مصر تستقبل بعثة صندوق النقد: اقتراض جديد لرد أقساط قديمة... والديون تتضخم بلا نهاية    ترامب: أحد أفراد الحرس الوطني الذي أصيب بالرصاص يصارع من أجل حياته    هل يشعر هاني أبو ريدة بالندم والغيرة من نجاح المغرب؟ شاهد ماذا قال؟    موسيمانى فى ذكرى نهائى القرن: وفقنا الله هذا اليوم والقصة محفورة بحروف ذهبية    بعد أزمته الصحية، أحمد سعد يتألق في حفل الكويت تحت شعار كامل العدد (صور)    عبير نعمة تختم حفل مهرجان «صدى الأهرامات» ب«اسلمي يا مصر»    توقيت أذان الفجر اليوم الجمعه 28 نوفمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    واشنطن بوست: أوروبا تسعى جاهدة للبقاء على وفاق بينما تُقرر أمريكا وروسيا مصير أوكرانيا    عماد الدين حسين: سلاح المقاومة لم يردع إسرائيل عن غزو لبنان واستهداف قادته    سفير روسي: العالم يشهد أخطر أزمة أمنية عالمية منذ الحرب العالمية الثانية    ترامب يعلن وفاة مصاب في حادث إطلاق النار قرب البيت الأبيض    أسامة كمال: المصريون اكتشفوا زيف الإخوان وإرهابهم قبل أمريكا بسنوات    لبنان.. نحو 150 نازحا سوريا يعودون طوعا إلى بلادهم    القانون يحدد ضوابط لمحو الجزاءات التأديبية للموظف.. تعرف عليها    حذر من عودة مرتقبة .. إعلام السيسي يحمل "الإخوان" نتائج فشله بحملة ممنهجة!    قمة نارية بالرباط.. الأهلي يصطدم بالجيش الملكي اليوم في ربع نهائي دوري الأبطال    شروط حددها القانون لجمع البيانات ومعالجتها.. تفاصيل    شعبة السيارات تدعو لإعادة التفكير في تطبيق قرار إجبار نقل المعارض    والدة الإعلامية هبة الزياد تكشف ل مصعب العباسي سبب الوفاة    ستيف بركات يقدم جولة "Néoréalité" العالمية على مسرح دار الأوبرا المصرية    أحمد العوضي يكشف اسم شخصية درة في مسلسل «علي كلاي»    إعلام فلسطيني: الاحتلال يشن غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة للأقارب.. اعرف قالت إيه    رئيس التصنيع بالصيادلة: استهلاك مصر من بنج الأسنان يصل إلى 600 ألف عبوة سنويًا    معهد باستور الفرنسي يحذر من جائحة خطرة تهدد العالم أسوأ من كورونا    سيناريست "كارثة طبيعية" يثير الوعي بمشكلة المسلسل في تعليق    رئيس شعبة الدواجن: سعر الكيلو في المزرعة بلغ 57 جنيهاً    طولان: ثقتي كبيرة في اللاعبين خلال كأس العرب.. والجماهير سيكون لها دورا مع منتخبنا    الدوري الأوروبي - أستون فيلا يقتحم منطقة الصدارة.. والمغربي يقود روما للفوز    بيونجيانج تنتقد المناورات العسكرية الأمريكية-الكورية الجنوبية وتصفها بالتهديد للاستقرار    مرشح لرئاسة برشلونة يوضح موقفه من صفقة ضم هاري كيم    أبوريدة: بيراميدز ليس له ذنب في غياب لاعبيه عن كأس العرب    غلق كلي لشارع الأهرام 3 أشهر لإنشاء محطة مترو المطبعة ضمن الخط الرابع    وزير الثقافة والمحافظ يشهدان ختام الدورة ال18 من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير    أحمد السعدني: دمعت من أحداث "ولنا في الخيال حب".. وشخصيتي في الفيلم تشبهني    متحدث مجلس الوزراء: مدارس التكنولوجيا التطبيقية تركز على القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية    شعبة السيارات: نقل المعارض خارج الكتل السكنية يهدد الصناعة ويرفع الأسعار مجددًا    فضائل يوم الجمعة.. أعمال بسيطة تفتح أبواب المغفرة والبركة    بين الإبهار الصيني والمشهد الساخر الإيراني... إلى أين تتجه صناعة الروبوتات مؤخرًا؟    