«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غضبة المآذن ..
نشر في الشعب يوم 07 - 01 - 2010


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب

حينما توحش فيه الكفر وفرّغ عيينة من امة الإسلام !!
رسالة الى الخليفة

سيدي الخليفة .
أمة رفضت مجدها الغابر . ما أسوأ أن يكون عمرو بن كلثوم أو سيف بن ذي يزن .. ضائعا في ذاكرة القوم ..نائما على الرصيف تطمره الريح ويبعثره الكناسون .. وسيفه إلى جواره . وفرسه يعاني الهزال .. متسولا بلا خيمة تأويه على أرصفة القرن الواحد و العشرين .. أنكرته الأجيال الجديدة ..من العرب .. بقدر ما تعرف أجيالنا، أبناء الفرنجة .. أمثال مايكل بن أبي جاكسون .. أو بنات بني الأصفر مثل بريتني بنت ابي سبيرز او باريس بنت أبي هيلتون .. ما هذا التنصل من المجد الغابر حتى غير مألوف أو مقبول من زراري العرب والمسلمين .. ثمة شيء خطأ .!!
وبالرغم من هذا ما زالت مقتنع بهذه الأمة .. أنها خلقت للمجد وللمجد فقط تعيش ..!!
يوما ما قال الإمام .. اللهم اني أستعديك على قريش ومن أعانهم فقد قطعوا رحمي وصغروا عظيم منزلتي ، وبالرغم من هذا لما مّر الإمام بطلحة بن عبد الله و عبد الرحمن بن عتاب ابن أسيد قتيلان ..يوم الجمل انتابه الحزن .. وقال لقد أصبح أبو محمد بهذا المكان غريبا والله لقد كنت اكره أن تكون قريش قتلى تحت بطون الكواكب ..هو وفاء أمير المؤمنين مع قومه .. وهو أمر يختلف مثلا مع دعبل الخزاعي الذي قطع رحمه وهجا قبيلته ..
******
سيدي الخليفة : معضلة أن تعيش في زمن تنقلب فيه الحقائق و الموازين .. يتوحّش الكفر ويتغّول النفاق .في امة نامت واستكانت .. ورضيت بالدون ..!!
قال تعالى : (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران : 146 ) ما هذا الإصرار المستميت من أولئك الربيّين.. الذين ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله .. وما ضعفوا ..وما استكانوا .. ما السر الكائن في هذا التحفز والتوثب .. وعدم الاستكانة .. بالرغم من كافة الضغوط .. التي قد ُتجبر الاخرين على ان يهادنوا ؟!
انه حب الله الذي ملأ كل كياناتهم ..!!
هناك الغرب اعتبر الشجاعة .بانها البحث عن الحلول للقضايا الضخمة وان تحافظ على تركيزك خلال فترات الضغوط ..
"Courage means to continue seeking solutions to difficult problems, and to stay focused during stressful periods."Denis Waitley
فما بالنا نحن المسلمون لا نجعل القضايا الضخمة هي حكم الأرض من جديد وان يهيمن القرآن على العالم ..
أجل ومتى تحترق هذه الأرض غضبا من اجل دينها ومآذنها كما احترقت يوما من أجل الكرة المستديرة ؟ مع فارق التشبيه ,في الرؤى والمنطلقات ..المآذن يرتفع من عليها كلمة المجد الله اكبر.. واللعب من سفاهات القوم ..
سيدي وتصبح الأرض كافرة .. وتسيطر ثقافة الكفر على الساحة ولم تقتصر بل اكتسح الكفر ساحاتنا "ثقافيا" و"سياسيا" عبر البيت الأبيض والفاتيكان و"اقتصاديا" عبر البنك الدولي .. و"فكريا" عبر بلاك ووتر الثقافية والارتزاقية .. ومن يقول لا اله إلا الله تخرج عليه ألف بندقية، ويشهرون في وجهه ألف سيف .. كما اقتادوا محمد عمارة إلى المقصلة .. لان أشهر حفنة من المفردات إيمانا بالله وتكذيبا للوثنية .. الكفر اليوم شاهرا سيفه الليزر في الأفق ويقول هل من منازل؟ !! منذ متى كان للكفر راية وفرسان .. و بعد كتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ كيف لهم أن يرفعوا رأسهم ..؟!! سيف الليزر الصليبي والصهيوني له مفعول حتى انتهت الى عقول الصغار والعاب الفيديو.. سيدي باختصار ساحاتنا كلها موبوءة .. وفرّغ الكفر عينه ويلعب معنا لعبة الاستخفاف ..
