· عندما وجه أسامة الباز خطابًا لمنع مصطفي محمود من معاداة السامية لم تكتف الدولة بجميع أجهزتها الرسمية بتجاهل العالم والمفكر الكبير الدكتور مصطفي محمود في مرضه وفي جنارته وعزائه بل تجاهلته أيضا في ذكري الأربعين التي حلت منذ أيام.. المفاجأة أن الاهتمام بقيمة وذكري الدكتور مصطفي محمود جاء من حركة حماس الفلسطينية حيث فوجئ أدهم ابن المفكر الراحل باتصال تليفوني من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والمقيم في دمشق يعزيه في وفاة والده، وحرص خالد مشعل علي وصف الدكتور مصطفي محمود بأنه أحد المجاهدين الذين تصدوا بالقلم والفكر للمخططات الصهيونية .. أدهم تأثر كثيرا بالمكالمة التي جاءت من مناضل سياسي تلاحقه إسرائيل مثلما لاحقت والده.. يذكر أن إسرائيل كانت قد احتجت رسميا علي كتابات الدكتور مصطفي محمود وبرنامجه العلم والإيمان، لأنه كان يفضح إسرائيل ويكشف مخططاتها استنادا علي أسس عقائدية وفكرية، ووصل الأمر إلي حد أن الدكتور أسامة الباز مدير مكتب الرئيس مبارك للشئون السياسية أرسل خطابا عام 1994 لرئيس مجلس إدارة الأهرام - وقتها - إبراهيم نافع طلب منه فيه التنبيه علي الدكتور مصطفي محمود بعدم معاداة السامية لأن بعض الجمعيات اليهودية والمنظمات الصهيونية تتهمه بذلك. وهو الخطاب الذي أثر نفسيا في الدكتور مصطفي محمود وأصابه بالإحباط الشديد لشعوره بتخلي الدولة عنه، لذلك لم يكن غريبا أن تهتم حركة حماس بالدكتور مصطفي محمود في الوقت الذي خذله المسئولون في مصر.