أبو ريدة: ما يتعرض له رمضان صبحي «حاجة تحزن»    أخبار 24 ساعة.. رئيس الوزراء: لا انتشار لفيروس غامض والمتواجد حاليا تطور للأنفلونزا    أخبار كفر الشيخ اليوم.. ضبط 10 آلاف لتر سولار قبل بيعها في السوق السوداء    مديرة مدرسة تتهم والدة طالب بالاعتداء عليها فى مدينة 6 أكتوبر    وزارة الصحة توجه تحذير من حقننة البرد السحرية    جامعة أسيوط تعزز الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب عبر اجتماع وحدة الأبحاث    الجدول النهائي لبقية مراحل انتخابات مجلس النواب 2025    الشيخ خالد الجندي يحذر من فعل يقع فيه كثير من الناس أثناء الصلاة    قفلوا عليها.. سقوط طفلة من الطابق الثاني في مدرسه بالمحلة    هيئة الرعاية الصحية تمنح الدكتور محمد نشأت جائزة التميز الإداري خلال ملتقاها السنوي    بالأسماء.. إصابة 7 طلاب فى حادث تصادم سيارتين بأسوان    مدبولي: نتابع يوميًا تداعيات زيادة منسوب المياه    مقتل سيدة بطلقات نارية في قنا    اتخاذ الإجراءات القانونية ضد 4 عناصر جنائية لغسل 170 مليون جنيه من تجارة المخدرات    غلق 32 منشأة طبية خاصة وإنذار 28 أخرى خلال حملات مكثفة بالبحيرة    وزير البترول يعقد لقاءً موسعاً مع شركات التعدين الأسترالية    وزير الانتاج الحربي يتابع سير العمل بشركة حلوان للصناعات غير الحديدية    محافظ كفر الشيخ: مسار العائلة المقدسة يعكس عظمة التاريخ المصري وكنيسة العذراء تحتوي على مقتنيات نادرة    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد العمدة يكتب: أسرار عن صدقي صبحي العميل القاتل (3)
نشر في الشعب يوم 13 - 05 - 2015

ذكرنا في المقالين السابقين أن صدقي صبحي قضي عام 2005 في أمريكا للحصول علي دورة من كلية الحرب الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ، يسمونها تارة دورة الحصول علي الماجستير في العلوم العسكرية ، وتارة أخري يسمونها دورة الحصول علي زمالة الكلية .
وأنه قدم بحثا كجزء من الدراسة هو في حقيقته تقرير تخابر ، وعرضنا في المقال الأول ما كتبه تحت عنوان " الإسلام والولايات المتحدة والغرب في الشرق الأوسط " ، وأوضحنا أنه أرشدهم ونصحهم بعدم دعم الديمقراطية في الشرق الأوسط مبررا ذلك بالعديد من الأسباب منها الاسترشاد بالتجربة الجزائرية والتجربة العراقية ، وأن الديمقراطية في الشرق الأوسط سوف تأت لهم بالتيار الإسلامي الذي يعارض تأثيرهم ومصالحهم الإستراتيجية في الشرق الأوسط بقوة ، كما يعارض علاقتهم الإستراتيجية بإسرائيل ، وأن الدول العربية في الشرق الأوسط مليئة بالخلافات والاختلافات ، ولا يصلح لها إلا حكومات مركزية قوية تحكم سيطرتها عليها مثل حكومات العسكر في مصر .
وعرضنا في المقال الثاني ما كتبه صدقي صبحي تحت عنوان " THE NEED AND THE NATURE OF THE U.S. MILITARY PRESENCE IN THE MIDDLE EAST "
وترجمته :
" الحاجة إلي وجود القوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط وطبيعة هذا الوجود " .
ووضع تحت العنوان سالف الذكر عنوان آخر وهو " A PERMANENT U.S. MILITARY PRESENCE IN THE MIDDLE EAST? "
وترجمته :
" الوجود الدائم للقوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط " .
