فجر نجل العالم الكبير الراحل مصطفى محمود مفاجأة كبيرة عندما صرح أن السبب وراء اعتلال صحة والده هو جواب أرسله الدكتور أسامة الباز، مدير مكتب رئيس الجمهورية المصري للشؤون السياسية، عام 1994، عقب نشر الفيلسوف الراحل مقالا في الأهرام أثار استياء القيادات الصهيونية والمنظمات اليهودية "المعادية للتشهير"، وهو ما جعل الباز يرسل الخطاب إلى إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، آنذاك، طالبا منه لفت نظر مصطفى محمود إلى حساسية الكتابة في هذه الموضوعات، وأن تأثيرها لا يقتصر على الإسرائيليين فقط بل على اليهود أيضا. وقال أدهم مصطفى محمود في برنامج "الحقيقة" أثناء لقائه مع الإعلامي وائل الإبراشي، الذي أذيع مساء أمس على شاشة دريم، إن الخطاب كان له بالغ الأثر على صحة والده، الذي دخل بعدها فى نوبة حزن شديدة أثرت على صحته بشكل واضح، خاصة أن الخطاب عبر عن توبيخ سياسي واضح من الدولة لم يقتصر فقط على كتابات الفيلسوف الراحل، بل امتد إلى الاعتراض على محتوى ومضمون برنامجه "العلم والإيمان"، كاشفا أن إسرائيل لعبت دورا رئيسيا في توقف عرض البرنامج على القنوات الأرضية. وكشف أدهم أن والده ذهب للقاء السيد صفوت الشريف، وزير الإعلام آنذاك، شاكيا له توقف البرنامج، ولما عرف بشأن الخطاب أدرك أن إسرائيل تمارس ضغوطا سياسية ودبلوماسية لمطاردة أفكاره، مؤكدا أن والده عانى الأمرين من تدخلات الأزهر المتكررة لحذف مقاطع كثيرة من حلقات برنامجه، حتى إنه كان يضطر إلى الذهاب إلى شيخ الأزهر لمناقشته مرارا حول المقاطع المحذوفة. وقال الإبراشي إن مصطفى محمود كان يمثل خطرا على إسرائيل لأنه كان الوحيد الذي يرد على ادعاءاتهم من خلال قراءته المتأنية في العقائد والتاريخ والعلوم، وأن سلوكه هذا تسبب في حرج شديد للمسؤولين فى الدولة، وهو ما يفسر تخليهم عنه في محنة مرضه وحتى لحظة وفاته. وكان مصطفى محمود يقدم أيضا برنامجا تلفزيونيا أسبوعيا شهيرا بعنوان "العلم والايمان" يتحدث فيه عن معجزات الله في الكون وقدم منه 400 حلقة.