قالت عنه المعارضة إنه "الرجل الطرطور".. وقال عنه خصومه إن دوره انتهى من الملعب السياسي بعد أن انكشف دوره وفاحت رائحة الفساد حوله في صفقات جنى من ورائها العمولات والرشاوى. لم يفكر كثيرا بل اتجه إلى الإمارات وأقام علاقات مع محمد بن زايد فحوله إلى سمسار وسكرتير مقابل صفقات وهمية جنى من ورائها المليارات. بدأت رحلة "بلير" الشخصية في العمل مع حكام الإمارات مع مغادرته منصبه وتوليه منصب مبعوث الرباعية الدولية؛ حيث أقامت وزارة الخارجية الإماراتية حفلًا لاستقباله، وتشير وثائق صانداي تايمز أن شركة «توني بلير أسوشيتس»، وقعت عقدًا لتقديم الاستشارات للإمارات العربية المتحدة لمدة 5 سنوات، قابلة للتمديد، بقيمة تتراوح بين 25-35 مليون جنيه إسترليني، ويشمل الاتفاق الإشراف على المشاريع في دول أخرى مثل كولومبيا وفيتنام، وربط رجال الأعمال الإماراتيين وشركات الاستثمار الإماراتية بفرص فيما وراء البحار. تاريخ العلاقة بين بلير ودولة الإمارات كيف فتح توني بلير الأبواب لدولة عربية نفطية" هي الإمارات؟ ملف شائك ومثير وسؤال يجيب عنه تحقيق استقصائي بصحيفة الصنداي تلغراف البريطانية، إلا أنه يطرح أيضًا تساؤلات مهمة حول طبيعة وتاريخ العلاقة بين بلير ودولة الإمارات، وعمقها ومجالاتها، وكيف حصد الطرفين ثروات طائلة من ورائها؟ حقائق موثقة بالأرقام كشفت عن علاقات اقتصادية ومالية وتجارية، ومصالح حميمة مع حكام الإمارات، تضمنت تسهيل صفقات وتقديم استشارات وطفرة في الاستثمارات الإماراتيةببريطانيا. حيث نشرت صحيفة الصنداي تليغراف البريطانية اليوم الأحد، تحقيقًا استقصائيًّا اشترك في كتابته ثلاثة من محرريها، يتهم رئيس الوزراء السابق توني بلير، بالضغط على أحد كبار المسؤولين في وزارة الخزانة البريطانية لمصلحة زبائن من دولة خليجية نفطية غنية (الإمارات)، يسعون لصفقات أعمال في بريطانيا. تسهيل صفقات وتقول الصحيفة إن بلير التقى اللورد دايتون، الذي عمل مسؤولًا للشؤون التجارية في الخزانة البريطانية، في يوليو 2013، كجزء من مفاوضات بين بريطانيا ودولة الإماراتالمتحدة بشأن صفقة الحصول على عقار في مانشستر بقيمة أكثر من مليار جنيه إسترليني. وتضيف أن "بلير" يقدم خدمات استشارية لصندوق مبادلة الاستثماري للبنى التحتية في أبو ظبي، وقد التقى بلير باللورد دايتون مرتين في ذلك الشهر. وتوضح الصحيفة أن صندوق مبادلة اتفق بعد ذلك على عقد بقيمة 175 مليون جنيه إسترليني لتطوير قرية طلابية لجامعة مانشستر. وتضيف أن مجموعة أبو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، وهي شركة استثمارية مساهمة خاصة في دولة الإمارات، تخطط لبناء أكثر من 6000 عقار في مانشستر. وأن هذه الشركة المساهمة تملك ملعب نادي مانشستر سيتي. وتلفت الصحيفة إلى أن هذا الكشف أدى إلى مطالبات في الليلة الماضية، لبلير لأن يكون أكثر شفافية بشأن تعاملاته التجارية. وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم بلير قوله: إن بلير قال ببساطة للورد دايتون إن "دولة الإمارات العربية المتحدة كانت لديها رغبة في عمل استثمار مهم في بريطانيا". ثروة ضخمة وتقدر الصحيفة ما يملكه بلير في المنطقة بما قيمته 60 مليون دولار، جناها من تقديم استثمارات مربحة منذ مغادرته رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت عام 2007. وتضع الصحيفة عنوانًا للتحقيق الذي تفرد تتمته على صفحتين داخليتين فيها "كيف فتح بلير الأبواب لدولة عربية". ثروة ضخمة جمعها "توني بلير"، فقد تمكن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، من توريد استشاراته للمسؤولين في مختلف الدول انطلاقًا من منغوليًا شرقًا، مرورًا بالإمارات وحتى كولومبياوبيرو