اقتحمت شرطة الاحتلال الصهيوني وعدد من المستوطنين يتزعمهم وزير الزراعة أوري أرئيل، صباح اليوم، المسجد الأقصى واعتدوا على المرابطين والنساء، وخربوا عددًا من أبواب المسجد، وخلعوا بوابته الرئيسية، وأحدثوا حالة من الفوضى والعبث بالمسجد، للاحتفال بذكرى ما يُطلق عليه الصهاينة “خراب هيكل النبي سليمان”، وبناء المسجد الأقصى على أنقاضه، على حد مزاعمهم، وقد واجه المرابطون من الشباب الفلسطيني المستوطنين وشرطة الاحتلال وأصيب العشرات منهم، واضطرت قوات الشرطة الإسرائيلية، للانسحاب من ساحات المسجد الاقصى، بعد ظهر اليوم -الأحد-، مخلفةً دمارًا كبيرًا، فيما أصيب 17 فلسطينيًا، وقالت شرطة الاحتلال إن 4 من أفرادها أصيبوا. ومنذ صلاة الفجر، منعت شرطة الاحتلال الشبان من الدخول للمسجد الأقصى، وسط دعوات المستوطنيين لاقتحامه، وأقدمت الشرطة الإسرائيلية، على خلع البوابة الرئيسية للمسجد الأقصى خلال اقتحامه، بحسب شهود عيان من داخل المسجد، وقال الشهود إن “الاقتحام تواصل وقد قامت الشرطة الإسرائيلية بإطلاق النار على المرابطين داخل المسجد الأقصى”. وطالب المحاصرون في المسجد الأقصى بإدخال فريق الهلال الأحمر لنقل بعض المصابين، وقال أحد موظفي وزارة الأوقاف، رضوان عمرو، إن “قوات الشرطة الإسرائيلية اعتدت بشكل وحشي على الحراس في المسجد الأقصى”، موضحًا أن “الإعتداءات متواصلة، وكبيرة، وحجم الضرب غير مسبوق، وبطريقة وحشية وكبيرة للغاية”، كما اعتدت قوات الشرطة الإسرائيلية، بالضرب على نساء فلسطينيات في ساحات المسجد الأقصى، ما أدى إلى إصابتهن، حسب موقع "التقرير". وقالت الصحفية الفلسطينية، لواء أبو رميلة: “قامت مجموعة من الشرطة الإسرائيلية بالاعتداء عليّ بالضرب المباشر، لمنعي من تغطية الاقتحام الواسع للمسجد الأقصى”.. وأضافت أبو رملية “الاعتداء أدى إلى إصابتي برضوض، كما تم الاعتداء على نسوة من المرابطات في المسجد الأقصى”، متابعةً أنه “جرى محاولات، لاعتقال المرابطين، وسط حشود كبيرة للمستوطنين أثناء اقتحام الأقصى”. وقال “رضوان عمرو” وهو أحد موظفي المسجد الأقصى، إن قوات شرطة الاحتلال انسحبت ظهر اليوم، تاركة “دمارا كبيرا في المسجد وساحاته”، مضيفًا: “لقد تم اقتلاع بوابة المسجد الثالثة بالكامل، كما أصيبت بوابات أخرى بأضرار”، وذكر أن المواجهات أسفرت عن تحطيم نظام الإطفاء الموجود في المسجد بالكامل. شاهد عيان قال، إن “قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلية، لازالت تنتشر على بوابات المسجد، وتمنع المئات من دخوله، مضيفًا أن “التوتر يسود المسجد الأقصى، حيث يخشى المرابطون من عودة المستوطنين لاقتحامه مرة ثانية”. والمرابطون هم متطوعون فلسطينيون يواصلون الإقامة والمبيت في جنبات المسجد الأقصى، تحسبًا لاقتحامات ينفذها مستوطنون إسرائيليون في مناسبات مختلفة. وقال عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى، إن “عدد المصابين، بالاختناق والرضوض جراء الاعتداء عليهم بالضرب بلغ 17 فلسطينيًا، بينهم 5 من حراس المسجد، واصفًا جراح أحدهم بالصعبة”، مضيفًا أن “نحو 120 من المستوطنين اقتحموا المسجد على دفعات، يتزعمهم وزير الزراعة أوري أرئيل، بحراسة الشرطة المسجد صباح اليوم للاحتفال بذكرى ما يُطلق عليه اليهود “خراب هيكل النبي سليمان”، وبناء المسجد الأقصى”. واعترف مصدر في الشرطة الاحتلال الإسرائيلية لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن 4 جنود أصيبوا خلال المواجهات مع الفلسطينين المرابطين في المسجد.. وأضاف المصدر أن “الشرطة اعتقالت 3 فلسطينيين، شاركوا في المواجهات ضد الشرطة”. وكان