أكدت حركة طالبان الأفغانية مسئوليتها عن الهجوم الاستشهادي الذي استهدف قاعدة عسكرية أمريكية في إقليم "خوست" قرب الحدود مع باكستان، وقد أدى الانفجار إلى مقتل 20 أمريكيا، يعملون جميعهم لصالح وكالة الاستخبارات الأمريكية (السي آي ايه). وقد أكدت حركة طالبان في بيان صحفي لها الخميس (31-12-2009) في موقعها الرسمي (الصمود)، إن منفذ الهجوم هو أحد مجاهديها الذي كان قد التحق بالجيش الأفغاني. وتفيد الأنباء أن الاستشهادي تمكن من اختراق حاجز أمني ودخل صالة للرياضة داخل القاعدة العسكرية التي تستخدم كمركز عمليات واستطلاع لل (سي آي إيه)، حيث يتم توجيه طائرات بدون طيار لمهاجمة حركة طالبان والقاعدة في المنطقة الحدودية. وفي هجوم منفصل في جنوبأفغانستان، قتل أربعة جنود كنديين وصحفية في تفجير قنبلة استهدفت سيارتهم فى "قندهار".
وجاء الإعلان عن طريق تصريح ادلى به القائد الجنرال دانيال مينارد للتلفزيون الكندي، لم يذكر فيه اسماء القتلى. إلا ان التلفزيون الكندي (سي بي سي) ذكر في وقت لاحق ان الصحفية القتيلة تدعى ميشيل لانج وإنها كانت تعمل لحساب صحيفة "كالجاري هيرالد".
هجوم عنيف وقد وصف مراقبون الهجوم الذي استهدف القاعدة العسكرية الأمريكية بأنه الأعنف الذي يشن على مسئولين بوكالة الاستخبارات الأمريكية منذ العام 2001. حيث تقول التقارير الإخبارية إن الهجوم، الذي نفذه استشهادي كان يرتدي حزاما ناسفا، قد وقع في قاعدة "تشابمان" المتقدمة في اقليم "خوست" القريب من الحدود الأفغانية الباكستانية. وأشارت التقارير الأولية التي صدرت بعد وقوع الهجوم مباشرة إلى ان القتلى كانوا من المدنيين، ولكن مسئولين أمريكيين أكدوا لاحقا بأنهم إنما كانوا من عناصر ال (سي آي ايه). وتحفظ المسئولون الأمريكيون عن البوح بأية معلومات إضافية عن هويات القتلى لحين إبلاغ ذويهم، وحاول الناطق باسم قوات الاحتلال الأمريكى التخفيف من عدد القتلى وزعم أن عددهم ثمانية فقط، فيما أكد بيان طالبان أنهم ستة عشر. وقال الناطق باسم قوات الاحتلال التابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو" في أفغانستان بأن الهجوم لم يسفر عن سقوط أي من عسكريي الحلف.
ويقول ريتشارد ليستر في واشنطن إن تمكن "انتحاري" من اختراق قاعدة أمريكية مهمة، لابد انه سيثير تساؤلات حول الإجراءات الأمنية المتبعة في هذه القواعد المتقدمة. من ناحية أخرى خرج المئات من الأفغان الغاضبين في مظاهرات في الشوارع الأربعاء احتجاجا على الغارة التي كانت قوات الاحتلال قد شنتها يوم الأحد الماضي على قرية "غازي خان" في إقليم "كونار" وأسفرت عن مقتل 10 مدنيين، بينهم 8 أطفال. وكانت الغارة المذكورة، والتي استهدفت القرية الواقعة في منطقة نائية شرقي البلاد، قد زادت من حدة التوتر بين الحكومة الأفغانية العميلة وقوات الاحتلال فى أفغانستان. ففي الوقت الذي اعتبر فيه الناتو أن الغارة "معركة سقط فيها تسعة مسلحين"، إضطر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لإدانة الغارة، لكنه عاد وزعم أن مقتل المدنيين قد حدث خلال عمليات عسكرية شرقي "كونار".
نفوذ طالبان أمّا محافظ إقليم "كونار"، سيد وحيدي، فقال لوسائل الإعلام، إن المسئولين لم يستطيعوا زيارة المنطقة " بسبب وجود طالبان فيها"، بينما نفى الناطق باسم قوات الاحتلال الأطلسية "الناتو" وجود عمليات عسكرية لقواته أصلا في تلك المنطقة. وذكر بيان صادر عن مكتب كرزاي أن التقارير الأولية تشير إلى أن المدنيين قد قتلوا في "سلسلة من العمليات التي شنتها قوات الاحتلال الدولية". وأضاف البيان قائلا: "إن الرئيس يدين بقوة العملية التي أسفرت عن مقتل المدنيين، وقد قام بتعيين لجنة للتحقيق بالحادث". وفد رئاسي للتحقيق أما أسد الله وفا، رئيس الوفد الرئاسي المكلَّف بالتحقيق بالغارة المذكورة، فقد أكد الأربعاء أنه لا يوجد أي مسلح بين القتلى العشرة الذين سقطوا في الهجوم الذي استهدف واحدة من أكثر المناطق عزلة شرقي البلاد. وقال وفا: "إن أولئك الأشخاص الذين قُتلوا هم مدنيون أبرياء. فالضحايا هم ثمانية فتيان، تتراوح أعمارهم ما بين ال 13 و18 عاما، بالإضافة إلى رجلين في العشرينيات من العمر." وأضاف قائلا إن "القوات الأجنبية" المغيرة كانت قد نقلت جوا إلى المنطقة، الأمر الذي ساهم فى إزالة الشكوك المحيطة بالغارة التي قال عنها مسئولون بارزون في وقت سابق إنها نفذت عن طريق القصف الجوي المباشر وعبر أساليب تتبعها عادة القوات الخاصة "الكوماندوز". علاقة متوتِّرة يشار إلى أن العلاقة بين كرزاي والغرب شابها بعض التوتر مؤخرا، خصوصا في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي نظمها الاحتلال في شهر أغسطس الماضي، والتي اتهمت فيها إدارة كرزاي بالتزوير من قبل المعارضة.