صحيفة تكشف دور الرئيس الجزائرى وولى العهد السعودى فى وقف إعدام "مرسى"

أشيع منذ أيام حديث عن تدخل جزائري لدى سلطات الانقلاب؛ من أجل إيقاف قرار إعدام الرئيس محمد مرسي وبقية قيادات الإخوان.
وكشفت صحيفة “العربي الجديد” عن الدور الذي يلعبه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من خلال التوسط لدى قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي لمنع تنفيذ حكم الإعدام في قيادات الإخوان.
وكان رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، طلب من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة التدخل؛ لمنع إعدام الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي.
محاولة أولى فاشلة
وكشفت الصحيفة عن مناشدة الغنوشي للرئيس الجزائري بوتفليقة، “بالتوسط، واستغلال علاقته الحسنة مع قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، حتى لا يتم إعدام الرئيس مرسي وبقية قيادات الإخوان، بعد تهديدات السيسي الضمنية بما أسماه إبادة الإخوان.
وأوضحت المصادر للصحيفة أنّ الغنوشي شرح لبوتفليقة المخاطر الكبرى المحدقة بمصر إذا تم إعدام الرئيس مرسي وقيادات الصف الأول من “الإخوان المسلمين”.، مشيراً إلى أنّ بوتفليقة وعد الغنوشي ببذل جهده، مبلغًا إياه بأنها ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها الجزائر في حالات كهذه، وأنّ الجزائر كانت قد بذلت جهودًا كبيرة لمنع إقدام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على إعدام سيد قطب.
استباق زيارة مرتقبة
وأوضحت المصادر الجزائرية أنّ الغنوشي “قد استبق زيارة مرتقبة -يجري الحديث عنها منذ فترة- للسيسي إلى الجزائر، وهي الزيارة التي يودّ الغنوشي أن يستغلها بوتفليقة لمنع إعدام مرسي.
وكان بوتفليقة رفض طلبًا من السيسي، في أول زيارة له-بعد الانقلاب- بتصنيف “الإخوان” منظمة إرهابية، وأبلغ السيسي حينها أنّ الجزائر لا يمكن أن تقبل تصنيفًا كهذا، نظرًا لمشاركة إخوان الجزائر الحاسمة في مكافحة الإرهاب، والحفاظ على النظام الجمهوري، ودعم الدولة في فترة الأزمة الأمنية التي شهدتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي.
وسبق أن صرّح مسؤول العلاقات الخارجية بحركة النهضة التونسية، رفيق عبد السلام، وزير الخارجية التونسية الأسبق، بأنّ لقاء الغنوشي بالرئيس الجزائري تم خلاله استعراض الوضع المصري وتحديدًا ملف الإخوان بعد عزم السيسي المضيّ في تنفيذ أحكام الإعدام في حق قيادات التنظيم.
محاولات الغنوشي
وكان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وفي مقابلة مع صحيفة “الخبر” الجزائرية، قال: “طالبت كل الرؤساء الذين قابلتهم بالتدخل لمنع وقوع الإعدامات.”، مؤكداً أنّ حلول الاستئصال لن تحلّ مشكلات مصر، وإنما ستُدخلها في الظلام، لذلك إذا نفذت إعدامات كما وعد الرئيس السيسي فيخشى أن يفلت الزمام من قادة الإخوان، وأن تصبح السياسة التي قال عنها مرشد الإخوان (سلميتنا أقوى من رصاصهم)، في مهب الريح.
وشدّد الغنوشي على أنه طالب في العديدٍ من التصريحات بمبادرة صلح بين السيسي والإخوان، إلى جانب دعوته للقادة السعوديين، لما لذلك من “أثر روحي واقتصادي بأن تحدث مصالحات في المنطقة كلها وفي مصر، وأرجو أن تجد هذه الدعوات استجابة لدى القادة الذين التقيتهم في السعودية وتركيا و الجزائر- بحسب قوله”.
وكان الغنوشي التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وعرض عليه فكرة الوساطة بين السيسي والإخوان في مصر.
وقال الغنوشي لصحيفة “الخبر” الجزائرية: “لا مناص من أن يعترف الجميع بالجميع وأن الوطن يتسع للجميع، والبحث عن معادلة تعايش وليس معادلة استئصال وإقصاء وانفراد بالبلاد”.