لم تمر أيام قليلة بعد على أزمة أسطوانات البوتاجاز التى راح ضحيتها بعض المواطنين نتيجة تكدسهم أمام المستودعات حتى عادت أزمة أخرى وهى السولار فى العديد من المحافظات نتيجة العجز الشديد فى الكميات الواردة للمحطات، وهو الأمر الذى تسبب فى خسائر فادحة لدى بعض أصحاب مصانع الطوب وأصحاب المخابز التى تعمل بالسولار، نتيجة عدم حصولهم على السولار بالشكل الكافى من المحطات مما أدى إلى تعطل بعض المخابز وكذلك مصانع الطوب وعدم خروج المنتجات بالكميات المطلوبة مقارنة فى الأيام العادية. وقد أشار أحد أصحاب المخابز إلى أن عدم وجود السولار بالشكل الكافى فى المحطات سيعمل على تعرض أصحاب المخابز إلى خسارة فادحة فى حالة توقف المخبز بسبب السولار، بالإضافة إلى تعرضهم إلى تحرير محاضر من قبل مفتشى التموين بحجة التوقف عن الإنتاج دون سابق إنذار الإدارة التابع لها المخبز، لافتا إلى ضرورة توفير السولار لجميع المخابز من خلال تخصيص حصة لكل مخبز نظرا لطبيعة عملهم الخاصة التى تختلف عن باقى الجهات وهو إنتاج الخبز فى مواعيد محددة.
استغلال الأزمة وتخوف العشرات من المواطنين من قيام سائقى الميكروباص والتاكسى من استغلال أزمة السولار لرفع سعر تعريفة الأجرة، وهو ما يحدث مع كل أزمة، بالإضافة إلى استغلال كافة المنشئات التى تستخدم السولار فى رفع أسعار منتجاتها فى ظل انعدام الرقابة والتفتيش المستمر من جانب الجهات المعنية على محطات توزيع السولار.
فى حين أكد عبد الله غراب رئيس الشعبة العامة للمخابز أنه تحدث مع الدكتور على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى الأحد (7-3)، حول أزمة السولار التى يعانى منها أصحاب المخابز فى العديد من المحافظات بهدف العمل على توفير السولار لجميع المخابز التى تتواجد فى المناطق لا تتمتع بخدمة توصيل الغاز، لافتا إلى أن الوزير وعده ببحث الأمر وذلك حرصا على حقوق أصحاب المخابز بالإضافة إلى إنتاجهم خبز جيد.
خسائر فى مصانع الطوب وأضاف عبد الله الزغبى، صاحب أحد مصانع الطوب، أن هناك العديد من أصحاب المصانع قد تعرضوا لخسائر فادحة بسبب أزمة السولار التى يتم استخدام فى تشغيل مولدات الكهرباء وذلك فى المصانع التى لا تتمتع بخدمة توصيل الكهرباء حتى الآن، لافتا إلى أن صاحب المصنع أصبح لا يحصل على الكميات المطلوبة واللازمة لتشغيل المصنع خلال هذه الأيام مقارنة بالأيام السابقة وذلك بسبب عدم توفير السولار بالشكل الكافى دون معرفة أسباب ذلك وهو الأمر الذى يهدد الكثير من مصانع الطوب إلى التوقف فى حالة عدم توفير السولار فى المحطات.
فيما أكد مصدر مسئول فى وزارة التضامن الاجتماعى أن هناك لجان تقوم بالتفتيش المفاجئ على محطات البنزين فى مختلف المحافظات بالإضافة إلى مستودعات الغاز للتأكد من قيامها بتوزيع السولار بشكل عادل والتعرف على المناطق التى تعانى من وجود نقص فى السولار خاصة التى تتواجد فيها المخابز البلدية وذلك لتفادى الأزمة، لافتا إلى أن عملية التفتيش على المحطات تتم بشكل مستمر لعدم حدوث أية اختناقات.
