للموسم العاشر على التوالي.. أهداف عمرو السولية حاضرة في الدوري المصري    وسام أبو علي: مقتنع بخطوة اللعب في كولومبوس.. والأمر كان صعبًا بسبب الأهلي    عانى من كسرين في القدم.. تفاصيل جراحة مروان حمدي وموعد عودته للمباريات    غدر الذكاء الاصطناعى    السيسي لرئيس وزراء اليونان: ملتزمون بحماية المقدسات الدينية على أراضينا ومنها دير سانت كاترين    النائب محمد أبو النصر: رفض إسرائيل مبادرة وقف إطلاق النار يكشف نواياها الخبيثة    مستقبل وطن" يختتم اجتماعات لجنة ترشيحات النواب استعدادًا لخوض انتخابات 2025    ميناء الإسكندرية يستقبل السفينة السياحية AROYA في رحلتها الرابعة خلال شهرين    حجز وحدات سکن مصر وجنة وديارنا بالأسبقية إلكترونيًا.. التفاصيل الكاملة    إيران تدرس إرسال وفد إلى فيينا لاستئناف المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية    5 آلاف دولار و800 ألف جنيه.. مسروقات شقة أحمد شيبة في الإسكندرية    من مواجهة الشائعات إلى ضبط الجناة.. الداخلية تعيد رسم خريطة الأمن في 24 ساعة    وزير الصحة يتفقد مستشفى الشروق ويوجه بدعم الكوادر الطبية وتطوير الخدمات    صلاح: التتويج بالبطولات الأهم.. وسنقاتل لتكراره هذا الموسم    جوارديولا يوضح موقف مانشستر سيتي من التعاقد مع دوناروما ويكشف عن خططه لحراسة المرمى    وكيل تعليم الغربية: خطة لنشر الوعي بنظام البكالوريا المصرية ومقارنته بالثانوية العامة    الأوقاف تعقد 681 ندوة بعنوان "حفظ الجوارح عن المعاصى والمخالفات"    خالد الجندى يوضح الفرق بين التبديل والتزوير فى القرآن الكريم.. فيديو    بيع مؤسسي يضغط سوق المال.. والصفقات تنقذ السيولة    الاحتفال بعروسة وحصان.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 فلكيًا وحكم الاحتفال به    مهرجان الجونة يفتح ستار دورته الثامنة بإعلان 12 فيلمًا دوليًا    مدحت العدل ينعى يحيى عزمي: "واحد من حراس الفن الحقيقي"    طب قصر العيني يطلق برنامجًا صيفيًا لتدريب 1200 طالب بالسنوات الإكلينيكية    وزيرة التنمية المحلية و4 محافظين يشهدون توقيع بروتوكولات للتنمية الاقتصادية    البرديسي: السياسة الإسرائيلية تتعمد المماطلة في الرد على مقترح هدنة غزة    محافظ الإسماعيلية يوجه التضامن بإعداد تقرير عن احتياجات دار الرحمة والحضانة الإيوائية (صور)    بعد وفاة طفل بسبب تناول الإندومي.. "البوابة نيوز" ترصد الأضرار الصحية للأطعمة السريعة.. و"طبيبة" تؤكد عدم صلاحيته كوجبة أساسية    الداخلية: حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن الوادي الجديد    النائب علاء عابد: المقترح «المصري–القطري» يتضمن بنود إنسانية    كنوز| 101 شمعة لفيلسوف الأدب الأشهر فى شارع صاحبة الجلالة    الرئيس السيسي وماكرون يؤكدان ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة    خلال اتصال هاتفى تلقاه من ماكرون.. الرئيس السيسى يؤكد موقف مصر الثابت والرافض لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطينى أو المساس بحقوقه المشروعة.. ويرحب مجددًا بقرار فرنسا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية    حملة موسعة على منشآت الرعاية الأولية في المنوفية    إزالة 19 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في المنيا    تحرير 7 محاضر لمحلات جزارة ودواجن بمدينة مرسى مطروح    ما حكم إخبار بما في الخاطب من عيوب؟    