وأوضحنا أن صدقي صبحي وضع تحت هذه العناوين خطة متكاملة تحقق للقوات المسلحة الأمريكية البقاء في منطقة الشرق الأوسط والخليج بشكل مستمر دون عقبات ، وعلي نحو يكفل لهم عدم استفزاز من يراهم صدقي صبحي إسلاميين متطرفين يرفضون هذا الوجود العسكري والنفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط والخليج .
وأنه وضع في تقريره لوزارة الدفاع الأمريكية خطة الانسحاب من العراق حيث ينصحهم بعدم التعجل بالانسحاب قبل أن تتماسك الحكومة المركزية القوية أي الحكومة التي يتم تنصيبها في العراق كحكومة العسكر التي تم تنصيبها في مصر ، وأن تقوم القوات المسلحة الأمريكية المتواجدة في العراق بضبط الإيقاع مع قوات البشمرجة الكردية في شمال العراق من خلال تبني مطالبها في الحكم الذاتي في العراق والاستفادة منها للمعاونة في تثبيت أركان الحكومة المركزية العراقية ، ثم حدد للأمريكان دورهم المستقبلي في العراق وهو مكافحة التمرد والعصيان الداخلي أي إخضاع الشعب العراقي للحكومة العراقية العميلة ، كما يفعلوا في مصر بالمشاركة في إخضاع الشعب المصري لحكومة العسكر منذ أن أبرموا اتفاقية كامب ديفيد بين الرئيس السادات وإسرائيل وأمريكا و حتي الآن ، كما خولهم الاختصاص بوضع هيكل الأمن القومي العراقي المستقبلي وتطبيع العراق .
وأنه نصحهم بسحب قواتهم البرية العسكرية من الشرق الأوسط والخليج ، والاكتفاء بقوة في حجم لواء مدرع تظل في أي دول من دول الخليج الصديقة الكويت أو البحرين لتكون جاهزة للطوارئ ، وأوضح لهم أن استمرار وجودهم العسكري ونفوذهم في الشرق الأوسط والخليج لا يحتاج لقوات عسكرية برية كبيرة في ظل سهولة استعانة أمريكا بقواتها الموجودة في البلقان ( بلغاريارومانيا ) ، وكذلك الموجودة في وسط أسيا ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا ) فضلا عن امتلاكهم لتكنولوجيا الأسلحة الحديثة كحاملات الطائرات والصواريخ بعيدة المدى ، وأن كلا الأمرين القوات الأمريكية القريبة من المنطقة فضلا عن الأسلحة الحديثة سوف تضمن تدخل عسكري أسرع وأفضل في المستقبل .
ونستكمل في هذا المقال الثالث ما كتبه صدقي صبحي تحت عنوان :
" PARAMETERS OF A PERMANENT U.S. MILITARY PRESENCE IN THE MIDDLE EAST "
وترجمته :
" معالم الوجود الدائم للقوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط " .
حيث قال تحت هذا العنوان :
This paper already discussed aspects of the continuous United States "containment" strategy of Iran, and the potential continuous presence of a small brigade-size mechanized or armor force in a friendly to the U.S. Gulf monarchy where such a force can act as a "tripwire." If the United States was to maintain additional ground forces in the region, the structure and the disposition of these forces must be designed so that the permanent U.S. military presence in the Middle East minimizes the associated ideological impact vis-a-vis radical Islam. Thus, the United States will not be able to maintain multiple brigade-size or division-size "light" or "heavy" ground formations in the region. Rather, the emphasis is likely to be on small special forces units that will have the dual role of intelligence collection and counter-insurgency and counterterrorism operations, can be supported by air and naval assets, and by larger military units with high mobility as the need arises, e.g., the operations of U.S. Special Forces and U.S. Central Intelligence Agency (CIA) assets in Afghanistan immediately following the September 11, 2001
terrorist attack against the U.S
وترجمته :
" ناقشت هذه الورقة سابقا جوانب من إستراتيجية الولايات المتحدة المستمرة لاحتواء إيران ، كما ناقشت إمكانية احتفاظ الولايات المتحدة بقوة بحجم لواء صغير ميكانيكي أو مدرع علي أرض أحد دول الخليج الملكية الصديقة لتعمل كشرارة .
