أشاد السفيرالإيراني لدى مسقط علي أكبر سيبويه، ب"الدور البارز الذي لعبته الدبلوماسية العمانية في مباحثات الملف النووي الإيراني وصولا إلى الاتفاق النهائي مع الغرب". وقال السفير الإيراني -في تصريحات أوردتها وكالة أنباء /فارس/ الإيرانية- "أعلنا منذ انطلاق التقنية النووية أنها سلمية بحتة، وأعلنا عن استعدادنا منذ اليوم الأول لوضع ما توصلنا إليه من تقنيات في هذا المجال في متناول إخواننا في دول مجلس التعاون". وأضاف "يرجع الاتفاق لاستضافة سلطنة عمان في بدايات المشوار لعدة اجتماعات هنا في مسقط، وكذلك لحكمة ودراية السلطان قابوس، ولابد من تأكيد أن السلطنة كان لها النصيب الأبرز في تحريك دفة المفاوضات منذ بدايتها، لأنها قامت بجهود جبارة كبيرة تشكر عليها في تقريب وجهات النظر بين المسؤولين سواء في إيران أو أميركا ودول 5+1". وتابع الدبلوماسي الإيراني بالقول "لابد أن نؤكد أن دور عمان محوري ومميز بشكل ملفت"، وأن كافة دول 5+1 تشيد بهذا الدور الريادي السلمي، ورأينا أن نهاية هذه المفاوضات أدت إلى الوصول لهذه النتيجة التي فازت فيها جميع الأطراف، وهذا الاتفاق يبرز قدرة الدبلوماسية العمانية على تقريب وجهات النظر بين الجانبين، والذي ما كان ليحصل لولا الجهود الدؤوبة لعمان حتى يوم إبرام الاتفاق بقوتها الناعمة في فيينا". وأكد أن دول المنطقة هي المستفيد الأكبر من الاتفاق، وأن أغلب الدول الخليجية باركت الاتفاق ورحبت به، وأن الرئيس روحاني أكد في أول يوم لتوليه الرئاسة أهمية تعميق العلاقات مع دول الخليج بشكل خاص لأن جميعنا في سفينة واحدة ولابد أن نحسن جميعا قيادتها حتى نصل إلى بر الأمان. وقال سيبويه إنه بالرغم من كل إجراءات الحظر المؤلمة التي تم فرضها على إيران فإنها لم تنهر كما انهارت بعض الدول، ولم تشهد أي من مشاهد العجز، بل إنها توصلت خلال هذا الحصار المفروض عليها إلى أعلى مستويات التقنية النووية التي تصنع محليا، وهذا ما حدا بالرئيس الأمريكي لأن يصرح بأنه لا فائدة من التصادم مع إيران، لأنه ما دامت التقنية النووية محلية الصنع فإننا حتى لو قمنا بضرب المراكز النووية الإيرانية فإنها ستنمو من جديد، ونحن نعتقد بأن هذا الرأي صائب وحكيم. وأكد السفير أن الاقتصاد والتقنية في إيران ستنمو عشرات المرات أضعاف ما كانت عليه "لأننا كنا تحت وطأة حظر بنكي ومالي، وفي الملاحة البحرية، وكانت إيران محرومة من استيراد أي تقنية وأي أسلحة، فقد امتنعوا بعد الثورة عن بيعنا الأسلحة، وعندما رأينا الأبواب مغلقة علينا دخلنا مجال التصنيع، ولأن الحاجة أم الاختراع فنحن الآن نعتبر الدولة الخامسة عالميا في إنتاج الصواريخ الباليستية التي تصنع محليا". واعتبر أنه في غضون أقل من 5 سنوات ستعبر إيران عن قوتها ومناعتها أكثر مما هو معروف عنها كقوة علمية صاعدة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأكد السفير مجددا أن الاتفاق التاريخي شئنا أم أبينا سيغير الكثير من معالم السياسة في الشرق الأوسط وفي العالم، والآن إيران ستستقبل وفودا عديدة من الدول الغربية للاستفادة من هذه الأجواء الإيجابية التي وجدت، حيث يريدون أن ينخرطوا سياسيا واقتصاديا مع إيران لكي يربحوا، وهذه الربحية من الآن وصاعدا سنوفرها أولا لأشقائنا في دول الخليج، وفي مقدمتهم عمان التي وقفت معنا في الشدة وسيكون لها الأولوية في التبادل التجاري، خصوصا وأنها مقبلة على مشاريع ضخمة خلال السنوات المقبلة ستكون نقطة العبور الأساسية للسلع من خلال ميناء الدقم.