حذرت 27 منظمة دولية غير حكومية تعمل على توفير المساعدة الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة، من أن كارثة إنسانية في قطاع غزة بسبب العدوان الصهيوني المتصاعد. وقالت المنظمات الدولية في مؤتمر صحفي عقدته في فندق الامبسادور بالقدس المحتلة حول الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ودعوة المجتمع الدولي للتحرك في بيان لها: إن 1.4 مليون شخصاً في غزة هم محاصرون، وغير قادرين على الخروج إلى خارج القطاع. وأشارت إلى أن المؤسسات الدولية غير الحكومية الموقعة على هذا البيان، تدعو المجتمع الدولي للتحرك مع كافة الأطراف من أجل وقف إطلاق النار الفوري، والبحث عن سبل سلمية لحل الأزمة. والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل للمدنيين الفلسطينيين في غزة، حتى نتمكن من تلبية الاحتياجات الأساسية، وكذلك توفير الحماية للمدنيين في غزة خصوصا الأطفال والبنية التحتية الأساسية، التي هم بحاجة إليها بما يتناسب مع القانون الدولي الإنساني. وأكدت المنظمات الدولية أن المنظمات العاملة في غزة تجد نفسها تواجه مطالب كثيرة لتقديم المساعدة من قبل العائلات، التي تعاني ولا يوجد لها دخل ولا أماكن آمنة تحميها من العنف، فعلى سبيل المثال عائلة فؤاد هربت في منتصف الليل من قرية شوكة في جنوب قطاع غزة، كما هو حال عشرات العائلات التي تعيش في القرية المذكورة، وفي نفس الوقت كان هناك توغل عسكري (إسرائيلي) بمساندة الدبابات، وبدأ جيش الاحتلال بإطلاق النيران على غرف الصفيح، التي كانت تسكن فيها العائلة وأفاق الطفل فؤاد وعمره 11 عاما، وهو مرعوب وهو الآن يقول لقد غادرنا بيتنا ولا أعرف كم هي الفترة الزمنية التي استغرقناها حتى نصل إلى مدينة رفح، مع أننا نعيش الآن في خيمة، وأنا اشعر أنني على الأقل في مأمن أكثر بقليل من كوني في بيتي. وقال البيان: إنه بينما المنظمات الدولية غير الحكومية تزيد من تدخلها في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، فإنها أيضا قامت بتقييم الوضع في ظل ازدياد الإعمال العدائية (الإسرائيلية)، ومدى تأثير ذلك على برامجنا. ونوهت المنظمات إلى أنه في بيت لاهيا يوجد 27 بيتاً بلاستيكياً قامت منظمة "كير" الدولية بتأهيلها، وقد تم تدميرها بالكامل بينما هناك 23 بيتاً بلاستيكياً آخر تعرضت للأذى الشهر الماضي وحوالي 100 متر مربع من ملاعب بلدية بيت حانون، والتي رممتها وبنتها منظمة إنقاذ الطفل تعرضت أيضا هي الأخرى للأضرار، و30 متراً من جدران الملعب قد تهدمت. وتقول منظمة الرؤية العالمية، وهي أيضا شريك في اتحاد العمل الزراعي: إن هناك أضرارا جسيمة لحقت في مكتب الاتحاد في بيت حانون، حيث تعرضت الأجهزة للضرر بسبب الاجتياحات الصهيونية. كما أن هناك منظمات أهلية أخرى تتحدث عن أضرار في المشاريع، التي يتم تنفيذها والتأخير في التنفيذ بسبب عدم تمكنها من الوصول إلى مواقع المشاريع، كما أن هناك تجميد للتمويل لبعض النشاطات. وقالت المنظمات الدولية: إنه في الستة أشهر الأخيرة شاهدنا تدهورا مستمرا في الأوضاع الإنسانية في غزة، وأن العائلات المتضررة بشكل أكبر هي التي تعتمد على رواتبها من السلطة الفلسطينية، أما المؤسسات العامة التي توفر الخدمات الأساسية كالصحة والمياه والنظافة، والصرف الصحي تعاني كلها من عدم قدرتها على تقديم الخدمات المطلوبة بسبب النقص في الأموال. كما أن ازدياد التكاليف ومستوى المعيشة بسبب نقص الوقود والمواد الأساسية الأخرى، هي مشكلة كون إدخال المواد الأساسية إلى غزة عملية صعبة جدا، وتتعرض إلى معوقات كثيرة وهذه الظروف الصعبة كلها تعيق عمل المنظمات غير حكومية والمؤسسات العامة، وتصعب الرقابة على ما يجري وتصعب إمكانية توفير الخدمات الأساسية للناس الذين يحتاجونها بشكل خاص. ومن بين المنظمات الدولية، التي أصدرت البيان منظمة "كير "الدولية ومنظمة "الرؤية "الدولية، وأطباء العالم – فرنسا – اليونان - أسبانيا ومنظمة "اوكسفام".