وإذا أرادت الولايات المتحدة أن تحتفظ بقوات برية إضافية في المنطقة ، فيجب أن يكون هيكل هذه القوات وتنظيمها علي نحو لا يجعل الوجود الدائم للقوات المسلحة الأمريكية في المنطقة والأيديولوجية المرتبطة به وجها لوجه مع الإسلام المتطرف ، لذلك فالولايات المتحدة لن تكون قادرة علي الاحتفاظ بقوات برية في المنطقة من لواءات أو فرق متعددة سواء كانت خفيفة أو ثقيلة ، والأفضل الذي نؤكد عليه أن تكون وحدات من القوات الخاصة تقوم بدور مزدوج يتمثل في جمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات مكافحة التمرد والإرهاب ، ويمكن دعمها بالوحدات الجوية والبحرية المتواجدة أو الوحدات العسكرية ذات التنقل السريع كلما دعت الحاجة لذلك ، علي سبيل المثال عمليات وحدات القوات الخاصة ووكالة الاستخبارات المركزية ( cia ) في أفغانستان التي أعقبت هجوم 11/9/2001 الإرهابي علي الولايات المتحدة الأمريكية ".
ويضيف صدقي صبحي :
The presence and operations of such United States military units in the Middle East will not be without ideological and political risks. It is almost certain that Arab societies will view the presence and the operations of such United States military units in the Middle East with suspicion if not outright hostility. The lack of transparency that accompanies the presence and the operations of United States special forces formations will be viewed by the "Arab street" and the popular mass media outlets in the Middle East as potentially undermining or manipulating national democratization processes. Interestingly, such suspicions may also be based on fact. The U.S. Department of Defense is assuming a larger role in the conduct of paramilitary intelligence operations in foreign countries, where such operations will not be under the oversight of the U.S. Congress, and will not be coordinated with U.S. ambassadors or CIA chiefs of stations in these countries.45 A better approach would be to seek the transparent cooperation with the governments of Middle East Arab states, and formulate an environment where the presence of United States special forces units serves mutual national security interests and is publicly
acknowledged by the foreign governments in question. For example, Al Qaeda terrorist activities in the Middle East are contrary to the national security interests of both the U.S. and the Middle East Arab countries, and Arab-U.S. cooperation in this regard could take place and be publicly advertised as a separate issue from other aspects of Arab-U.S. relations, e.g., achieving Palestinian statehood and a permanent solution to the Palestinian - Israeli crisis.
وترجمته :
" وجود وعمليات مثل هذه الوحدات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط لن يكون بدون مخاطر إستراتيجية وسياسية ، بالتأكيد سوف تنظر المجتمعات العربية لوجود وعمليات القوات المسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط بعين الريبة ، إن لم يصل الأمر للعداء الصريح .
إن نقص الشفافية الذي يصاحب وجود القوات المسلحة الأمريكية أو يصاحب العمليات التي تقوم بها تشكيلات القوات الخاصة الأمريكية سوف ينظر له من الشارع العربي والكتلة الأكبر من وسائل الإعلام الشعبية علي أنه تقويض أو تلاعب بآليات الديمقراطية الوطنية .
وللأهمية مثل هذه الشكوك ربما تتأسس علي فرضية أن وزارة الدفاع الأمريكية تلعب دورا كبيرا في إدارة عمليات استخبارات شبه عسكرية في الدول الأجنبية حيث لا تكون مثل هذه العمليات تحت رقابة الكونجرس الأمريكي ، فضلا عن عدم وجود تنسيق مع سفراء الولايات المتحدة الأمريكية أو رؤساء مراكز وكالة الاستخبارات المركزية أل (CIA ) في هذه الدول ، والنهج الأفضل يتمثل في البحث عن التعاون الشفاف مع حكومات الدول العربية الشرق أوسطية ، وصياغة البيئة التي تجعل وجود وحدات القوات الخاصة الأمريكية محققا لمصالح الأمن القومي المشتركة والتي تقرها الحكومات الأجنبية عند الاستفسار .
علي سبيل المثال أنشطة القاعدة الإرهابية في الشرق الأوسط تتعارض مع مصالح الأمن القومي لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية بالشرق الأوسط ، وفي مثل هذه الحالة فإن التعاون بين الولايات المتحدة والعرب يمكن أن يحدث ، ويعلن عنه في الصحافة كقضية منفصلة عن باقي جوانب العلاقات بين الولايات المتحدة والعرب ، علي سبيل المثال إقامة الدولة الفلسطينية والحل الدائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني .
