قال الكاتب الصحفي والإعلامي السعودي، داوود الشريان، إن من يعتقد بأن التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها حركة "إرهابية" طارئة على الحياة السياسية في مصر ويمكن أن تنتهي بإعدام قياداتها هو واهم. وطالب الشريان في مقالة نشرتها صحيفة "الحياة" اللندنية، بعنوان:" إعدام الاستقرار في مصر"، عبد الفتاح السيسي بأن يوقف هذه الأحكام، ليجنب مصر تداعيات سياسية خطيرة محتملة ويحمي استقرارها، مضيفا أن الحماسة لأحكام الإعدام باعتبارها أداة لترويع الإخوان ولجم دورهم وفرض هيبة الدولة سياسة غير صحيحة، ومصلحة مصر تتطلب اليوم إغلاق هذا الملف، وفتح أفق لمصالحة سياسية، والنظر إلى المستقبل. وأشار "الشريان" إلى أن الأحكام الصادرة بحق مرسي وقيادات الإخوان ستزيد التوتر الذي تعيشه مصر، وستُعيد حملة الجهات الدولية عليها، التي انطلقت إثر إرسال أوراق المتهمين إلى المفتي، موضحا أن صدور الأحكام، الثلاثاء، سيعزز موقف بعض الحكومات والمنظمات الغربية بأن عقوبة الإعدام "أصبحت الأداة المفضلة للسلطات المصرية لتطهير المعارضة السياسية"، موضحا "أن هذه الأحكام ستدمر سمعة القضاء في مصر، وتكرس الإدانات الدولية ضده"، على حد قوله. ولفت "الشريان" إلى أن انتقادات الغرب طالت القضاء المصري، واعتبرت أن محاكمة قيادات الإخوان سياسية، مشيرا إلى ما جاء على لسان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي قال إن بلاده ترغب في "أن يتصرف القضاء المصري وفقًا للحق والقانون وليس وفقًا للمعايير السياسية". وشدد "الشريان" على أن "أحكام الإعدام ستكون لها تأثيرات بالغة الخطورة على مناخ الاستثمار وحركة السياحة في مصر، فضلاً عن أنها ستمنع مجرد التفكير بمصالحة سياسية محتملة بين النظام والجماعة، وستفضي إلى تصاعد العنف، الذي تعاني منه البلد".