دعت لجنة برلمانية بريطانية في تقرير أصدرته الثلاثاء (30-3)، إلى إعادة النظر في طريقة الموافقة على مبيعات الأسلحة إلى الكيان الصهيونى بعد اعتراف الحكومة البريطانية بأن الدولة الصهيونية استخدمت معدات بريطانية الصنع في العدوان الذي شنته على قطاع غزة العام الماضي. ونسبت صحيفة "الجارديان" اللندنية إلى تقرير اللجنة البرلمانية للرقابة على الصادرات الإستراتيجية القول "من المؤسف أن صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل جرى استخدامها من شبه المؤكد في الهجوم على غزة، وفي انتهاك مباشر لسياسة الحكومة البريطانية بألا يتم استخدام صادراتها من الأسلحة إلى إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وفيما رحب تقرير اللجنة بقرار الحكومة البريطانية اللاحق بإلغاء خمسة تراخيص لتصدير معدات إلى البحرية الصهيونية، شدد على ضرورة تعلم دروس أوسع نطاقاً من خلال إجراء مراجعة لضمان عدم استخدام صادرات الأسلحة البريطانية إلى الكيان الصهيونى في الأراضي المحتلة في المستقبل.
وأضاف التقرير إن الحكومة البريطانية وافقت على بيع الكيان الصهيونى أسلحة بلغت قيمتها أكثر من 27.5 مليون جنيه إسترليني عام 2008، فيما صدقت وزارات بريطانية على رخص تصدير أسلحة ومعدات ذات استخدام مزدوج عسكري ومدني إلى الكيان في الأشهر التسعة بعد الهجوم الصهيوني على غزة بلغت قيمتها نحو أربعة ملايين جنيه إسترليني.
وأشار إلى أن بريطانيا استمرت في بيع الكيان الصهيونى مجموعة واسعة من المعدات العسكرية، بما في ذلك ذخيرة الأسلحة الصغيرة وقطع غيار لبنادق القناصة، وقطع غيار لأجهزة الرادار ومحركات الطائرات الحربية ومعدات الملاحة للطائرات العسكرية وأجهزة اتصالات عسكرية للطائرات بدون طيار.
وقال تقرير لجنة الرقابة على الصادرات الإستراتيجية في البرلمان البريطاني إن من بين صادرات الأسلحة التي وافقت الحكومة البريطانية على بيعها إلى الكيان، أنظمة استشعار عن بعد ومعدات للحرب الإلكترونية ومعدات اختبار وتحديد الهوية.
وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قد قال في تصريح خطي قدمه إلى مجلس العموم (البرلمان) العام الماضي إن حكومته لا تملك أي دليل يوحي بأن المعدات التي رخصتها حكومته إلى الكيان الصهيونى تم تحويل مسارها لتستخدم من قبل الجيش الصهيوني.
غير انه اعترف بأن الجيش الصهيوني قد يكون استخدم معدات في العدوان على قطاع غزة تتضمن مكونات تم تصديرها من المملكة المتحدة، من بينها مكونات لتصنيع أجهزة الاستقبال عبر الأقمار الصناعية، ومكونات تستخدم في مقاتلات (إف 16) لعرض المعلومات على مستوى نظر الطيار، وشارات عرض المعلومات، ووحدات متطورة لعرض المعلومات ومكونات لاستخدامها في تصنيع معدات تُستخدم في مروحيات أباتشي، لكنه أشار إلى أن بريطانيا صدرت هذه المكونات إلى الولاياتالمتحدة وكانت إسرائيل هي المستخدم النهائي لهذه الطائرات.
كما اعترف وزير الخارجية البريطاني بأن بلاده وافقت أيضاً على طلبات لتصدير مكونات إلى الكيان لاستخدامها في المدافع من عيار 76 ملم على متن السفن الحربية (سار كلاس كورفيت) التي شاركت في الهجوم على غزة، ومعدات للبحرية الصهيونية كان آخرها الكابلات المستخدمة في كل مكان على متن هذه السفن ومكونات أجهزة الرادار.