ثم كتب صدقي صبحي تحت عنوان :
" TIME FRAME FOR WITHDRAWAL OF U.S. MILITARY FORCES "
وترجمته :
" إطار انسحاب القوات المسلحة الأمريكية " ، حيث كتب تحت هذا العنوان :
It was previously stated that the normalization of the domestic security situation in Iraq can permit the withdrawal of the bulk of the United States military forces from that country within a time frame of one to two years. The Bush Administration, as well as elements of its political opposition within the United States, has been reluctant to commit to a firm time schedule for the staged withdrawal of the U.S. military forces from Iraq. The prevailing thinking is that an announced schedule of withdrawals will encourage the forces of the insurgency to "wait out" the
gradual departure of the United States military forces and then continue with their armed opposition against the Iraqi governmental authorities thus prolonging the present state of instability and risks of civil war
وترجمته :
" ذكرنا سابقا – والحديث لصدقي صبحي - أن إعادة حالة الأمن الداخلي إلي طبيعتها في العراق يمكن أن تسمح بسحب القدر الأكبر من القوات المسلحة الأمريكية من القطر في إطار زمني يمتد من عام إلي عامين .
إدارة بوش وعناصر من المعارضين السياسيين لها ترددوا في الالتزام بجدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق ، في ظل التفكير الذي سيطر عليهم بأن إعلان جدول زمني للانسحاب سوف يشجع القوي المتمردة كي تنتظر الانسحاب المنظم للقوات المسلحة الأمريكية ثم يواصلون معارضتهم المسلحة للسلطات الحكومة العراقية ، وبالتالي إطالة الحالة الراهنة من عدم الاستقرار ومخاطر الحرب الأهلية .
علي أية حال فإن الاتجاه المعاكس في التفكير يحتاج بعض التمحيص ، فإذا قبلنا بفرضية أن أغلبية الشعب العراقي وسلطاتهم الحكومية المنتخبة قد تجاهلت الاختلافات العرقية والدينية وحافظت علي العراق الديمقراطي الموحد ، فإن الإعلان عن انسحاب القوات المسلحة الأمريكية المنظم من العراق سوف يعطي الحوافز الملائمة لقمع التمرد المحلي من خلال وسائل عراقية خالصة .
علي سبيل المثال فإن القوات المسلحة العراقية وقوات الأمن الداخلي العراقية سيكون لديهم ميعاد نهائي واضح لتوقف اعتمادهم بشكل أساسي علي طاقم القوات الخاصة الأمريكية المختصة بمكافحة التمرد ، وأن دور الولايات المتحدة وتحالفها سوف ينحصر في وظائف محدودة مثل المشورة والتدريب والاستخبارات والدعم المادي ، إن هذا الميعاد النهائي المعلوم يمكن أن يمد السلطات الحكومية العراقية المنتخبة وقواتها المسلحة وقواتها للأمن الداخلي بالحافز المناسب للوصول إلي المستوي المطلوب من المنافسة في مجال حرب مكافحة التمرد وترسيخ الأمن الداخلي للعراق وإلا سيحرم القطر من البقاء ككيان موحد بما سيترتب علي ذلك من نتائج مصاحبة مثل إطالة النزاع الأهلي فضلا عن التدخلات العسكرية الأجنبية التي ستلي ذلك .
بأي شيئ يمكن أن يعلق مواطن مصر علي هذا التقرير المرفوع من قيادة عسكرية مصرية تتولي الآن منصب وزير الدفاع ، قيادة عسكرية مصرية تكتب تقريرا تضع فيه الخطط لتمكن دولة معادية للعرب والمسلمين وحليفة لأكبر كيان معادي لهم عداوة تاريخية أثبتتها الأديان السماوية ، ومع ذلك يضع لهم العميل صدقي صبحي خطة التحكم والسيطرة علي دولة مسلمة ، كما يضع لهم خطة السيطرة علي جميع الدول العربية والإسلامية في الشرق الأوسط .