كانت العرب يوما لا تلين لهم قناة .. في مجد علقمة بن سيف الذي أباح لنا حصون المجد دينا ، ورأس من جشم بن بكر ندق به السهولة والحزونا .. وإذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدينا ..
ويوجه عمر بن كلثوم في المعلقة تساؤله إلى ابن هند:
هل حدثت عن جشم بن بكر بنقص في خطوب الأولينا ..
بمعنى هل احد قال لك ان بني جشم بن بكر بهم من النقائص والعيوب حتى تفرّغ عينك منا ..
أبا هند لا تعجل علينا وانظرنا نخبرك اليقينا ..
مفردات الواقع بالأمس .. هي المجد .. ولا ثمة مفردات أخرى ..
أما اليوم بعدما حدث في غزة والبوسنة والعراق ... دعوت الله أن يقطع الله نسل العرب..!!
مؤلم ان نرى الغرب متشبث بالآمال بينما فقدها العرب ..بل كان على النقيض بأن قال الماغوط للسياب تشبث بموتك أيها الرجل ..
يقول دايل كارنيغي : ان الكثير منا لديه من الشجاعة أكثر مما كان يحلم ان يملك تلك الشجاعة ..

"Most of us have far more courage than we ever dreamed we possessed."
Dale Carnegie
.. وقالوا ان كل من حققوا اهدافا عظيمة كان لديهم اهداف عظيمة وركزوا في هدف سامي ربما بدا مستحيلا في بعض الأحيان ..
All who have accomplished great things have had a great aim, have fixed their gaze on a goal which was high, one which sometimes seemed impossible."
Orison Swett Marden
وهو امر اشار له ابو الطيب ..
اذا طمحت في شرف مروم فلا تقتع بما دون النجوم ..
فطعم الموت في امر حقير كطعم الموت في امر عظيم ..
وعزاها الاخرين الى العزم .. والتصميم ..
"Determination gives you the resolve to keep going in spite of the roadblocks that lay before you."Denis Waitley
أي ان التصميم يعطيك القدرة على المواصلة بالرغم من عوائق الطريق
لقد تعلمنا من الأنبياء العزم والقدرة على الصمود ومن الربيين هذا التصميم أعلاه
.. ما بالنا خارت قوانا .. وانهكنا الطريق ..
وهانحن في زمن العار وهو وضع له حيثياته ، فالله ليس بظلام للعبيد ، في ان تتحول امة كانت ملء السمع والبصر .. بهذا التدني في الادراك ولم يستعوبوا كيفية صناعة التاريخ وحكم الأرض من جديد .. وقنعوا ان يكونوا سقط متاع ..كنت أتمنى أن يغضبوا من اجل دينهم ومآذنهم كما غضبوا من أجل الكره ..
وانتهى بنا الحال أن يحارب ديننا سواء في لبس النقاب لنساءنا اومآذن ناهيك عن كل مظاهر الإسلام .. أمور كان لا يتواقح أو يتجاسرعليها الكفر بالأمس ..وضعنا مأساوي بكل ما عناه أرسطو.. عجيب ومن ثالثة الأثافي أن يتواقح الباطل في زمن الانتكاس ، غريب أن تصبح فيه كلمة الذين كفروا العليا، والله ما سمعنا بها في آباءنا الأولين.
كانت ثمة محاولات حاول الغرب أن يتواقح فيها الغرب.. ولكن المفردات التي يتعامل بها واقع الفروسية بالأمس غير المفردات التي يتعامل بها عصر الانبطاح اليوم.
ذات يوم ،وقف ماهان قائد جيش الروم .. وقال لخالد بن الوليد أريدك في كلمة فخرج خالد في المساحة التي بين الجيشين .. وقال له ماذا تريد .؟.فقال ماهان يا خالد .. نعلم انه لم يخرجكم من بلادكم إلا الجهد والجوع .. فإن شئتم أمرنا لكل واحد بكسوة وعشرة دنانير وتأتون لأخذها كل عام .. أحس خالد بسوء الأدب فأراد أن يرد عليه بالقول المناسب .. فقال له خالد إننا قوم نشرب الدم ولم نر أشهي ولا أطيب من دم الروم فجئنا لذلك ..
أما اليوم ..فالواقع مختلف..