في غرب الكرة الأرضية، ما عاد عليه بملايين الدولارات، يقدرها البعض بنحو 75 إلى 150 مليون دولار. بحسب تقارير صحفية. علاقات وطيدة بحكام الإمارات وترصد الصحيفة نفسها في تقارير سابقة أبعاد العلاقة بين بلير والإمارات، وفي مقال تحت عنوان «علاقات بلير من أبوظبي إلى كولومبيا»، كتبت صحيفة «صنداي تليغراف» الأسبوعية البريطانية في 18 إبريل 2015، أنه "في غضون شهر واحد طار بلير بصفته الجديدة مبعوث الرباعية الخاص للسلام في الشرق الأوسط (عينه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن كمكافأة له على دعمه في الحرب على العراق) إلى دولة الإمارات العربية، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين فيها وأعضاء في الأسرة الحاكمة". مناصب مدفوعة الأجر وأضافت الصحيفة: إن «منصبه الجديد غير مدفوع الأجر، للتوصل إلى اتفاق سلام وتشجيع النمو الاقتصادي في قطاع غزة والضفة الغربية، فتح له الطريق إلى أغنى وأقوى الشيوخ في منطقة الخليج، الذين يعرف الكثير منهم من خلال عمله كرئيس للوزراء». يشار إلى أن لقاءه الأول في عام 2007، مع الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان" ولي عهد أبوظبي. وأقام الشيخ على شرفه مأدبة عشاء. واعتبرت الزيارة رسمية لمبعوث الرباعية الجديد. أما الزيارات اللاحقة فتمت بصفات مختلفة، هي إضافة إلى مبعوث الرباعية، مستشار لبنك الاستثمار الأمريكي «جي بي مورغان»، ورئيس شركته للاستثمار «مؤسسة توني بلير»، وفقًا للمقال نفسه. جناح خاص بقصر الإمارات وتعمقت العلاقة بين الطرفين وتطورت إلى علاقات تجارية. وفي غضون أشهر، وتحديدًا في أواسط عام 2009، حصلت شركة توني بلير على صفقة مربحة أساسها تقديم المشورة لصندوق الثروة السيادي لأبوظبي برأس مال يصل إلى 44 مليار دولار. ومنذئذ أصبح بلير الشخص المفضل في أبو ظبي، يقيم في جناح خاص في «قصر الإمارات». وطورت رحلاته المتواصلة علاقات صداقة قوية مع «محمد بن زايد». وقيل إن «الكيمياء فعلت مفعولها بينهما، خاصة في العداء للإخوان المسلمين». بحسب صحيفة "صنداي تليغراف". صفقات مربحة وبشأن ذلك، قالت الصحيفة: إنه «يمكن القول الآن إن العلاقات أثمرت تجاريًا. ويبدو أن الإمارات تمول صفقات شركة توني بلير الاستشارية في دول تمتد من صربيا في أوروبا، وفيتنام ومنغوليا في آسيا، وكولومبيا في أمريكا الجنوبية. وتتولى الإمارات دفع جميع تكاليف مستشاري شركة بلير من السفر وحتى الفنادق». وهناك صفقات مربحة بين «بلير وكازاخستان»، وكذلك بيرو وألبانيا من بين دول أخرى. وكشفت الصحيفة إن شركة الإدارة "ويندراش المحدودة" التي يستخدمها لإدارة جزء من إمبراطورتيه التجارية، انفقت نحو 85 مليون دولار على رواتب الموظفين، وتنقلاتهم وإقاماتهم في غضون 4 سنوات فقط. الاستثمارات الإماراتية في بريطانيا شهدت الاستثمارات الإماراتية في بريطانيا طفرة كبيرة خلال رئاسة "توني بلير" للوزراء، أبرزها استثمارات شركة أبوظبي الوطنية للطاقة في بحر الشمال، ومشروع ميناء لندن المخصص لاستقبال الحاويات الضخمة باستثمارات تصل إلى 1.5 مليار جنيه إسترليني، ومحطة حاويات موانئ دبي العالمية في «ساوثهامبتون»، واستثمارات شركة «مصدر» لإنشاء أكبر مزرعة رياح بحرية لإنتاج الطاقة في العالم. هذا بالإضافة إلى الاستثمارات الرياضية، وأبرزها نادي مانشستر سيتي وملعبه «ملعب الاتحاد»، خامس أكبر ملاعب بريطانيا، إضافة إلى المشاركة في بناء ملعب نادي أرسنال «ملعب الإمارات»، وهو ثاني أكبر ملاعب بريطانيا، إضافة إلى رعاية العديد من الفرق الإنجليزية الكبرى وعلى رأسها نادي «تشيلسي»، حاليًا تتعدى قيمة الاستثمارات الإماراتية في بريطانيا قيمة 5 مليارات جنيه إسترليني.