للأسف الشديد الولايات المتحدة الأمريكية دولة معادية للعرب والمسلمين لكنها دولة من أقرب المقربين وأحب المحببين لقلوب العسكر المصري حيث تفتح لهم خزائنها منذ ما يقرب من أربعين عام بغير حساب حتي أنها حين حرضتهم علي قتل المصريين واعتقالهم وتعذيبهم وإصدار أحكام جائرة ضدهم تحت ما يسميه صدقي صبحي " خطة مكافحة التمرد " فعلوا ما أومروا به .
إنني أحيل في التعليق علي ما أوردته من تقرير صدقي صبحي لما علقت به في المقالين السابقين منعا للتكرار ، ولكني أضيف ملاحظات إليها فيما يلي :
أولا : كان صدقي صبحي واضحا في أن من يعارض الاحتلال الأمريكي من العراقيين أو من يرفض الخضوع للحكومة العراقية المعينة من الاحتلال فهو متمرد قولا واحدا غير قابل للجدل ، وتطبق عليه خطة مكافحة التمرد التي درسها عملاء الأنظمة العربية المستبدة علي أيدي رجال وزارة الدفاع الأمريكية ، والتي سبق للولايات المتحدة الأمريكية أن فرضت علي شاه إيران محمد رضا بهلوي تطبيقها ضد الثوار الإيرانيين ، وتفرض علي العسكر المصري تطبيقها علي المصريين منذ عهد الرئيس السادات ، وهي استخدام أقصي أنواع البطش ضد رافضي النظام والثائرين عليه باستخدام كل الوسائل المتاحة ( القتل – الاعتقال – التعذيب المفرط – الأحكام القاسية علي أن يكون من بينها بعض أحكام الإعدام لتحقيق الردع ) ، وتقنين البطش بالقانون مثل قانون الطوارئ والمحاكمات العسكرية للمدنيين وقانون مكافحة الإرهاب والاضطهاد الوظيفي والحياتي ، ولمن أراد أن يعرف تفاصيل خطة مكافحة التمرد فليقرأ عن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لشاه إيران وسيعرف تفاصيل قصة مكافحة التمرد .
ثانيا : يطلب منهم صدقي صبحي نشر وحدات خاصة لمكافحة التمرد ووحدات تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في العراق وفي جميع الدول العربية ، علي أن يكون في الإمكان دعمها من الوحدات البحرية والجوية .
ثالثا : يطلب منهم صدقي صبحي التعاون فيما يحقق لهم مصلحة مشتركة مثل مكافحة تنظيم القاعدة ، علي أن يعلن في الصحف أنه منفصل عن باقي القضايا المختلف فيها ، وضرب لهم مثالا علي القضايا المختلف بها بقضية إقامة الدولة الفلسطينية وانهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، ولاشك أن هذه الفكرة قد عملت بها الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بمسألة رفع الحظر عن المساعدات العسكرية لمصر ، حيث أعلنت إدارة أوباما أنها أفرجت عن المساعدات بقصد التعاون في محاربة الإرهاب في سيناء ، حيث اتخذتها ذريعة للتنصل مما تدعي أنه من وظائفها وهو الدفاع عن الديمقراطية والحقوق والحريات في كافة دول العالم .
رابعا : أطلق صدقي صبحي علي القضية الفلسطينية وصف " النزاع الفلسطيني الإسرائيلي " ، فالقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى لم تعد لدي عسكر المساعدات قضية إسلامية ، ولا حتي قضية عربية ، وإنما قضية تخص الفلسطينيين وحدهم ، ولا عجب في ذلك ، وها هم الآن في ظل العميلين صدقي صبحي والسيسي يدمرون كل الأنفاق حتي يحاصروا الفلسطينيين في غزة من فوق الأرض ومن تحت الأرض ، وها هما يدمران مدينة مصرية لخلق منطقة عازلة تمنع الأنفاق وتؤمن إسرائيل ، وقديما قالوا أطعم الفم تستحي العين وتفعل من الطلبات المستحيل .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة .
إقرء أيضاً:
محمد العمدة يكتب: أسرار عن صدقي صبحي العميل القاتل (1)
محمد العمدة يكتب: أسرار عن صدقي صبحي العميل القاتل (2)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.