يقول احدهم : وكنتاج لذلك اميركا ترغب في الإسلام المعتدل ،إسلام ممكن لأميركا أن تسيطر عليه ، إسلام أميركا تحدد له الاتجاه ، وتعطي الأوامر لقادته ..
As a result of that, America desires a moderate Islam; an Islam that America can control; an Islam that America can give direction to and give orders to its leaders.
Louis Farrakhan
.والأغرب أن يلوذ الإسلام بالصمت ويغض الطرف .. وصار وضع المفكرين الإسلاميين بيتك بيتك ..كما يقولون لأفراخ الدجاج حال إدخالهم إلى الاقفاص.. تبا لزمن الردة الذي ُيقهر فيه الفرسان .. في زمن ارتد فيه الأزهر .كما قال الدكتور حسن فرغل... وأعلن الأزهر ولاؤه للنصرانية وصادر كلمة حق لمحمد عمارة في مضمار التوحيد .. وإسلام لا بواكي له ..
اسلام تقول اوريانا فلاتشي: أوربا لم تعد أوربا انها مستعمرة إسلامية حيث لم يتقدم الإسلام على المستوى المادي فقط بل أيضا في الاتجاه الفكري والثقافي ..
Europe is no longer Europe, it is Eurabia, a colony of Islam, where the Islamic invasion does not proceed only in a physical sense, but also in a mental and cultural sense.
Oriana Fallaci
معضلتنا في سويسرا او اوربا عموما ..ربما لا تختلف عن منهجية أباطرة المال والدعارة بالأمس في وجه الرسل الكرام وأتباعهم ..
(وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (الأعراف : 82 ) ربما اختصرها الرندي عقب سقوط الاندلس ..
يمزق الدهر كل سابغة إذا نبت مشرفيات وخرصان .
وغداة سويسرا كانت الحرب على المآذن ... سيدي الخليفة . الاذان هو كلمة الله اكبر الرائعة . على المآذن الشاهقة . في هذا الدين الحيوي .. الذي كانت "لا اله الا الله " آلية للمجد والثورة في ان تجعل الشعوب الإسلامية مسكونة بالرفض والتمرد والثورات .. كان الأذان هو التعبير الرمزي لإعلاء كلمة الله في الأرض.. أي إن تعلو في البقعة المكانية التي تعلو عليها كلمة "الله اكبر" وتتلى بعدها "كلمة الله" (قرآنا) ويتم السجود لله تعالى في شكل صلاة ..هل معضلتنا هي الافتقار إلى فلسفة الفروسية والسيوف ..
بالأمس كان الاحتكام إلى السيف يختصر المسافات وكان السيف للكفر دواء وشفاء .. أما اليوم جاء زمن الدبلوماسيات والضرب على القفا والقبضة الفولاذية بقفاز حرير .. وكيف يتصافق الغرب ببرود ومع الصفاقة والبرود يبتسم .. ومن ثم يضربك على القفا ثم يبتسم ..وتراه مع ذلك ضاحك السن وفي أثوابه دماء العباد .. وكيف يسوقون الإسلام إلى المقصلة كل يوم . وعواصمنا تسقط . وشعوب تشرد في أصقاع الأرض ولا تستطيع فتح أفواهها .. ويذوب قلبها في كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان.. ومع ذلك يبتسم ..
يقول بولي توينبي انه بالفعل (صدام حضارات) ليس بين الإسلام والمسيحية ولكن بين العقل والخرافة
This is indeed a clash of civilisations, not between Islam and Christendom but between reason and superstition.
Polly Toynbee
معضلة أن يتواقح الغرب قائلا أننا دين خرافة .. ونحن الذين نمتلك زاوية الحق في الوجود الكوني ..قال تعالى:
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة : 33 )
فليعودوا الى القرآن .. ليدركوا أن القران هو كلمة الحق التي لن تصمت وان الدين عند الله الإسلام ..
سويسرا وقبلها الدانمارك وقبلها هولندا والنرويج .. ماهذه العربدة على ساحة العالم .. في كل خرابة لنا عفريت سيدي الخليفة ..كل ملل الكفر تجرأت علينا بغيبتك سيدي الخليفة ..
كإفراز طبيعي لعدم وجودك كرجل متوضيء يحكم الأرض بعدل القرآن ويدفع الكفر له الجزية .. تجرأ الكفر وفرّغ عينه كسياق طبيعي لتدجين السيوف الذي يورث الجبن والذل .. كما قالت العرب ذل من لا سيف له ..
