احتج آلاف اليابانيين في تظاهرة ضخمة في الشوارع على بقاء قاعدة الاحتلال العسكرية الأميركية في جزيرة أوكيناوا عشية وصول الرئيس باراك أوباما لإجراء مباحثات استبعد مسؤول ياباني أن تنتهي بالتوصل لاتفاق نهائي حول الوجود العسكري الأميركي. فقد تجمع اليوم الأحد أكثر من 30 ألف ياباني في حديقة عامة تقع على مقربة من قاعدة فيوتينما الجوية التابعة لمشاة البحرية الأميركية في مدينة غينوان بجزيرة أوكيناوا، مطالبين بإغلاق القاعدة التي كانت وراء الحوادث والجرائم التي يرتكبها الجنود الأميركيون فضلا عن ضجيج الطائرات وأثرها على البيئة. وتأتي المظاهرة قبل ساعات من وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اليابان في زيارة رسمية كان من المفترض أن يبدأها يوم الجمعة الماضي لكنه أرجأها للمشاركة في تشييع الجنود القتلى في ثكنة فورت هود بولاية تكساس. من جهته أوضح وزير الخارجية الياباني كاتسويا أوكادا في تصريح إعلامي اليوم الأحد أن مباحثات رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما لن تتطرق إلى وضع القاعدة الأميركية في جزيرة أوكيناوا. واستبعد أوكادا إمكانية التوصل لأي اتفاق بهذا الشأن خلال الزيارة وذلك لحاجة البلدين إلى مزيد من الوقت لبحث المسألة التي باتت تشكل نقطة خلافية بين الحليفين التقليديين منذ وصول حزب اليابان الديمقراطي إلى الحكم في انتخابات أغسطس/آب الماضي. ولفت الوزير الياباني إلى أن حكومته لا تزال تدرس عدة خيارات بالنسبة لقاعدة فيوتينما ومنها توسيع قاعدة كادينا الجوية على جزء آخر من جزيرة أوكيناوا أو نقل القاعدة كليا إلى جزيرة أيو جيما، معترفا في الوقت ذاته بأن المشكلة قد تبلغ حدا كبيرا في حال رفض الأميركيون هذه الخيارات. وفي تصريح سابق له، أشار رئيس الوزراء هاتوياما إلى ضرورة التريث وفسح المجال أمام المزيد من المشاورات لدراسة مطالب واشنطن ومطالب سكان جزيرة أوكيناوا التي تعتبر من أهم المعاقل للجماعات السياسية اليسارية والأخرى المنادية بحماية البيئة والسلام العالمي التي ساهمت في إيصال هاتوياما إلى السلطة. وكان هاتوياما نفسه قد تعهد في حملته الانتخابية باتخاذ مواقف أكثر استقلالية عن واشنطن، وبالمطالبة بنقل القاعدة في أوكيناوا إلى موقع آخر أو نقلها خارج اليابان. وفي زيارة إلى طوكيو في أكتوبر الماضي، طالب وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس طوكيو باحترام الاتفاق الذي تم التوصل عام 2006 بشأن إغلاق قاعدة فيوتينما بشرط نقل عملياتها إلى موقع آخر سيتم إنجازه عام 2014 في منطقة شواب الساحلية في جزيرة أوكيناوا. بيد أن جمعيات حماية البيئة اليابانية اعترضت على المشروع لأنه سيتم على أرض مستعادة أصلا من الأميركيين، فضلا عما تسميه آثاره السلبية على مواقع تضم عددا من الكائنات البحرية المهددة بالانقراض. وتتمسك الولاياتالمتحدة بوجود قاعدة جوية لها في جزيرة أوكيناوا لقناعتها بأهميتها الإستراتيجية، وذلك لموقعها القريب من الصين وكوريا الشمالية وجزيرة تايوان. وكانت الجزيرة الواقعة على بعد 1600 كيلومتر جنوب العاصمة طوكيو قد شهدت خلال عدد من أشهر المعارك الدامية بين قوات الحلفاء والجيش الإمبراطوري الياباني إبان الحرب العالمية الثانية التي انتهت في الشرق الآسيوي باستسلام اليابان إثر إلقاء القنبلة الذرية على مدينتي ناغازاكي وهيروشيما عام 1945. وعلى الرغم من قيام الأميركيين بنقل الجزيرة إلى السيادة اليابانية عام 1972 فقد بقيت أوكيناوا تستضيف أكثر من نصف الجنود الأميركيين في اليابان البالغ عددهم 47 ألفا.