لم يشارك فيه عبد العال من أجل إشراكه، ثم كانت - الصدفة البحتة - هي اختيار الرجل الذي تم إعادة الانتخابات من أجله فيما تقدم في المقابل الدكتور سيد الخراشي باستقالته احتجاجاً علي هذا الاختيار. ولم يمر يومان إلا وكرر الوطني نفس الأمر باختيار أحمد مهنا « مدير السكة الحديد بسيدي جابر مرشحاً له في دائرة سيدي جابر بعد أن كان الحزب قد أعاد - بالمصادفة البحتة - المجمع الانتخابي من أجله. هذه الصدف السعيدة وصلت إلي جماعة الإخوان ففي أعقاب قبول أوراق مرشح الإخوان المسلمين في الإسكندرية الدكتور علي بركات فوجئ الرجل باستبعاده بدعوي أن أوراقه غير مكتملة. في الدقهلية لم يكن الوضع أفضل حالاً فحسب تقارير صحفية، أشعلت الطريقة التي اختار الحزب الوطني مرشحيه بها استياء باقي المرشحين الذين تقدموا للمجمع الانتخابي بالدقهلية والذين وصل عددهم إلي 34 مرشحاً، إذ أبقي الحزب علي غالبية الأعضاء والمرشحين السابقين، ولم يتم التغيير إلا في دائرة واحدة فقط من بين 6 دوائر كما تم اختيار نائب ميت غمر للترشيح مرة أخري رغم الخلافات الكبيرة بينه وبين أمين الحزب بالدقهلية. وبدأ مرشحو الإخوان المسلمين في إثبات وجودهم وسط الشارع بمحافظة الدقهلية بعد أن تقدموا بأربعة مرشحين، حيث تم وضع مرشح احتياطي إلي جانب المرشح الأساسي في دائرتي المنصورة والمنزلة. وفي دمياط وحسب المعلومات، تفجرت الانشقاقات داخل الحزب الوطني بدمياط قبل ساعات من إعلانه عن مرشحيه في دائرتي دمياط وكفرسعد وفارسكور والزرقا لمقاعد الشوري، فجاءت نتيجة المجمع مؤكدة لمقولة المهندس أحمد عز، أمين التنظيم، التي سبق وأن قالها أكثر من مرة في زياراته لدمياط وهي "النائب الحالي هو النائب القادم"، وأن "الحزب لن يتخلي عن نوابه والتغيير سيكون في أضيق الحدود وإن تم"، هذه المقولة تأكدت باختيار الحزب الوطني للدكتور رمضان الدسوقي عضو الشوري الحالي عن دائرة الزرقا وفارسكور كمرشح للحزب في نفس الدائرة، كما تم اختيار حسن الحبشي عضو الشوري عن الدائرة الثانية دمياط وكفرسعد واختياره مرشحاً للحزب في نفس الدائرة. وفي المنيا، اختار الحزب الوطني الحاكم اثنين من المرشحين هما اللواء مصطفي توفيق شقيق النائب الحالي العمدة أحمد توفيق ورجل الأعمال القبطي عيد لبيب، والذي تقدم للمجمع الانتخابي في اللحظات الأخيرة. أما في قنا فلم يختلف الأمر كثيراً فحسب المصادر، لم يحدث أي تغيير علي مرشحي الحزب الحاكم في الانتخابات، فيما وصل إجمالي المرشحين إلي 74 مرشحاً، وهو نفس الأمر الذي حدث في الشرقية حيث تم اختيار نفس الوجوه القديمة «أسامة محمد صادق وخيري مباشر». فيما خضعت مدينة إسنا لاستنفار أمني خشية تفجر معارك بين أنصار عضو مجلس الشوري الحالي محمد النوبي والمستبعد من قوائم الترشيح وخالد عبد المنعم مجاهد الذي رشحه الوطني في الانتخابات. وقد كان استبعاد عوني القهوجي من الترشيح في الدقهلية يمثل مفاجأة من العيار الثقيل حسب تقرير الزميل علاء القهوجي، وفي كفر الشيح وحسب تقرير الزميل أحمد عشري تقدم مصطفي راضي أحد قيادات الحزب الوطني بأوراق ترشيحه كمستقل في مواجهة المرشح الحالي بعد أن اتهم الوطني بالتخلي عنه. وفي الشرقية أُغلقت لجنة تلقي طلبات الترشح لانتخابات التجديد النصفي للشوري بالشرقية بإجمالي 22 طلب ترشح علي أربع دوائر انتخابية منهم أربعة للحزب الوطني، ومرشح للوفد، ومرشحان للإخوان. و في الغربية أعلن الحزب الوطني عن أسماء مرشحيه قبل الدقائق الأخيرة لإغلاق باب قبول أوراق المرشحين، حيث تقدم الحزب الوطني بأربعة مرشحين عن ثلاث دوائر بعد أن قرر ولأول مرة أن يخوض الانتخابات علي مقعد واحد بمرشحين هما أحمد شبل الغنيمي - عضو مجلس الشوري الحالي -، وشريف الخطيب - مرشح الحزب السابق في انتخابات مجلس الشعب، وذلك للتنافس علي مقعد العمال في دائرة «زفتي السنطة»، كما تم انتخاب فتحي حبيب عن دائرة «كفر الزيات بسيون»، وعبد الحميد أبو شادي عن دائرة «قطور سمنود» بديلاً ل محمد عنتر نجم - عضو المجلس الحالي-. وفي القليوبية اختار الحزب "الوطني" اثنين من المرشحين هما الدكتور نصيف العفيفي وعبد الله سيد عبد الهادي في مواجهة اثنين من مرشحي الإخوان المسلمين هما الدكتور رفعت زيدان ومحمد عبد المجيد.