بعده اصابنا الذل ،حتى تجرأ وتواقح الكفر علينا ..
سيدي الخليفة أصدقك القول ، الحياة غير لذيذه سيدي وواقع غير ممتع..نتمنى أن لم نكن شهودا على هذه الحقبة الزمنية .. درس الغرب الكافر شخصية المسلمين وعرفوا نقاط ضعفهم .. وبدأو يلعبون معنا الدجل والشعوذه علينا .. فليس هناك من يشفي أوربا من وساوسها ..قد فرّغوا أعينهم . وانتهى الامر في سلسلة من الصفاقات التي لا تنتهي واعتبرونا الجدار الواطيء الذي يتسابق الاوباش على قفزه ..
. واخرجوا قيؤهم في الدانمارك ضد اشرف الخلق .. وبعدها سويسرا .. وهولندا التي لم تخف صفاقتها ..
بالأمس يا سيدي الخليفة كان يكفي ُكحتك اوغضبتك في مجلس الخلافة ترتج كل قوى الكفر ويعمل لنا ألف حساب . وجيش أوله في مكة وآخرة في سويسرا ... أما اليوم فحتى مضاربنا مهددة نحن فقد وصلت الجريمة إلى المناهج الدراسية وإغلاق الكتاتيب .. انتهاء إلى محاربة و منع الله اكبر من على المآذن ..
سألني طفلي الصغير ماذا كنتم تلعبون في باحات مدارسكم بالزمن الغابر .. قلت له بالأمس كنا نمتطي صهوات الخيول .. انتهاء إلى عسكر وحرامية والاستغماية .. فقلت له ماذا عندكم يابني ؟!.. لعبة اسمها تثبيت صنم ..!!
فقلت له تبا لك ولأبيك وللصنم ..!! هكذا صارت ساحاتنا موبوءة بالصنم .. بعد أن كانت ساحات مدارسنا لتفريخ الأحرار أصبحت اليوم لممارسة تثبيت الأصنام ..
سقطت غرناطة .. وسقطت القدس ..وسقطت بغداد .. وسقطت كابول... وماذا نبقى لنا من جغرافيا ومباديء حتى ارتفاع المئذنة صار جريمة ..وماذا تبقى في جراب الغرب لنا من مآسي..
وهانحن اليوم سيدي الخليفة تدار الدائرة على أتباع محمد بن عبد الله وكل أصحاب المباديء من الذين يأمرون بالقسط من الناس ..ما أسوا أن يتضور الثائر جوعا وترفل في الحرير القحاب .. حينما تطلب جميلة بو حريد ثمن الدواء ..
معضلة أن يكون راتب احد الصحفيين مليون ريال بينما يمشي احد الكتاب مرقع الحذاء ..
امة ليست على مستوى التحديات وحمل أمانة هذا الدين ..دون المستوى لفروسية الأمس.
حيث على الجهة الأخرى علماء البلاط الذين قال فيه الإمام علي ( ومنهم من طلب الدنيا بعمل الآخرة ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا ) اكتظت بهم الساحة..
الدائرة تدور على أصحاب المباديء ترى لمن تكون نهاية المطاف ..هل تكون لسطوة المال أم المباديء ؟!
ربما لخص الموقف ما قاله سفيان الثوري لأبي جعفر المنصور .. عاصرت يا سيدي اثنين من الخلفاء وعمر بن عبد العزيز و يزيد الثاني..فعندما مات عمر بن عبد العزيز .. بكى لأنه لم يترك لأولاده صفراء ولا بيضاء .. أي ذهب أو فضة . وقال تركتهم في رعاية الله ..وترك يزيد الثاني لأولاده الذهب يكّسر بالفؤوس وتمر الأيام وإذا بأحد أبناء عمر بن عبد العزيز يتبرع بمائة ألف فرس في سبيل الله .. واحد أبناء يزيد الثاني يتكفف الناس أمام احد المساجد بالشرق ..المال ياسيدي ..الذي يرفع الدنيا ويخفضها كما قال يهود خيبر..
فكان يرسل احد حكام بني أميه أن يصطفي له الولاة الصفراء والبيضاء .. وعلى الجهة الاخرى يقول الإمام علي..:والله ما كنزت من ديناكم تبرا، ولا ادخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت ليالي ثوبي طمرا، ولا حزت من أراضيكم شبرا.. ترى من كسب الصفقة في عقبه والآخرة.. ..
