نفت وزارة الدفاع الوطني ووزارة الشؤون الخارجية، بتونس علمهما بموافقة تونس على تركيز قاعدة أمريكية في مدينة الهوارية من ولاية نابل (شمال شرق). جاء ذلك بعد التقارير الإيطالية التي كشفت عن موافقة السلطات التونسية على إقامة الولاياتالمتحدةالأمريكية لقاعدة أمريكية شمال شرق تونس، مهمتها التنصت اللاسلكي في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وكانت صحيفة “العرب” اللندنية، أوردت أنه بحسب التقارير الإيطالية فقد أبدت تونس “استعدادها لاستقبال معدات أمريكية للتنصت، تمهيدًا لإقامة قاعدة عسكرية تكون بديلة للقاعدة الأمريكية الموجودة حاليًا في بلدة “نيشامي” بجزيرة صقلية الإيطالية“، وأكدت أنّ الأمريكيين “ناقشوا مسألة نقل معدات تلك القاعدة إلى مدينة الهّوّارية التونسية مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي خلال زيارته لواشنطن في شهر مايو الماضي“، حسب موقع "التقرير". من “نيشامي” الإيطالية إلى “الهوّاريّة” التونسية وكانت كل الاحتمالات تشير إلى أنّ القاعدة الأمريكية المزمع تركيزها ستكون في الجنوب التونسي، غير بعيدة عن الحدود الجزائرية والليبية. وأكدت التقارير أنّ الولاياتالمتحدةالأمريكية قد بدأت فعلاً في نقل معدات قاعدتها العسكرية للتنصت اللاسلكي من مدينة “نيشامي” بجزيرة صقلية الإيطالية، إلى مدينة الهوارية من محافظة نابل الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترًا شمال شرق تونس العاصمة. دعوى قضائية وأفادت التقارير الواردة من إيطاليا أنّ عملية نقل معدات القاعدة الأمريكية للتنصت من “نيشامي” إلى “الهوّاريّة” جاءت بعد رفع أهالي قرية “نيشامي” دعوى قضائية ضد القاعدة الأمريكية مطالبين بإغلاقها وتفكيك معدّاتها. وبدأ الحديث عن تركيز قاعدة أمريكية في الجنوب التونسي مباشرة بعد الثورة التونسية، ومنذ تركيز حكومة الترويكا الأولى لكن المسؤولين، وفي كل مرة، ينفون ذلك، وكان آخرهم الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي الذي نفى موافقة تونس على إقامة قاعدة أمريكية على أراضيها، مشيرًا إلى أنّ أمريكا لم تطلب ذلك أصلاً. وتُعتبر قاعدة “نيشامي” الأمريكية في جزيرة صقلية الإيطالية واحدة من 113 قاعدة عسكرية أميركية في إيطاليا، وهي تابعة لقوات المارينز، حيث يُطلق عليها اسم “NavComTelSta”، أي “محطة الاتصالات البحرية الأمريكية“. رئاسة الجمهورية تنفي وعلى خلفية ما ورد في هذه التقارير، فقد نفت رئاسة الجمهورية خبر إقامة قاعدة عسكرية أمريكية للتنصت في مدينة الهوّاريّة (شمال شرق)، وأكد الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، معز السيناوي، أنّ خبر إقامة قاعدة عسكرية أمريكية بالهوارية “لا أساس له من الصحة”، مبيّنًا أنّ “رئيس لم يتناول خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدةالأمريكية مسألة إقامة قاعدة عسكرية بمدينة الهوارية من ولاية نابل“. وأضاف في تصريح لإذاعة “موزاييك أف أم” أنّ رئاسة الجمهورية “ترفض تركيز أي قاعدة عسكرية أجنبية في تونس“. ونفت وزارتا الدفاع والخارجية في تصريح لإذاعة “شمس أف أم” “موافقة تونس على تركيز قاعدة عسكرية أمريكية للتنصت اللاسلكي في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط”. 182 مليون دولار ويشير موقع "التقرير" إلى أنّ المسؤولين الأمريكيين ناقشوا مسألة تركيز قاعدة عسكرية مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي خلال زيارته إلى واشنطن في شهر مايو الماضي، بحسب ما أوردت التقارير الإيطالية، التي أكدت أنّ الولاياتالمتحدةالأمريكية شرعت فعلًا في نقل المعدّات من مدينة “نيشامي” إلى مدينة “الهوّاريّة” التونسية. وبحسب التقارير الإيطالية، فإن البحرية الأمريكية قد بدأت قبل ثلاث سنوات إنشاء محطة التنصت اللاسلكية. وأشارت التقارير إلى أنّ تونس ستستفيد من مبلغ 182 مليون دولار، بينما كانت أمريكا ستمنح إيطاليا مبلغًا قيمته 780 مليون دولار في حال موافقتها على استقبال المحطة. وكان المسؤولون بالجزائر أبدوا انزعاجهم من التقارب التونسي الأمريكي والذي توّج باختيار تونس شريكًا مميزًا من خارج الحلف الأطلسي، وإمكانية قبول تونس تركيز قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها.