ثلاثة تصريحات كاشفة، تعبر عن تراجع العمل السياسي وتأميمه، وتحول الأحزاب عن السياسة، التي وظيفتها العمل بالسياسة أساسا، وإيثارها العمل الاجتماعي في ظل الخوف من المواجهة مع النظام القائم، متعللة بقلة الموارد المالية. شهدت الساحة السياسية تراجعا وتقزيما للأحزاب منذ انقلاب 3 يوليو، عبرت عنها تلك التصريحات الثلاثة التي تناقلتها وسائل الإعلام المصرية، اليوم الإثنين. حيث قال عبد الغفار شكر، رئيس حزب "التحالف الشعبى"، إن أحزاب اليسار تمر بأزمة بسبب وجود مشاكل فى المجتمع تمنع الحزب الجماهيرى أن يكون مفتوحا أمام آفاق النمو والتطور، لافتا إلى أن ذلك ليس مبررا وجميع القيادات من اليسار مسئولون جزئيا عن أزمة اليسار. فيما قال محمد سامى رئيس حزب "الكرامة"، إن عدد الأحزاب وصل إلى ما يقرب من 100 حزب، ولا يقل عن 70 حزبا منها وهمية تحت مبررات ورقية أو عائلية، موضحا: "الأحزاب المؤثرة تعودت على الظرف الاستثنائى، أى المناسبات الكبرى اللى فيها مواقف سياسية كبرى، هنا تمارس الأحزاب فعلا جماعيا مثلما حدث فى "جبهة الإنقاذ" ولم تعتد غير ذلك". وأكد رئيس حزب "الكرامة"، في تصريحات صحفية، تعليقا على ما أدلى به الدكتور جودة عبد الخالق القيادى اليسارى، أن أحزاب اليسار فى واد وهموم المجتمع فى واد آخر: "ثقافة الأداء الحزبى ما زالت تحبو علاوة على صياغة القوانين للعمل العام للأحزاب بطريقة ملتوية وخبيثة وتعتبر الأحزاب فيها مجرد شكل، ثم تظهر اقتراحات مثل تشكيل قائمة موحدة وهذا ما ليس له علاقة بالعمل الحزبى أو الواقعية". وعن الذكرى ال63 لثورة يوليو، أضاف محمد سامى: "لست راضيا عما وصل إليه التيار الناصرى والظروف العامة تفرض على هذا التيار شأنه شأن تيار اليسار كله الوضع الحالى". وتابع: "الأداء الحزبى أصبح قائما على القدرات المالية، إضافة إلى قوة الفلول والنمط العائلى؛ لأن أغلب الأحزاب محدودة الموارد، ولذا عليها أن تقدم حلولا لزيادة الموارد الأساسية لها أو الانسحاب من المشهد؛ لأن مفيش حد هيديك فلوس لتمارس العمل السياسى". واستطرد: "الأحزاب عليها أن تعتمد على فكر جديد عشان خدمة الناس وليس الاعتماد فقط على الجسارة ومواجهة الحاكم، ومفيش حاجة اسمها نعمل مشاريع تمول الحزب؛ لأن ده كلام مش منطقى وفيه دوافع تجارية وليست سياسية". وعن النزول للشارع، أضاف سامى قائلا: "النزول للشارع يعنى أن يكون هناك مشروع يتم تنفيذه مثل محو الأمية أو إزالة القمامة فى المناطق الفقيرة، وهذا ما قام به حزب "الكرامة" إلا أن الأمر لم يأخذ حقه فى الدعاية فلم يحقق النتائج المرجوة منه، وجارٍ بحث تنفيذ مشاريع فى هذا الإطار خلال المرحلة القادمة". وكان الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن الاجتماعى الأسبق ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب "التجمع" أكد أن الأحزاب المنتمية لليسار لا تتواصل مع الشارع، مضيفا: "من العار أن يوجد هذا العدد من الأحزاب المنتمية لليسار، خاصة أن كلها أحزاب قزمية ولا تتواصل مع الشارع رغم تغيير الظروف وإتاحة الفرصة أمامها لذلك". وأضاف جودة عبد الخالق فى تصريحات صحفية: حزب "التجمع" أصبح أقل حجما مما كان عليه فى الثمانينات والتسعينات سواء فى الدور السياسى أو عدد العضوية، فهناك عدد من الأحزاب خرجت من رحمه ولم تفعل شيئا كالتحالف الشعبى والناصرى، بل ساهمت فى إضعاف التجمع فقط.. فاليسار فى واد وهموم المجتمع فى واد آخر".