علقت صحيفة (واشنطن بوست) في افتتاحياتها اليوم الاثنين على ما وصفته ب" الوعد الأجوف" لعبدالفتاح السيسي لواشنطن بأنه يستطيع تجنيب بلاده التهديد الذي يفرضه المتشددون الإسلاميون. وقالت الصحيفة "إن المبدأ الأساسي للسيسي لرعاته في إدارة نظيره الأمريكي باراك أوباما هو أنه يستطيع فقط هو وحكومته المدعومة من الجيش إنهاء تهديد المتشددين الإسلاميين والحيلولة دون أن تصبح بلده ذات ال 90 مليون نسمة دولة فاشلة". وأردفت قائلة :" لكن مع اقتراب حلول الذكرى الثانية للانقلاب الدموي للجنرال السابق بالجيش ضد نهج الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، فإن الحقائق الحالية لا يمكن إنكارها فمصر غير مستقرة وغدت أكثر عنفا بشكل مطرد " بحسب قولها . في الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، قُتِل أكثر من 200 شخص في هجمات إرهابية وفقا لما أفاد به معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط وارتفع عدد الحوادث من 27 في أكتوبر الماضي إلى 112 في أبريل، بحسب المعهد الأطلنطي. وفى السياق ذاته، قالت الصحيفة الأمريكية "استهدف المسلحون مرتين خلال الشهر الجاري أهم مناطق الجذب السياحي في مصر بما في ذلك أهرامات الجيزة ومعبد الكرنك في الأقصر، وفي شبه جزيرة سيناء، حيث توجد جماعة أنصار بيت المقدس المنتمية لتنظيم داعش، ويزعم الجيش أنه قتل 866 مسلحا في الفترة من أكتوبر العام الماضي حتى نهاية مايو من العام الجاري". بالرغم من ذلك، فإن الهجمات لم تظهر أية دلائل على التراجع أو الانحسار، حسبما أفاد تقرير المعهد الأطلنطي. وعزت الصحيفة التدهور الأمني الحالي في مصر إلى عدة أسباب، من بينها التكتيكات والروح المعنوية الفقيرة للجيش المصري، لكنها أشارت إلى أن الفشل الأكثر وضوحا هو القمع العشوائي الذي يطبقه نظام السيسي. وتابعت "لم يستهدف نظام السيسي المسلحين الجهاديين فحسب، بل أيضا النشطاء الليبراليين العلمانيين ومنظمات حقوق الإنسان والصحفيين الناقدين وأي شخص يهاجم العسكريين فضلا عن حظر الاحتجاجات السلمية العامة بشكل نشط وسجن عشرات الأشخاص لمشاركتهم فيها". ولفتت الصحيفة إلى ما وصفته ب "الهدف الأكبر" في تلك الانتهاكات حتى الآن ألا وهو جماعة الإخوان المسلمين، التي فازت بعدة انتخابات حرة في مصر ما بعد ثورة يناير 2011 . وأضافت "كون الجماعة أحد أقدم وأكثر التنظيمات الإسلامية تأثيرا في منطقة الشرق الأوسط، فقد تخلت عن العنف كتكتيك على مدار عقود، لكن وفقا للمجلس القومي لحقوق الإنسان شبه الرسمي في مصر، فإن 1250 من أصل 1800 قُتِلوا في مصر في فترة ما بين حكم السيسي ونهاية عام 2014 كانوا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين". ولفتت إلى مزاعم السيسي بأن الإخوان لا يختلفون عن الجهاديين حيث قال في حوار له مع محررة الصحيفة (لالي ويموث) "إنهم الأب الروحي للتنظيمات الإرهابية". وأردفت "لذا فقد أصدر القضاة الموالون للنظام أحكاما بحق أكثر من 100 من أعضاء قيادات الجماعة بما فيهم الرئيس الأسبق محمد مرسي، بالإعدام شنقا باتهامات ملفقة بالإرهاب، وعلى الرغم من ذلك فإن من تبقى من قيادات الجماعة، وأغلبهم في المنفى حاليا، يقولون إنهم لا يزالون يرفضون استخدام العنف". وعلى صعيد متصل، أشارت إلى (واشنطن بوست) إلى تصريحات أدلى بها القيادي بالجماعة وعضو اللجنة التنفيذية بحزب الحرية والعدالة عمر دراج للصحيفة الأسبوع الماضي حيث قال: "إن جماعة الإخوان المسلمين كانت صريحة للغاية بشأن ذلك، فنحن ضد أي نوع من العنف من الناحية العملية ولا نريد أن تخوض بلادنا ما تخوضه حاليا سوريا والعراق". لكن دراج اعترف في الوقت نفسه بأن هناك انزلاقا من الشباب المصري نحو العنف حيث يقول "إن هناك شعور حقيقي بالغضب ورغبة في الانتقام، فعندما تغلق جميع المنافذ السياسية والسلمية، فأنت تترك الشباب الصغار يشعرون أنهم لا يملكون خيارا غير العنف". وتختتم الصحيفة افتتاحياتها بالقول "إن العالم شهد تكرار تلك الديناميكية عدة مرات وهي أن نظاما عنيفا يولد مزيدا من العنف، والأمر المحزن أن السيسي مُدت له يد العون والتشجيع من قبل إدارة أوباما، التي جددت مؤخرا مساعداتها العسكرية التي تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار، وذلك خطأ أصبحت عواقبه الدموية أكثر وضوحا". مصر العربية