وأوضح المصدر أن د.على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى وجه "تعليمات صارمة" لمديرى المدريات فى المحافظات بضرورة العمل على حل مشاكل جميع المخابز وذلك حرصا على إنتاج خبز جيد مطابق للمواصفات القياسية.
مشاجرات وإصابات وشهدت محطات تموين السيارات الأحد (7-3)، أزمة حادة بسبب نقص السولار، وامتدت طوابير الأتوبيسات السياحية، وسيارات النقل الثقيل، والميكروباصات، لمسافات طويلة عند محطات التموين الرئيسية على الطريق الدائرى، وفى شارع البحر الأعظم بالقرب من موقف المنيب.
وتسببت الأزمة فى مشاجرة بين المواطنين داخل بنزينه "موبل" بمنطقة المعصرة وأخرى فى حلوان، والتى نتج عنها إصابة عدد من المواطنين، وتقرر غلق محطة البنزين لحين فض المشاجرة.
ومن جانبه أكد عدد من أصحاب السيارات المتواجدين فى محطة البنزين أن السولار متوافر داخل المحطة، إلا أن العاملين يرفضون بيعه لنا، فى مقابل توزيعه على أصحاب أفران الخبز، الذين يستخدمونه فى تشغيل الأفران.
فيما تسود حالة من الغضب لدى السائقين، مما دفع سائقى حلوان إلى رفض تحميل المواطنين، خوفاً من توقف سياراتهم وتعطلها لعدم توافر الجاز، كما تجمع عدد من سيارات المدارس و"أتوبيسات" نقل الموظفين منتظرين توافر السولار.
وشكا عدد من أصحاب شركات النقل الثقيل والسياحى من الأتوبيسات وسيارات النقل الثقيل، من توقف سياراتهم بسبب عدم تمكنهم من الحصول على السولار، وقال اللواء عادل الخولى، مدير شركة نقل سياحى، إن جدول رحلات الأتوبيسات تعطل بسبب مبيت عدد كبير منها أمام محطات التموين على طريقى القاهرة - الصعيد الشرقى والغربى، خاصة عند المحطات التى تقع فى الحدود الإدارية لمحافظة المنيا، وعند محطات تموين الطريق الدائرى فى القطامية، حيث تكدست السيارات المقبلة من المحافظات والمتوجهة إلى شرم الشيخ فى انتظار وصول حصص السولار المقررة، متهماً وزارة البترول بسوء التخطيط، والفشل فى تأمين وصول سفن الشحن إلى ميناء السويس لتفريغ السولار المستورد.
أزمة متصاعدة وقال المهندس رشدى ياسر، مدير إحدى محطات التموين على الطريق الدائرى، إن الأزمة تصاعدت منذ 10 أيام، وإن حصته كانت 50 ألف لتر يومياً، تقلصت أمس إلى 18 ألف لتر، وهو ما تسبب فى تكدس سيارات النقل فى المحطة، ونفس الأمر تكرر فى شارع البحر الأعظم، بسبب تكدس سيارات الميكروباص ونقل الركاب إلى الصعيد فى موقف المنيب.
وقال محمود يسرى، مدير محطة تموين مجاورة، إنه اضطر لاستدعاء شرطة النجدة لفض الشجار الذى حدث بين سائقى السيارات بعد أن امتد طابور الانتظار إلى 500 متر خارج المحطة، وأبلغ مباحث التموين وقسم شرطة القاهرةالجديدة بالواقعة، وأكد أن حصته اليومية تقلصت إلى أقل من النصف وأصبح يتسلم 30 ألف لتر فى اليوم بعد أن كانت حصته 80 ألف لتر يومياً.
مسئولية البترول من جانبه، رفض صلاح نافع، مدير مبيعات فى شركة «توتال» للخدمات البترولية، التعليق على الأزمة، وقال إن وزارة البترول هى الجهة الوحيدة المسئولة عن التوضيح.
