ارتقى العالم والمفكر المصري، الدكتور مصطفى محمود، مؤسس جمعية محمود الخيرية بالمهندسين إلى جوار ربه فى الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم السبت، بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور. وتجرى حالياً إدارة الجمعية اتصالات بأبنائه لتحديد موعد تشييع الجنازة، إذا كانت بعد صلاة الظهر أو العصر اليوم. ويرقد جثمان الدكتور بمستشفى محمود بميدان لبنان، ومن المقرر أن ينتقل الجثمان من المستشفى إلى جمعياته الخيرية بالمهندسين لتأدية صلاة الجنازة. وقد تدهورت صحة الفقيد الدكتور مصطفى محمود، ووصلت إلى مرحلة حرجة، دفعت أسرته إلى نقله للمستشفى الملحق بالمسجد الذي يحمل اسمه بحي المهندسين. وقالت ابنته "أمل" إن الحالة الصحية لوالدها ساءت بشكل ملحوظ يصعب معها أن يتلقى العلاج والرعاية المنزلية، لذا فلم يكن هناك بديل عن نقله إلى المستشفى. وأشارت إلى أن الحالة الصحية التى وصل إليها الفقيد الدكتور مصطفى محمود جعلت الأطباء يمنعون زيارته بشكل كامل إلا لأفراد أسرته، علاوة على أنه لم يعد هناك من يسأل عنه سوى زميل دراسته الدكتور على بدران، كما انقطع عنه مجموعة الصيادلة الذين كانوا دائمي الاتصال به، ولم يعد هو الآخر يسأل عن أحد. ولفتت إلى أن بعض الجهات أبدت اهتماماً بالغاً بوالدها بعد نشر ملفاً خاصاً فى العام الماضى عن حياته وسيرته الذاتية في الصحافة، إلا أن هذا الاهتمام انقضى بعد مرور أسابيع قليلة، ولم يبق منه سوى عمل تسجيلي عن أعماله ينتظر أن تذيعه إحدى الفضائيات المصرية. يذكر أن الدكتور مصطفي كمال محمود حسين آل محفوظ ،الذي يبلغ من العمر 88 عاما، يمتد نسبه إلى الأشراف ، ينتهي نسبه إلى عليّ زين العابدين - ولد عام 1921، وكان توأما لأخ توفي في نفس العام، مفكر وطبيب وكاتب وأديب مصري من مواليد شبين الكوم - المنوفية مصر عام 1921 ، توفي والده عام 1939 بعد سنوات من الشلل، درس الطب وتخرج عام 1953 ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960 تزوج عام 1961 وانتهى الزواج بالطلاق عام 1973 رزق بولدين "أمل" و "أدهم"، تزوج ثانية عام 1983 وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام 1987 ألف 89 كتابا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية إضافة الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة . وقدم الدكتور مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف ب "مسجد مصطفى محمود" ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية، وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية ، ومتحفا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون، ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية. وتتقدم أسرة جريدة الشعب بخالص العزاء لأسرة العالم الجليل، داعيين له بالرحمة والمغفرة، أحسن الله عزائكم وجبر الله مصابكم، وألهمكم الصبر والسلوان.