أعلنت وسائل اعلام حكومية سودانية الاحد (18-4)، أن الرئيس عمر حسن البشير قد حقق انتصارات ساحقة في عينة من نتائج الانتخابات السودانية. وكان مراقبون من الاتحاد الاوروبي ومركز كارتر قد قالوا ان انتخابات الاسبوع الماضي لم تف بالمعايير الدولية لكنهم لم يصلوا الى حد تأكيد مزاعم المعارضة بانتشار التزوير على نطاق واسع. وكان من المفترض أن تساعد الانتخابات التي أجريت بموجب اتفاق للسلام وقع عام 2005 وأنهى عقدين من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب في تعزيز الديمقراطية بالبلاد. وقالت وكالة السودان الرسمية للانباء (سونا) ان البشير فاز بما بين 70 و92 في المئة من الاصوات التي تم الادلاء بها في نحو 35 مركز اقتراع في مناطق متفرقة بالسودان وفي الخارج وفي احدى الولايات. ولم تؤكد السلطات هذه الارقام التي لا تمثل سوى جزء من البلاد. من ناحية اخرى بدأت المفوضية القومية للانتخابات في اعلان أول النتائج الرسمية للانتخابات يوم الاحد. وحصل حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه البشير على 17 مقعدا في مجالس ولايات بشمال السودان بأغلبية كبيرة. وقال ربيع عبد العاطي وهو مسئول بارز بحزب المؤتمر الوطني الحاكم انه يتوقع نتائج مماثلة في أنحاء السودان. وقال ان ما حدث انتصار حقيقي وان فرز الاصوات جرى في جو من الشفافية. وذكرت جماعات معارضة أن الفوز بأغلبية ساحقة يثبت اتهاماتها لحزب المؤتمر بتزوير الانتخابات في الشمال معللة قرار الكثير منها بالمقاطعة. وزعم فاروق ابو عيسى المتحدث باسم ائتلاف فضفاض لجماعات المعارضة، ان هذا يثبت ما قالته المعارضة من أن هذه الانتخابات زائفة من الالف الى الياء وأنها مخططة منذ البداية. وتابع قائلا "ان البشير سيكون مخطئا ان ظن أن اعادة انتخابه بأغلبية كبيرة ستحميه من المحكمة الجنائية الدولية". ويقول محللون ان البشير حريص على تحقيق فوز من شأنه أن يصد عنه اتهامات المحكمة الجنائية الدولية بأنه العقل المدبر لجرائم حرب ارتكبت خلال الصراع المستمر منذ سبع سنوات في منطقة دارفور بغرب السودان. وقال مراقبون من الاتحاد الافريقي انهم قيموا العملية الانتخابية بنتيجة "ستة من عشرة" مضيفين أنه من غير العادل مقارنة السودان الخارج من حرب أهلية بالمعايير الدولية. وكان المجتمع المدني السوداني أشد قسوة مناديا بعدم الاعتراف بالانتخابات. وزعمت ثلاث شبكات تمثل 3500 مراقب سوداني في بيان أنها تعتقد أن الناخبين السودانيين لم يتمكنوا من التعبير بحرية عن ارادتهم واختيار ممثليهم. وبات فوز البشير بالرئاسة مرجحا بعد أن انسحب معظم منافسيه الرئيسيين بمن فيهم مرشحا حزب الامة المعارض والحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على جنوب البلاد من السباق الانتخابي بزعم حدوث تزوير. ويرجح ايضا أن يفوز سلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان شبه المستقل وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان وأن يحتفظ بمنصبه مما يبقي على الوضع الراهن فيما تستعد البلاد لاستفتاء على استقلال الجنوب في يناير 2011. والانتخابات الحالية والاستفتاء منصوص عليهما في اتفاق السلام المبرم عام 2005. وذكرت وكالة السودان للانباء أن السودانيين المقيمين في الخارج يدعمون البشير دعما كبيرا حسبما أظهرت النتائج المبدئية في مراكز الاقتراع التي أقيمت في ليبيا وسلطنة عمان ومصر وقطر والكويت والامارات العربية المتحدة وقالت انه فاز بأغلبية تراوحت بين 77 و92 في المئة. وأشارت الوكالة الى فوزه بنسبة 90 بالمئة من الاصوات في انتخابات الرئاسة بالولاية الشمالية. وأضافت الوكالة أن البشير سجل أغلبية مماثلة في مراكز اقتراع بأنحاء شمال السودان. وقالت انه في أحد مراكز الاقتراع بسجن كوبر في الخرطوم حصل البشير على 851 من جملة 1234 صوتا. وقال الهادي محمد أحمد عضو مفوضية الانتخابات "ان مسئولي الانتخابات لن يعلنوا عن الفائز بالرئاسة الى أن تصلهم نتائج الفرز من كل الولايات". وحذر مسئولون في الجنوب من احتمال حدوث تأخر في اعلان بعض النتائج.