أصدرت جبهة علماء الزهر بيانا وضحت فيه موقفها من تولى الشيخ طنطاوى شيخ الأزهر لمنصبين متناقضين فى وقت واحد، مشيرة إلى ترأسه مجلس إدارة جمعية الكرمة المسيحية بالاشتراك مع القمص بولس باسيلى، وهو الأمر الذى كشفته "الشعب" فى العام 1997. وتمنت الجبهة ان يعامل شيخ الأزهر أعضاءها بنفس الدرجة التى يتعامل بها مع جمعية الكرمة، ونبهت الجبهة شيخ الأزهر إلى مغبة إصدار الفتاوى التى ترضى السلطان وتغضب الرحمن، وذكرة إياه بعواقب مثل هذا العمل الذى لا يرضى عنه الله عز وجل. نص البيان فضيلة الإمام الطنطاوي الأكبر يرأس مجلس إدارة جمعية الكرمة القبطية مع أخيه القمص بولس باسيلي – على وفق ما نشر له بصحيفة الشعب المصرية العدد 1214 في الثامن من شهر نوفمبر 1997م بالصفحة السادسة، وذلك بالإضافة إلى رئاسة فضيلته لمجمع البحوث الذي صدر عنه مؤخرا ما صدر من الفتاوى الشائهة ، وهذا مما يعد من مفاخر فضيلته التي تفاخر بها مصر العالمين وتتأكد به وحدة عنصريها التي اخترعتها اختراعا غير مسبوق. وإن من حق فضيلته على مصر وعلينا أن ننبهه إلى ضرورة الفصل في تلك الرئاسة الفريدة تاريخيا بين موضوعي تلك الرئاسة، فإن ما يصلح لإحداهما لا يصلح بالضرورة للأخرى، وإن كنا في الجبهة تمنينا كثيرا أن نعامل من فضيلته بمثل ما عامل ويُعامل به جمعية الكرمة القبطية بشبرا التي تحظى بشرف رئاسة فضيلته ورعايته . ومع هذا فإن للمؤسستين والمجلسين من الحق علينا أن نتوجه إليهما بهذه النصيحة في شخص رئيسهما الإمام الطنطاوي ، هذه النصيحة التي هي من باب فذكر، قبل أن تكتمل في الضمائر الكارثة وتحل النازلة. التحريم والتحليل بغير سلطان نقول للمؤسستين في شخص فضيلته ونتوجه إليهما بقول الله جل جلاله في القرآن الكريم(وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (النحل:116) 0 فإن القول بالتحريم والتحليل بغير سلطان سوى سلطان الوظيفة الزائلة هو لون من الكفر يتهدد مرتكبيه بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، فإن يد الله تعمل من حولنا، ولا تزال تأخذ الكثيرين أخذ عزيز مقتدر، فلا يغني مكر، ولا تدبير، والخطر الواقع الداهم لا يغفل عنه إلا الخاسرون (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ) ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (النحل 45 :47) ومعنى أنه جل جلاله يأخذهم في تقلبهم أي يأخذهم وهم يتقلبون في مناصبهم وطائراتهم وغرورهم بألقابهم وأموالهم ، فما هم بمعجزين لله، ولا يبعد عليه جل جلاله مكانهم في حل أو ترحال، ومعنى قوله جل جلاله ( أو يأخذهم على تخوف) أي على توقع منهم لمقت الله الذي يشعرون أنهم قد استحقوه وقد أصبحوا بذلك من الآيسين من رحمته جل جلاله ،ولذلك تراهم يضربون على غير هدي، ويركضون في غير صلاح ولا فلاح مع ما يشاهد لكثير منهم في التقلب في المناصب والرياش، فإن ذلك كله( متاع قليل) مؤقت، زائل، ولهم معه وبعده عذاب أليم ،به يرديهم الله جل جلاله في كل مصيبة وفضيحة على مرأى منهم ومسمع.
إذا بل من داء به ظنَّ أنه نجا وبه الداءُ الذي هو قاتله وإن من أبلغ العذاب في الدنيا تشتيت الشمل، وتفريق القلب، ويكفيهم من عذاب الدنيا أن يرميهم القدر بحب الدنيا، فإن محبها لا ينفك من ثلاث: هم لازم، وتعب دائم، وحسرة لا تنقضي. أصحاب الفضيلة والنيافة: إن من كابر الله صرعه. ومن نازعه قمعه. ومن ما كره خدعه.
وإن أكثر الألقاب عندنا – كما يقول إمام البيان مصطفى صادق الرافعي- هي أغلاط في معنى الشرف. وإنه ليس لمن خان الأمانة دينا. وإن عزة الأذلاء هي الكذب الهازل. وقوة الضعفاء هي الكذب المكابر، وإننا نعلم أن فضيلة الكذابين هي استمرار الكذب –على ما نطق به لكم الأذلون. فليس مما أنزله الله إليكم أن تعينوا الغادر على غدره بباطل القول وزوره، وأن تعينوا الفاجر على فجوره بالصمت عليه والتسويغ له . سُب دينكم في أعلى المجالس فلم نسمع لكم نكيرا ولم نر لكم ولا منكم صريخا ولا عويلا. هُوِّد الأقصى ويُهَوَّدُ، وشُرِّد أهله ولا يزالون يشردون وأنتم في النوم تغطون.!!! رماكم أحبار اليهود قبل بيانكم الشائه بكل نقيصة ولا زلتم على حالكم "سامدين" (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ) (المؤمنون:67) ، غرَّكم من الله حلمه عليكم فأرسلتم أشقاكم يُبرِّرُ لكم ويرمي عنكم بقوس القحة شيوخه وأسياده، يرميهم برذيلة التهريج التي عُرِف بها ، فإليكم ما عساه بعد ما سقناه لكم يصك الآذان ويزلزل الوجدان لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ)(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف 97 :99) فإن أبيتم فاسمعوها من الإمام أبي داود السجستاني واضحة مجلجلة " لاخبيث أخبث من قارئ فاجر" ( أفبهذا الحديث تعجبون *وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ* وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ* فاسجدوا لله واعبدوا) النجم 59: 62) لله لا لغيره. صدر عن جبهة علماء الأزهر في 17 من المحرم 1431 ه الموافق 3 من يناير 2010م