في سياق تقرير عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تطرقت مجلة إيكونوميست البريطانية إلى طموح الرئيس الروسي فيعودة النفوذ الذي كانت تتمتع به بلاده في منطقة الشرق الأوسط قبل انهيار الاتحاد السوفيتي. وذكرت المجلة أن النفوذ الروسي في الشرق الأوسط انخفض بشكل كبير بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، علاوة على التحركات العسكرية الأمريكية المتكررة في المنطقة. وأضافت أن الوضع ازداد سوءا بالنسبة لروسيا في السنوات الأربعة الأخيرة بسبب ثورات الربيع العربي والإطاحة بحكام ديكتاتوريين مثل العقيد الليبي معمر القذافي. وأشارت إيكونوميست إلى أن رد الفعل حيال هذه الثورات اختلف بين روسياوالولاياتالمتحدة، حيث باتت موسكو حليفا أكثر طمأنينة للأنظمة الاستبدادية في المنطقة أكثر من واشنطن. واعتبرت المجلة أن عبد الفتاح السيسي يعد أبرز مثالا على ذلك، فقد تجنبته الولاياتالمتحدة عقب إطاحته بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر في "انقلاب" عام 2013 ، وعلق الرئيس الأمريكي باراك أوباما جزءا من المساعدات العسكرية الأمريكية "السخية" لمصر. لكن على النقيض، وفقا لإيكونوميست، احتضن بوتين زميله في الاستبداد (في إشارة من المجلة إلى السيسي)، ووعده بملء الفراغ الذي تركته الولاياتالمتحدة دون قيد أو شرط، لافتة إلى زيارة بوتين للقاهرة في فبراير الماضي التي أهدى السيسي خلالها بندقية كلاشينكوف. لكن عمليا، بحسب المجلة، يبدو وكأن العلاقة الغرامية بين روسيا ومصر مجرد استعراض، فروسيا لا يبدو أنها ستبيع الكثير من الأسلحة لمصر، وذلك في الوقت الذي تعاني فيه القاهرة عجزا ماليا، كما أنها تفضل العتاد الأمريكي. إلا أن المجلة أشارت إلى اشتراك كل من السيسي وبوتين في هدف واحد يناسب كلا منهما، وهو تحدي قوى الغرب، فبالنسبة لمصر، بات بإمكانها التظاهر للولايات المتحدة بأن أمامها خيارات أخرى، مشيرة إلى أن واشنطن استأنفت في مارس المنصرم مساعدتها العسكرية للقاهرة بالكامل. مصر العربية