رئيس جامعة القاهرة: تطوير وصيانة المدن الجامعية أولوية قصوى للطلاب    "كلنا بندعيلك من قلوبنا".. ريهام عبدالحكيم توجه رسالة دعم لأنغام    بعد نجاح «قرار شخصي».. حمزة نمرة يستعد لطرح ألبوم ثاني في 2025    حالة الطقس في الإمارات.. تقلبات جوية وسحب ركامية وأمطار رعدية    ضبط المتهمين بالتنقيب عن الآثار داخل عقار بالخليفة    "خطر على الصحة".. العثور على كم كبير من الحشرات داخل مطعم بدمنهور    كيف يكون بر الوالدين بعد وفاتهما؟.. الإفتاء تجيب    «سي إن إن» تبرز جهود مصر الإغاثية التى تبذلها لدعم الأشقاء في غزة    بيع 11 محلًا تجاريًا ومخبز بلدي في مزاد علني بمدينة بدر    انطلاق مهرجان يعقوب الشاروني لمسرح الطفل    الليلة.. إيهاب توفيق يلتقي جمهوره في حفل غنائي بمهرجان القلعة    عمر طاهر على شاشة التليفزيون المصري قريبا    الزمالك: منفحتون على التفاوض وحل أزمة أرض النادي في 6 أكتوبر    محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوي العام    توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين اقتصادية قناة السويس وحكومة طوكيو في مجال الهيدروجين الأخضر    وزير الدفاع يلتقي مقاتلي المنطقة الشمالية.. ويطالب بالاستعداد القتالي الدائم والتدريب الجاد    «عمر الساعي يكافئ الكوكي».. هل يعيد نجم المصري قصة «البديل الذهبي»؟    رئيس الوزراء: أدعو الطلاب اليابانيين للدراسة في مصر    رعاية القلوب    انطلاق القطار السادس للعودة الطوعية للسودانيين من محطة مصر (صور)    ترامب: رئيس البنك المركزي يضر بقطاع الإسكان وعليه خفض أسعار الفائدة    إيزاك: النادي يعرف موقفي منذ فترة.. وعندما تكسر الوعود لا يمكن للعلاقة أن تستمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد العمدة يكتب: أسرار عن صدقي صبحي العميل القاتل (3)
نشر في الشعب يوم 13 - 05 - 2015

ذكرنا في المقالين السابقين أن صدقي صبحي قضي عام 2005 في أمريكا للحصول علي دورة من كلية الحرب الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ، يسمونها تارة دورة الحصول علي الماجستير في العلوم العسكرية ، وتارة أخري يسمونها دورة الحصول علي زمالة الكلية .
وأنه قدم بحثا كجزء من الدراسة هو في حقيقته تقرير تخابر ، وعرضنا في المقال الأول ما كتبه تحت عنوان " الإسلام والولايات المتحدة والغرب في الشرق الأوسط " ، وأوضحنا أنه أرشدهم ونصحهم بعدم دعم الديمقراطية في الشرق الأوسط مبررا ذلك بالعديد من الأسباب منها الاسترشاد بالتجربة الجزائرية والتجربة العراقية ، وأن الديمقراطية في الشرق الأوسط سوف تأت لهم بالتيار الإسلامي الذي يعارض تأثيرهم ومصالحهم الإستراتيجية في الشرق الأوسط بقوة ، كما يعارض علاقتهم الإستراتيجية بإسرائيل ، وأن الدول العربية في الشرق الأوسط مليئة بالخلافات والاختلافات ، ولا يصلح لها إلا حكومات مركزية قوية تحكم سيطرتها عليها مثل حكومات العسكر في مصر .
وعرضنا في المقال الثاني ما كتبه صدقي صبحي تحت عنوان " THE NEED AND THE NATURE OF THE U.S. MILITARY PRESENCE IN THE MIDDLE EAST "
وترجمته :
" الحاجة إلي وجود القوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط وطبيعة هذا الوجود " .
ووضع تحت العنوان سالف الذكر عنوان آخر وهو " A PERMANENT U.S. MILITARY PRESENCE IN THE MIDDLE EAST? "
وترجمته :
" الوجود الدائم للقوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط " .
وأوضحنا أن صدقي صبحي وضع تحت هذه العناوين خطة متكاملة تحقق للقوات المسلحة الأمريكية البقاء في منطقة الشرق الأوسط والخليج بشكل مستمر دون عقبات ، وعلي نحو يكفل لهم عدم استفزاز من يراهم صدقي صبحي إسلاميين متطرفين يرفضون هذا الوجود العسكري والنفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط والخليج .
وأنه وضع في تقريره لوزارة الدفاع الأمريكية خطة الانسحاب من العراق حيث ينصحهم بعدم التعجل بالانسحاب قبل أن تتماسك الحكومة المركزية القوية أي الحكومة التي يتم تنصيبها في العراق كحكومة العسكر التي تم تنصيبها في مصر ، وأن تقوم القوات المسلحة الأمريكية المتواجدة في العراق بضبط الإيقاع مع قوات البشمرجة الكردية في شمال العراق من خلال تبني مطالبها في الحكم الذاتي في العراق والاستفادة منها للمعاونة في تثبيت أركان الحكومة المركزية العراقية ، ثم حدد للأمريكان دورهم المستقبلي في العراق وهو مكافحة التمرد والعصيان الداخلي أي إخضاع الشعب العراقي للحكومة العراقية العميلة ، كما يفعلوا في مصر بالمشاركة في إخضاع الشعب المصري لحكومة العسكر منذ أن أبرموا اتفاقية كامب ديفيد بين الرئيس السادات وإسرائيل وأمريكا و حتي الآن ، كما خولهم الاختصاص بوضع هيكل الأمن القومي العراقي المستقبلي وتطبيع العراق .
وأنه نصحهم بسحب قواتهم البرية العسكرية من الشرق الأوسط والخليج ، والاكتفاء بقوة في حجم لواء مدرع تظل في أي دول من دول الخليج الصديقة الكويت أو البحرين لتكون جاهزة للطوارئ ، وأوضح لهم أن استمرار وجودهم العسكري ونفوذهم في الشرق الأوسط والخليج لا يحتاج لقوات عسكرية برية كبيرة في ظل سهولة استعانة أمريكا بقواتها الموجودة في البلقان ( بلغاريارومانيا ) ، وكذلك الموجودة في وسط أسيا ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا ) فضلا عن امتلاكهم لتكنولوجيا الأسلحة الحديثة كحاملات الطائرات والصواريخ بعيدة المدى ، وأن كلا الأمرين القوات الأمريكية القريبة من المنطقة فضلا عن الأسلحة الحديثة سوف تضمن تدخل عسكري أسرع وأفضل في المستقبل .
ونستكمل في هذا المقال الثالث ما كتبه صدقي صبحي تحت عنوان :
" PARAMETERS OF A PERMANENT U.S. MILITARY PRESENCE IN THE MIDDLE EAST "
وترجمته :
" معالم الوجود الدائم للقوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط " .
حيث قال تحت هذا العنوان :
This paper already discussed aspects of the continuous United States "containment" strategy of Iran, and the potential continuous presence of a small brigade-size mechanized or armor force in a friendly to the U.S. Gulf monarchy where such a force can act as a "tripwire." If the United States was to maintain additional ground forces in the region, the structure and the disposition of these forces must be designed so that the permanent U.S. military presence in the Middle East minimizes the associated ideological impact vis-a-vis radical Islam. Thus, the United States will not be able to maintain multiple brigade-size or division-size "light" or "heavy" ground formations in the region. Rather, the emphasis is likely to be on small special forces units that will have the dual role of intelligence collection and counter-insurgency and counterterrorism operations, can be supported by air and naval assets, and by larger military units with high mobility as the need arises, e.g., the operations of U.S. Special Forces and U.S. Central Intelligence Agency (CIA) assets in Afghanistan immediately following the September 11, 2001
terrorist attack against the U.S
وترجمته :
" ناقشت هذه الورقة سابقا جوانب من إستراتيجية الولايات المتحدة المستمرة لاحتواء إيران ، كما ناقشت إمكانية احتفاظ الولايات المتحدة بقوة بحجم لواء صغير ميكانيكي أو مدرع علي أرض أحد دول الخليج الملكية الصديقة لتعمل كشرارة .