مئات من المستوطنين نظموا الليلة الماضية مسيرة ضخمة، في القدس، باتجاه بوابات الأقصى، ثم إلى حائط البراق، في ذكرى ما يطلق عليه الإسرائيليون، “خراب الهيكل”. و”الهيكل” حسب زعم الصهاينة، هو هيكل النبي سليمان، أو معبد القدس، والمعروف باسم الهيكل الأول، الذي بناه النبي سليمان، وفي الحقيقة أنه المكان المقدس الذي أقيم عليه المسجد الأقصى، وقد بنى النبي سليمان معبدا، أُطلق عليه اسم “الهيكل” لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر، غير أن هذا البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي، نبوخذ نصَّر، أثناء غزوه القدس عام 586 قبل الميلاد. ويصر الصهاينة على أن الهيكل كان في الموقع الحالي للمسجد الأقصى، فإن الحفريات الواسعة التي قامت بها إسرائيل في المنطقة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 لم تثبت وجود الهيكل في المنطقة دون أن يكون من الواضح حتى الآن موقعه الحقيقي. ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات شبه يومية يقوم بها المستوطنون تحت حراسة من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يثير غضب الفلسطينيين، ويسفر عن اندلاع مواجهات بين الطرفين، وفي قطاع غزة، نددت الفصائل والقوى فلسطينية، باقتحام المستوطنين والشرطة الإسرائيلية للمسجد، وطالبت في بيانات منفصلة، “المجتمع الدولي بالتدخل العاجل، لوقف مسلسل الانتهاكات والجرائم بحق المقدسات الإسلامية”. وقالت حركة “فتح” في بيان لها، إنها “توجه نداءها لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص ممن يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى بضرورة شد الرحال إليه لحمايته من عمليات الاقتحام”. واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، أن اقتحام الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين للمسجد الأقصى، يعد انتهاكا خطيرا، داعيا الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ خطوات فعلية لحمايته. وقال أبو يوسف: “حكومة الاحتلال تعمل على مواصلة حربها ضد الشعب الفلسطيني، من خلال القتل اليومي واستمرار الاستيطان والتهويد والاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك”، وأضاف:” إسرائيل تسعى من خلال الاقتحامات إلى تكريس الأمر الواقع، للتحضير لبناء ما يسمى الهيكل المزعوم”. أما حركة “حماس”، فقد حذرت في بيان لها من مغبّة الاقتحامات المتكرّرة للمسجد الأقصى، ولفتت إلى أن إمعان المستوطنين في اقتحام “المقدسات الإسلامية” يزداد في ظل ما وصفته بالصمت الدولي والعربي، بدورها دعت حركة الجهاد الإسلامي، إلى “هبة جماهيرية فلسطينية، من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى، والتصدي لمحاولات اقتحامه”، ومن جهتها دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جماهير مدينة القدس وشبابه إلى استمرار التصدي لمحاولة ما وصفته بتدنيس المقدسات، حسب موقع "التقرير". وكانت كشفت تقارير إسرائيلية أن وزير الأمن الداخلي بالتعاون مع أجهزة أمنية أخرى، يعتزم تقديم مشروع قانون يعتبر المرابطين في المسجد الأقصى بالقدسالمحتلة تنظيمًا محظورًا، والمرابطون في الأقصى هم رجال ونساء مقدسيون يعملون بشكل تطوعي للبقاء داخل المسجد الأقصى للتصدي لأي محاولة اقتحام من قبل المتطرفين اليهود وقوات الاحتلال، وقد دأبت سلطات الاحتلال على استهداف المرابطين سواء بالإبعاد أو الاعتداء عليهم. وما من شك أن اعتداءات قوة الاحتلال على الفلسطينيين والمحاولات شبه اليومية لاقتحام باحات الأقصى سيؤدي إلى اندلاع انتفاضة جديدة.