وفى القليوبية، حررت إدارة تموين الخانكة محضراً أمس الأول ضد مدير محطة بنزين فى منطقة المنايل، بعد تقديم أصحاب 7 مخابز بلدية فى المنايل وكفر حمزة شكوى ضده بسبب رفضه تسليمهم حصص السولار اللازمة لتشغيل مخابزهم، واتهم أصحاب المخابز خالد فوزى زكى بدرالدين، مدير «محطة كالتكس»، بناحية سرياقوس - طريقة المعاهدة، بمخالفة القانون لامتناعه عن بيع السولار، ومحاولة بيعها بزيادة عن السعر الرسمى، حيث طلب دفع 25 جنيهاً للصفيحة «20 لتراً» بدلاً من 22 جنيهاً وهو السعر الرسمى طبقاً لمحضر إدارة تموين الخانكة الذى تم تسجيله برقم 5682 جنح الخانكة.
محاولات فاشلة وفى القاهرة، قال كرم جميل بشاى، متعهد توزيع السولار للمخابز فى السيدة زينب، إن محطات التموين رفضت صباح الأحد (7-3)، تزويده بالكميات المطلوبة من السولار التى تعتمد عليها مخابز الدرب الأحمر، والسيدة زينب، وباب الشعرية، ومصر القديمة، وشبرا مصر، رغم الاتفاق معهم على تزويده بطن سولار لكل مخبز كل 4 أيام، إلا أنه لم يحصل أمس إلا على كميات بسيطة لا تتجاوز 200 لتر فقط لكل منهم، وهى بالكاد تكفى لمدة ساعتين على الأكثر، وأضاف بشاى «أصحاب المحطات قالوا إن الكميات الموجودة لديهم ليست كبيرة، لذا ستكون الأولوية للسيارات وليس المخابز».
وتابع بشاى «توجهت إلى مستودع السولار بمسطرد لمحاولة الحصول على كميات أخرى، لكنها باءت بالفشل لأن المسئولين أكدوا أن السولار الموجود لن يغطى حاجة كل المتعهدين الذين توجهوا مباشرة للمستودع، خاصة فى ظل نقص السولار منذ عدة أيام، وأكدوا أن الأولوية ستكون للسيارات التى تعتمد عليهم بشكل كبير، معللين ذلك بأن هناك أفراناً تعمل بالغاز الطبيعى ستغطى حاجة السكان من الخبز الذى لن يجدوه فى الأفران البلدية.
ووصف بشاى حال الأفران التى توجه إليها صباحاً بأن بعضها قام بتعليق لافتة كتب عليها «سيتم إغلاق الفرن فى تمام الثانية ظهراً» حتى لا يتدافع الناس فى طوابيرهم دون جدوى بعد انتهاء الكمية المتاحة من الخبز، والبعض الآخر تدافع عليه المواطنون بعد سماعهم عن تقليل كميات الخبز، بالإضافة إلى الأفران التى لم تعمل تماماً حيث قال «الكمية التى حصلت عليها لم تكف إلا لعشرة أفراد فقط، فقمت بالاتفاق مع أصحاب الأفران بتوزيعها بحيث تحصل كل منطقة على كمية تكفى لتشغيل فرنين، كل منهما ب200 لتر».
على الجانب الآخر، أكد محمد عمر، صاحب أحد الأفران البلدية فى شبرا، أنه بعد خصم كمية كبيرة من حصته من السولار، اعتمد بشكل كبير على فرن يعمل بالغاز الطبيعى، وذلك لتوفير حاجة السكان الذين يعتمدون عليه بشكل كبير، وأشار إلى أنه مع استمرار تلك الأزمة ستعود مشكلة «طابور العيش» أسوأ مما كانت عليه، لأن المشكلة هذه المرة لن تكون فى كميات الدقيق أو غيره، ولكن فى أهم ما يعتمد عليه أى مخبز وهو الوقود.