أعلنت شرطة دبي، الاثنين (15-2)، عن اعتقال مواطنين فلسطينيين، أحدهما مسئول عسكري في سلطة رام الله، للاشتباه بتورطهما باغتيال محمود المبحوح القيادي البارز في "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" في دولة الإمارات الشهر الماضي. وقال ضاحي خلفان، قائد الشرطة في دبي للصحفيين "إن الإمارة ستصدر قريباً أوامر اعتقال بحق أحد عشر أوروبياً يشتبه بهم في اغتيال القيادي في كتائب القسام محمود المبحوح بأحد الفنادق بإمارة دبي في العشرين من يناير الماضي، مشيراً إلى أنهم استخدموا تقنيات متطورة لتنفيذ جريمتهم.
وأضاف خلفان "إن شرطة دبي لا تستبعد أن يكون الموساد، جهاز المخابرات الصهيوني الخارجي، وراء ذلك، ولكن حينما يجري اعتقال هؤلاء، ستعرف من يقفون وراء الحادث"، موضحاً أن أوامر الاعتقال لم تصدر بعد ولكنها ستصدر قريباً، وفق تأكيده.
وأشار إلى أن المجموعة قدمت للإمارة على دفعات، وغادرتها في غضون 24 ساعة، وهي تضم شخصاً يحمل جواز سفر فرنسي وآخر يحمل جوازاً ألمانياً وثلاثة يحملون جوازات إيرلندية، بينهم امرأة، إضافة إلى ستة أشخاص يحملون جوازات بريطانية، وهي جوازات "صحيحة حتى ثبوت العكس".
وكشف قائد شرطة دبي النقاب عن أن الشرطة اعتقلت اثنين من الفلسطينيين "يشتبه بأنهما وفرا دعماً إمدادياً في قتل محمود المبحوح في فندق في دبي الشهر الماضي.
وأضاف قائد شرطة دبي "إن الفلسطينيين، اللذين اعتقلا، أحدهما يحمل رتبة عسكرية في السلطة الفلسطينية، وقد التقى زعيم المجموعة التي اغتالت المبحوح وهو فرنسي يدعى بيتر".
وعرضت شرطة دبي صوراً لتحركات أفراد المجموعة داخل الفندق، وذكرت أن القتلة كانوا في انتظار المبحوح داخل غرفته، وانه تم اغتياله عن طريق الخنق.
وقالت الشرطة "إن منفذي العملية تركوا أدوية بالقرب من جثمان المبحوح لتضليل المحققين"، موضحة في الوقت ذاته أن أحد مدبري عملية الاغتيال غادر الإمارة قبل تنفيذ العملية.
حملة اغتيالات وفى سياق متصل، كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية الإثنين (14-2)، أن الكيان الصهيوني ينفذ حملة اغتيالات سرية في أنحاء متفرقة من الشرق الأوسط، في محاولة "لمنع أعدائه الرئيسيين من تنسيق أنشطتهم"، على حد تعبير الصحيفة.
وذكر موقع الصحيفة على شبكة الانترنت أن عملاء صهاينة يستهدفون لقاءات تعقد بين عناصر من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وقيادة حركة حزب الله اللبنانية وقوات من الحرس الثوري الإيراني.
وأشارت إلى أن الشكوك تشير إلى تورط الكيان الصهيوني في حوادث قتل وقعت أخيراً في مناطق متفرقة في الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم الاشتباه في تورط جهاز الموساد الصهيوني في عدد من حوادث الاغتيالات التي وقعت في أنحاء متفرقة من العالم منذ سبعينات القرن الماضي، إلا أنه لم يعترف رسمياً بأي منها.
وتقول الصحيفة أن موجة الاغتيالات الحالية بدأت في ديسمبر الماضي بانفجار "حافلة سياحية" كانت تقل مسئولين إيرانيين وعناصر من حركة "حماس" على مقربة من دمشق.
يشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجهت أصابع الإتهام إلى الموساد الصهيوني في حادثي اغتيال استهدفا قائدين بارزين في كتائب عز الدين القسام جناح الحركة العسكري، الأول الشهيد عز الدين الشيخ خليل الذي اغتيل في العاصمة السورية دمشق قبل نحو أربع سنوات، والثاني الشهيد محمود المبحوح الذي اغتيل في إمارة دبي في (20-2-2010).