وإذا أرادت الولايات المتحدة أن تحتفظ بقوات برية إضافية في المنطقة ، فيجب أن يكون هيكل هذه القوات وتنظيمها علي نحو لا يجعل الوجود الدائم للقوات المسلحة الأمريكية في المنطقة والأيديولوجية المرتبطة به وجها لوجه مع الإسلام المتطرف ، لذلك فالولايات المتحدة لن تكون قادرة علي الاحتفاظ بقوات برية في المنطقة من لواءات أو فرق متعددة سواء كانت خفيفة أو ثقيلة ، والأفضل الذي نؤكد عليه أن تكون وحدات من القوات الخاصة تقوم بدور مزدوج يتمثل في جمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات مكافحة التمرد والإرهاب ، ويمكن دعمها بالوحدات الجوية والبحرية المتواجدة أو الوحدات العسكرية ذات التنقل السريع كلما دعت الحاجة لذلك ، علي سبيل المثال عمليات وحدات القوات الخاصة ووكالة الاستخبارات المركزية ( cia ) في أفغانستان التي أعقبت هجوم 11/9/2001 الإرهابي علي الولايات المتحدة الأمريكية ".
ويضيف صدقي صبحي :
The presence and operations of such United States military units in the Middle East will not be without ideological and political risks. It is almost certain that Arab societies will view the presence and the operations of such United States military units in the Middle East with suspicion if not outright hostility. The lack of transparency that accompanies the presence and the operations of United States special forces formations will be viewed by the "Arab street" and the popular mass media outlets in the Middle East as potentially undermining or manipulating national democratization processes. Interestingly, such suspicions may also be based on fact. The U.S. Department of Defense is assuming a larger role in the conduct of paramilitary intelligence operations in foreign countries, where such operations will not be under the oversight of the U.S. Congress, and will not be coordinated with U.S. ambassadors or CIA chiefs of stations in these countries.45 A better approach would be to seek the transparent cooperation with the governments of Middle East Arab states, and formulate an environment where the presence of United States special forces units serves mutual national security interests and is publicly
acknowledged by the foreign governments in question. For example, Al Qaeda terrorist activities in the Middle East are contrary to the national security interests of both the U.S. and the Middle East Arab countries, and Arab-U.S. cooperation in this regard could take place and be publicly advertised as a separate issue from other aspects of Arab-U.S. relations, e.g., achieving Palestinian statehood and a permanent solution to the Palestinian - Israeli crisis.
وترجمته :
" وجود وعمليات مثل هذه الوحدات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط لن يكون بدون مخاطر إستراتيجية وسياسية ، بالتأكيد سوف تنظر المجتمعات العربية لوجود وعمليات القوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط بعين الريبة ، إن لم يصل الأمر للعداء الصريح .
إن نقص الشفافية الذي يصاحب وجود القوات المسلحة الأمريكية أو يصاحب العمليات التي تقوم بها تشكيلات القوات الخاصة الأمريكية سوف ينظر له من الشارع العربي والكتلة الأكبر من وسائل الإعلام الشعبية علي أنه تقويض أو تلاعب بآليات الديمقراطية الوطنية .
وللأهمية مثل هذه الشكوك ربما تتأسس علي فرضية أن وزارة الدفاع الأمريكية تلعب دورا كبيرا في إدارة عمليات استخبارات شبه عسكرية في الدول الأجنبية حيث لا تكون مثل هذه العمليات تحت رقابة الكونجرس الأمريكي ، فضلا عن عدم وجود تنسيق مع سفراء الولايات المتحدة الأمريكية أو رؤساء مراكز وكالة الاستخبارات المركزية أل (CIA ) في هذه الدول ، والنهج الأفضل يتمثل في البحث عن التعاون الشفاف مع حكومات الدول العربية الشرق أوسطية ، وصياغة البيئة التي تجعل وجود وحدات القوات الخاصة الأمريكية محققا لمصالح الأمن القومي المشتركة والتي تقرها الحكومات الأجنبية عند الاستفسار .
علي سبيل المثال أنشطة القاعدة الإرهابية في الشرق الأوسط تتعارض مع مصالح الأمن القومي لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية بالشرق الأوسط ، وفي مثل هذه الحالة فإن التعاون بين الولايات المتحدة والعرب يمكن أن يحدث ، ويعلن عنه في الصحافة كقضية منفصلة عن باقي جوانب العلاقات بين الولايات المتحدة والعرب ، علي سبيل المثال إقامة الدولة الفلسطينية والحل الدائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني .
ثم كتب صدقي صبحي تحت عنوان :
" TIME FRAME FOR WITHDRAWAL OF U.S. MILITARY FORCES "
وترجمته :
" إطار انسحاب القوات المسلحة الأمريكية " ، حيث كتب تحت هذا العنوان :
It was previously stated that the normalization of the domestic security situation in Iraq can permit the withdrawal of the bulk of the United States military forces from that country within a time frame of one to two years. The Bush Administration, as well as elements of its political opposition within the United States, has been reluctant to commit to a firm time schedule for the staged withdrawal of the U.S. military forces from Iraq. The prevailing thinking is that an announced schedule of withdrawals will encourage the forces of the insurgency to "wait out" the
gradual departure of the United States military forces and then continue with their armed opposition against the Iraqi governmental authorities thus prolonging the present state of instability and risks of civil war
وترجمته :
" ذكرنا سابقا – والحديث لصدقي صبحي - أن إعادة حالة الأمن الداخلي إلي طبيعتها في العراق يمكن أن تسمح بسحب القدر الأكبر من القوات المسلحة الأمريكية من القطر في إطار زمني يمتد من عام إلي عامين .
إدارة بوش وعناصر من المعارضين السياسيين لها ترددوا في الالتزام بجدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق ، في ظل التفكير الذي سيطر عليهم بأن إعلان جدول زمني للانسحاب سوف يشجع القوي المتمردة كي تنتظر الانسحاب المنظم للقوات المسلحة الأمريكية ثم يواصلون معارضتهم المسلحة للسلطات الحكومة العراقية ، وبالتالي إطالة الحالة الراهنة من عدم الاستقرار ومخاطر الحرب الأهلية .
علي أية حال فإن الاتجاه المعاكس في التفكير يحتاج بعض التمحيص ، فإذا قبلنا بفرضية أن أغلبية الشعب العراقي وسلطاتهم الحكومية المنتخبة قد تجاهلت الاختلافات العرقية والدينية وحافظت علي العراق الديمقراطي الموحد ، فإن الإعلان عن انسحاب القوات المسلحة الأمريكية المنظم من العراق سوف يعطي الحوافز الملائمة لقمع التمرد المحلي من خلال وسائل عراقية خالصة .
علي سبيل المثال فإن القوات المسلحة العراقية وقوات الأمن الداخلي العراقية سيكون لديهم ميعاد نهائي واضح لتوقف اعتمادهم بشكل أساسي علي طاقم القوات الخاصة الأمريكية المختصة بمكافحة التمرد ، وأن دور الولايات المتحدة وتحالفها سوف ينحصر في وظائف محدودة مثل المشورة والتدريب والاستخبارات والدعم المادي ، إن هذا الميعاد النهائي المعلوم يمكن أن يمد السلطات الحكومية العراقية المنتخبة وقواتها المسلحة وقواتها للأمن الداخلي بالحافز المناسب للوصول إلي المستوي المطلوب من المنافسة في مجال حرب مكافحة التمرد وترسيخ الأمن الداخلي للعراق وإلا سيحرم القطر من البقاء ككيان موحد بما سيترتب علي ذلك من نتائج مصاحبة مثل إطالة النزاع الأهلي فضلا عن التدخلات العسكرية الأجنبية التي ستلي ذلك .
بأي شيئ يمكن أن يعلق مواطن مصر علي هذا التقرير المرفوع من قيادة عسكرية مصرية تتولي الآن منصب وزير الدفاع ، قيادة عسكرية مصرية تكتب تقريرا تضع فيه الخطط لتمكن دولة معادية للعرب والمسلمين وحليفة لأكبر كيان معادي لهم عداوة تاريخية أثبتتها الأديان السماوية ، ومع ذلك يضع لهم العميل صدقي صبحي خطة التحكم والسيطرة علي دولة مسلمة ، كما يضع لهم خطة السيطرة علي جميع الدول العربية والإسلامية في الشرق الأوسط .