قال المفكرين أن علي ابن ابي طالب فشل في السياسة لان مثالية هذه الشخصية أبت ان تنزل به إلى حمأتها . ورد عليهم آخرين ..أنهم كانوا يريدون من علي أن يكون احد حكام بني أمية ويأبى علي إلا أن يكون ابن أبي طالب .
سقطت الأندلس بالأمس يومها لم يمتشق العرب السيوف بل فقط غيروا لون العقال إلى اسود .. وبعد ان سقطت القدس حول الفلسطينيون الشماغ الى اسود ..كناية عن حداد الرجال .. وبعد العراق على ماذا يبكون وأي حداد اسود بعده يلبسون ..في ازمنة صار يبكي فيها الرجال..
دم المسلمين ليس له من ثائر ..من يعيد البسمة إلى الشفاه ومن يعيد اصطخاب المجد .. ومتى تزهر أشجارنا المحترقة .. ومتى يحكم القران الأرض وتهيمن كلمة الله على العالم ..
حاولت أن اغرس الماضي الأشم في تربة الواقع المنهزم ..
عبثا حاولت أن الحق بركب موسى بن نصير .. او طارق بن زياد أو ركب عمرو بن العاص . او ركب محمد القاسم .. قالوا انك مازالت فاقد الزمن .. وتجسير الهوة بين الأزمان مستحيل .. ولا التقاء بين فروسية الأمس وانبطاح اليوم ..فلكل زمان دولة ورجال..الفروسية أمر مستحيل بين ظهراني أقوام يحتقرون الصهيل و اتخذوا دينهم لعبا ولعبا .. وانقلبوا على أعقابهم .. بالرغم أن الإمام علي عندما نزلت الاية (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران : 144 )
فقال الامام والله لا ننقلب على أعقابنا ومن ينقلب على عقبه لا قومنه بسيفي هذا .. اما اليوم فيبدو أن لدى القوم أريحية عجيبة في تبديل العقائد وتبديل المباديء..
في وقت قرر الكثير أن يبيع سيفه وإسلامه ومبادئه مقابل صرة من الدنانير والورق الأمريكي الأخضر ..الذي صار يغير به الأقوام عقائدهم ..
في وقت ما زال ينال الكفر من كبرياءنا .. وشموخ الإسلام الذي ورثناه كابرا عن كابر.. ورثناه من أجدادنا الصيد شم الأنوف يتعرض للمحاربة والتضييق في مضاربه قبل ديار الكفر.. معضلتنا مع هذا العصر أن منطق الفروسية يختلف عن منطق الانبطاح . وما زال هذا الحنين المتغلغل في الفؤاد التواق إلى بريق السيوف وصهوات الخيل .. وظلال السيوف ..
فكانت مصيبتنا ربما لخصها الماغوط ..
واشتقت لذلك الحنين الفتيّ المشرّد وقد ضاقت به السبل
فيبكي كسيف عجز ولم يشهره أحد ولو للتنظيف منذ آخر معركة أو استعراض"
فمنطق الفروسية سيدي هو أن تأخذ السيف بحقه ..وان يثار الغبار في فضاء العالم أن المسلمين أحياء ولم ينقرضوا من الوجود .. وان ترفض استخفافا بكبرياء الإيمان .. (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (المنافقون : 8 ) والى الآن ما زال المنافقين لا يعلمون أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين..
في سياق المجد القديم و منطق فروسية الامس علاجات اخرى عجزنا عنها مثل بكاء سيف عجز ولم يشهره احد ..من اخر صولة له في الميدان.. جراء تمزق امة ..واتخاذ القران مهجورا ..
ثمة علاجات اخرى مثلا : أن تطأ حوافر خيل الله ارض سويسرا .. ويزرع أوربا مساجد ومآذن وبيارق النصر ورايات لا اله إلا الله ترتفع على بيج بن وبيزا ..ويصدح الأذان في سماء أوربا "كفر لاند " في حاضرة وخاصرة الفاتيكان ..
منطق الفروسية يتأبى .. ونخوة المجد الغابر تنزع إلى الرفض الذي تعلمناه من إبراهيم يوم ان قال كفرنا بكم .. حيث الإيمان يقتضي فقهيا أن تعلن الكفر بالطاغوت .. إلا أنهم قالوا دعونا في مساحة رمادية وارض محايدة اسمها الدبلوماسية ولو على حساب الدين ومسيرة مجد الإسلام .. فرّغ الكفر عينه منا يوم أن رضح الازهر وارتضى أن يتحاور مع الفاتيكان أن القران ليس نصا من عند الله ..
