يختلف الوضع دائماً داخل سجون العسكر فرغم معاناة المعتقلين من سحل وتعذيب اكتملت عليهم ارتفاع درجات الحرارة التى تشهدها البلاد هذه الأيام، وخاصة المكتظة بالمعتقلين، والتي تشكل بيئة خطرة للإصابة بالعديد من الأمراض، بسبب حرارة الجو والإهمال الطبي، الذي تسبب في انتشار الأوبئة بين النزلاء، وتسبب في موت عدد من المعتقلين. ووصف محمد شحاتة، شقيق الدكتور عبدالله شحاتة الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ومستشار وزير المالية في حكومة الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء الأسبق، الأوضاع داخل السجون بأنها "كارثية خاصة في ظل الطقس الحار الذي تمر به مصر، حيث إن حرارة الجو مع عدم السماح للمعتقلين بمياه مثلجة سبب ذلك تقرحات جلدية لعدد كبير منهم". وأضاف شحاتة حسب تصريحات له بصحيفة "المصريون": أنه لايوجد مراوح داخل السجن سواء في زنزانة شقيقي عبد الله أو شقيقي المعتقل الآخر أسعد شحاتة وهو محتجز في سجن طرة منذ 28نوفمبر الماضي ومعه في الزنزانة حوالي 9 أفراد غيره، ويتعرضون نتيجة الحرارة الشديدة للإصابة بأمراض جلدية وفي ظل التضييق عليهم، وعدم السماح لهم بالخروج من الزنزانة للتريض خلال أيام رمضان والعيد والأسبوع التالي العيد أصيبوا بتقرحات جلدية، نتيجة اكتظاظ الزنازين، وبسبب النظافة الشخصية". وتابع: "كذلك أخي عبدالله فقد أكثر من 40% من وزنه ومحتجز انفرادي في وضع غير آدمي ولديه مشاكل في ضغط الدم، حيث يرتفع الضغط لديه، بالإضافة إلى أن منع المياه كثير عنه تسبب في إصاباته بتقرحات جلدية، ولم يسمح له بإدخال مراهم منذ أكثر من 50 يومًا، بالإضافة إلى أنه لا يوجد سوى طقم واحد يتم غسله كل 3أسابيع وممنوع طبعًا أي مراوح تدخل وموجود جردل مياه لكافة الأغراض للمعتقل". من جانبها، شكت والدة جهاد الحداد، المتحدث الرسمي باسم جماعة "الإخوان المسلمين" من الأوضاع المحتجز فيها نجلها داخل المعتقل، خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة في مصر حاليًا. وكتبت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "آخر مرة رأيت ابني جهاد الحداد كان منذ شهرين وكان قد فقد 25 كيلو من وزنه، بسبب سياسة التجويع التي يمارسها سجن العقرب مع المعتقلين السياسيين، حيث طعامهم الوحيد المتاح هو ما يعطونهم من طعام السجن، والله وحده يعلم كيف حالهم بعد تجويعهم طوال رمضان". وأضافت: "أنا لا أتحدث عن رائحته الكريهة (الطعام).. أو منظره في الجرادل القذرة .. أو لونه البني الباهت.. أو عدم وجود أي ملح فيه، فضلاً عن عدم وجود أي مادة سكرية على مدار 3 شهور الآن.. ولكن حتى الكمية لا تكفى إطعام طفل صغير.. ولو أعطوهم خبز صالح للأكل لكفاهم وحسبي الله ونعم الوكيل.. لا ماء ولا ملابس إلا ما عليهم فقط ولا صابون لغسل وجوههم حتى منذ 3 شهور". وتابعت: "أن تفقد 25 أو 30 كيلو من وزنك رغم أنك مسجون في قبر 1,7 متر في 2متر ولا مجال لأي حركة لأن باب الزنزانة الانفرادي لا يفتح أبدًا.. فهم لم يخرجوا منها منذ النطق بالحكم آخر شعبان.. الهدف المعلن صراحة هو قتلهم وقد قالوها لهم مرارًا.. والله.. لولا الله لما تحملوا كل ذلك منذ سنتين". ووصفت ماجدة محفوظ زوجة المعتقل الدكتور محمد سريا، الأوضاع الحالية في السجن بأنها "شديدة الخطورة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والتي تسببت في نقل الأمراض بين المعتقلين وخاصة الغدة النكافية بسبب حرارة الطقس". وقالت محفوظ : "زوجي الدكتور محمد سريا ناقل كبد ويحتاج إلى عناية خاصة جدًا والى دواء "مضادات خاصة"، يجب أن تتم في المستشفي كل أسبوع" وللأسف هذا لا يحدث، حيث إننا نرسل الدواء له ولكن للأسف يأخذه في السجن بنفسه وهذا فيه خطورة كبيرة علي حياته، وأصيب بالضغط نتيجة للإهمال في نوعية الطعام المقدم له". وتابعت: "ناهيك عن الأمراض الجلدية التي أصيب بها هو وزملائه بالإضافة إلى الغدة النكافية التي انتقلت إلى السجناء لعدم العزل وهو مرض معد، إذ أن هناك تكدسًا في العنابر وعدم وجود تهوية تسبب في انتشار الأمراض بين المعتقلين".