عاود جمال مبارك، الأمين العام المساعد، أمين السياسات بالحزب "الوطني" نشاطه الجماهيري اليوم الخميس بزيارة يقوم بها إلى محافظة الدقهلية، مستأنفًا بها جولاته الميدانية بالمحافظات بعد توقف دام شهورًا، في أولى جولاته منذ عودته من ألمانيا حيث كان برفقة والده الرئيس حسني مبارك في رحلته العلاجية الأخيرة. وتفرض القيادات التنفيذية بالدقهلية سياجًا من السرية على الزيارة المقررة إلى قرية دماص التابعة لمركز غمر، حيث تتكتم الإعلان عنها بشكل رسمي أو الكشف عن فحواها، قالت مصادر مطلعة، أنها ستتضمن افتتاح عدد من المشاريع الخدمية والوحدات الإنتاجية الفردية، حيث تشتهر هذه القرية بصناعة السجاد. وينتظر أن يعقد جمال مبارك لقاءً جماهيريًا على هامش الزيارة، في إطار إستراتيجيته الهادفة إلى التقرب من القواعد الشعبية، حيث سيتطرق خلال اللقاء إلى المشاكل التي تواجه المواطنين هناك، وفتح باب النقاش معهم حول آمالهم وتطلعاتهم للنهوض ببلدهم والخدمات عامة بالريف. يأتي ذلك فيما اعتبر ردًا على زيارة قام بها الدكتور محمد البرادعي رئيس "الجمعية الوطنية للتغيير" إلى المنصورة مطلع هذا الشهر، حيث أدى صلاة الجمعة بأحد المساجد هناك وزار قرية سمنود القريبة منها، وسط المئات من أنصاره الذين أحاطوا به خلال الزيارة ورددوا الشعارات المؤيدة لدعوته للتغيير، وهي الزيارة التي مثلت نقطة الانطلاقة الأولى في حملته الشعبية. ويصل جمال مبارك إلى الدقهلية على متن طائرة سيهبط بها في مطار شاوة العسكري القريب من المنصورة، على أن يقطع طريقه بالسيارة وسط موكب أمني إلى دماص في ميت غمر التي تبعد نحو 45 كلم، حيث قامت المحافظة برصف وتجميل الطريق الذي سيمر منه قبل الزيارة بأيام. ورفعت مديرية أمن الدقهلية درجة التأهب الأمني إلى أعلى مستوياتها، وحشدت 80 في المائة من الضباط العاملين بالمديرية وفي أقسام ومراكز الشرطة على مستوى المحافظة وأيضًا ضابط حرس جامعة المنصورة، حيث تم استدعاء 23 ضابطًا من إجمالي 35 ضابطًا، وضابط مباحث التموين، للمشاركة في عملية تأمين الزيارة التي ستبدأ من شاوة وحتى وصوله إلى دماص، وأثناء وجوده هناك. وأمر اللواء محمد سيد طلبة، مدير أمن الدقهلية خلال اجتماع مع القيادات الأمنية عشية الزيارة الضباط المشاركين في تأمين الزيارة بعدم ارتداء الزي "الميري" على أن يقوموا بارتداء "بدل" مدنية من غير رابطة عنق، واستخدام سيارات خاصة في تحركاتهم دون الكشف عما يشير إلى هوياتهم، على أن يقوموا بالانتشار المكثف بين المواطنين خلال الزيارة التي ستستغرق بضع ساعات وعدم لفت الانتباه إليهم.