و عادة الكفر لا يقنع بالركوع ..بل لا يقنع منك الا بالسجود .. وهيهات .. ان نعطيهم .. كلمة الكفر.. سيدي الخليفة وهاهي الامة تقبض على الجمر وتصبر صبر الحطب على النار..
من اين لنا بمقداد او خالد .. او حتى من حقبة ما قبل الاسلام سيف بن ذي يزن . أو كليب او المهلهل او بن كلثوم . وايم الله لو كانوا أحياء لرفضت مروءتهم ..
ولوضعوا الكفر في حجمه الطبيعي ..مجرد سائسا في اصطبلات خيول الفتح ..
اعترف سيدي الخليفة ان الحياة في القرن الواحد و العشرين غير ممتعة نشرب القهر فيها كؤوسا .. وحياة نعيشها من قلة الموت الذي طلبناه يوما في ساحات الوغي ولكنه يرفض أن يأتينا إلا في موتات البعير ..
منطق الفروسية يقول ..
فان عشنا ذخرناها لاخر وان متنا فموتات الرجال ..
لكي لا يقال بكل ارض بنو حمدان كفوا عن قتال
منطق الفروسية ان نخوة الفرسان تتأبى ان يقال بكل ارض بنو حمدان قد قالوا وداعا للسلاح منطق الفروسية يعتبر الكف عن قتال هو الجريمة والعار .. انتهى زمن الفروسية وجاء زمن الانبطاح .. وتوحش النفاق .. وعلماء النفاق يتبارون في تدبيج فتاوى تأتيهم من واشنطن وتل أبيب ..
عندما يهان الاسلام ويتقاعس علماء البلاط يتحول العلماء من الذروة السامقة أي من ورثة الأنبياء
الى الدرك المنخفض من الحضيض ..روعة القرءان انه يرسخ قناعات لا يحيد عنها المسلم فالفروسية في سورة العاديات ومحمد والتوبة والأنفال .. ترتقي بالكيانات والوجدانيات ..الى ساحات الوغى .. عندما حاصر الكفر سراييفو صرخت يومها انتفضوا قبل ان يبصق في وجوهنا التاريخ لماذا ضيعتم البوسنة كما ضيعتم الأندلس .. ويبدو ان التاريخ لم يتوقف عن البصق علينا بعد أن ضيعنا القدس وضيعنا العراق وضيعنا كابول .. يبدو أن التاريخ نشف ريقه جراء البصق علينا ..
اجل عندما يتخلف الفرسان عن شرف النفرة واللحاق بركب المجد كان العدل الإلهي أن يقعدوا مع الخالفين مساواة لهم بالنساء والعجزة.. (فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ) (التوبة : 83 )
عندما يهان الدين ويتقاعس أهل المروءات يتم الاستبدال تلقائيا، وتنتقل الراية تلقائيا لأقوام يتلقفونا بشغف وحب حريصين على المجد وإعلاء كلمة الله في الأرض، يعرفون جيدا كيف يكون ارضاء الله بالشكل الرائع تضحية وفداء..اجل يتلقف أقوام الراية ليسوا بها بكافرين (فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ) (الأنعام : 89 )
.. اقوام يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين .. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة : 54 )
ترى ما هو الكامن وراء الأشياء ،انها منظومة لعبت بذكاء و ناور فيها الغرب بكل الدهاء حينما يقول احدهم : ليس مثل ما حدث في المسيحية التي بشرت بالسلام واتى الإسلام دون خجل بالسيف ..
Unlike Christianity, which preached a peace that it never achieved, Islam unashamedly came with a sword.
Steven Runciman
كل هذه المنظومات الغربية في المناورة فكريا حتى تتخلى الأمة عن منظومة السيف وتحتقر الصهيل .. الذي قال بيجن ذات لن يكون هناك سلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهرا سيفه.. ها نحن وما أن تخلت الأمة عن فلسفة السيوف لم يتوقف مسلسل القفا العربي والكف الغربي ، ولتكبروا على مجدكم ووجودكم اربع تكبيرات ..
انه السيف رمز العزة والمجد والجهاد الذي كان .
سيدي الخليفة :. ليت أيام السيف دامت .. وسقى الله زمان السيوف ..!!
سيدي لا مناص أن تتقدم وتقتحم بخيلك أوربا وساحاتنا الموبوءة ..!!
واسلم لأمتك يا خليفة ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.