للأسف الشديد الولايات المتحدة الأمريكية دولة معادية للعرب والمسلمين لكنها دولة من أقرب المقربين وأحب المحببين لقلوب العسكر المصري حيث تفتح لهم خزائنها منذ ما يقرب من أربعين عام بغير حساب حتي أنها حين حرضتهم علي قتل المصريين واعتقالهم وتعذيبهم وإصدار أحكام جائرة ضدهم تحت ما يسميه صدقي صبحي " خطة مكافحة التمرد " فعلوا ما أومروا به .
إنني أحيل في التعليق علي ما أوردته من تقرير صدقي صبحي لما علقت به في المقالين السابقين منعا للتكرار ، ولكني أضيف ملاحظات إليها فيما يلي :
أولا : كان صدقي صبحي واضحا في أن من يعارض الاحتلال الأمريكي من العراقيين أو من يرفض الخضوع للحكومة العراقية المعينة من الاحتلال فهو متمرد قولا واحدا غير قابل للجدل ، وتطبق عليه خطة مكافحة التمرد التي درسها عملاء الأنظمة العربية المستبدة علي أيدي رجال وزارة الدفاع الأمريكية ، والتي سبق للولايات المتحدة الأمريكية أن فرضت علي شاه إيران محمد رضا بهلوي تطبيقها ضد الثوار الإيرانيين ، وتفرض علي العسكر المصري تطبيقها علي المصريين منذ عهد الرئيس السادات ، وهي استخدام أقصي أنواع البطش ضد رافضي النظام والثائرين عليه باستخدام كل الوسائل المتاحة ( القتل – الاعتقال – التعذيب المفرط – الأحكام القاسية علي أن يكون من بينها بعض أحكام الإعدام لتحقيق الردع ) ، وتقنين البطش بالقانون مثل قانون الطوارئ والمحاكمات العسكرية للمدنيين وقانون مكافحة الإرهاب والاضطهاد الوظيفي والحياتي ، ولمن أراد أن يعرف تفاصيل خطة مكافحة التمرد فليقرأ عن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لشاه إيران وسيعرف تفاصيل قصة مكافحة التمرد .
ثانيا : يطلب منهم صدقي صبحي نشر وحدات خاصة لمكافحة التمرد ووحدات تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في العراق وفي جميع الدول العربية ، علي أن يكون في الإمكان دعمها من الوحدات البحرية والجوية .
ثالثا : يطلب منهم صدقي صبحي التعاون فيما يحقق لهم مصلحة مشتركة مثل مكافحة تنظيم القاعدة ، علي أن يعلن في الصحف أنه منفصل عن باقي القضايا المختلف فيها ، وضرب لهم مثالا علي القضايا المختلف بها بقضية إقامة الدولة الفلسطينية وانهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، ولاشك أن هذه الفكرة قد عملت بها الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بمسألة رفع الحظر عن المساعدات العسكرية لمصر ، حيث أعلنت إدارة أوباما أنها أفرجت عن المساعدات بقصد التعاون في محاربة الإرهاب في سيناء ، حيث اتخذتها ذريعة للتنصل مما تدعي أنه من وظائفها وهو الدفاع عن الديمقراطية والحقوق والحريات في كافة دول العالم .
رابعا : أطلق صدقي صبحي علي القضية الفلسطينية وصف " النزاع الفلسطيني الإسرائيلي " ، فالقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى لم تعد لدي عسكر المساعدات قضية إسلامية ، ولا حتي قضية عربية ، وإنما قضية تخص الفلسطينيين وحدهم ، ولا عجب في ذلك ، وها هم الآن في ظل العميلين صدقي صبحي والسيسي يدمرون كل الأنفاق حتي يحاصروا الفلسطينيين في غزة من فوق الأرض ومن تحت الأرض ، وها هما يدمران مدينة مصرية لخلق منطقة عازلة تمنع الأنفاق وتؤمن إسرائيل ، وقديما قالوا أطعم الفم تستحي العين وتفعل من الطلبات المستحيل .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .
إقرء أيضاً:
محمد العمدة يكتب: أسرار عن صدقي صبحي العميل القاتل (1)
محمد العمدة يكتب: أسرار عن صدقي صبحي العميل القاتل (2)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.