للعام الرابع على التوالي.. «مستقبل وطن» المنيا يكرم أوائل الطلبة بديرمواس| صور    بعد ارتفاع عيار 21 بالمصنعية.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الخميس 29 مايو بالصاغة    نشرة التوك شو: توجيهات الرئيس السيسي ل قانون الإيجار القديم وأزمة البنزين المغشوش.. موقف تخفيف الأحمال في الصيف    الدولار ب49.75 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 29-5-2025    بشكل صارم.. أمريكا تبدأ إلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين    رسميا، إيلون ماسك يعلن مغادرة إدارة ترامب ويوجه رسالة للرئيس الأمريكي    اقتحام مقر الليكود في تل أبيب واعتقال عشرات المتظاهرين المناهضين    إيلون ماسك يُعلن مغادرة إدارة ترامب: شكرا على منحي الفرصة    إدارة ترامب تستأنف على حكم المحكمة التجارية الذي يمنع فرض الرسوم الجمركية    أول تعليق من إمام عاشور بعد فوز الأهلي بلقب الدوري المصري    كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع فوز الأهلي بلقب الدوري المصري؟ (كوميك)    اقتراب موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الابتدائي 2025 بدمياط.. خطوات الاستعلام    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 29-5-2025    تنطلق اليوم.. جداول امتحانات الدبلومات الفنية جميع التخصصات (صناعي- تجاري- زراعي- فندقي)    طريقة عمل المولتن كيك في خطوات بسيطة    ملف يلا كورة.. تتويج الأهلي.. إيقاف قيد الزمالك.. واحتفالات في بيراميدز    مثال حي على ما أقول    بعد فقدان اللقب.. ماذا قدم بيراميدز في الدوري المصري 2024-2025؟    «احنا رقم واحد».. تعليق مثير من بيراميدز    الإفراج عن "الطنطاوي": ضغوط خارجية أم صفقة داخلية؟ ولماذا يستمر التنكيل بالإسلاميين؟    محافظ سوهاج يتفقد عددا من مشروعات التطوير والتجميل    أمانات حزب الجبهة الخدمية تعقد اجتماعا لمناقشة خطط عملها ضمن استراتيجية 2030    مقتل سيدة على يد زوجها بالشرقية بعد طعنها ب 21 طعنة    النائب العام يستقبل عددًا من رؤساء الاستئناف للنيابات المتخصصة والنيابات    ثقافة أسيوط تقدم «التكية» ضمن فعاليات الموسم المسرحي    موعد أذان الفجر اليوم الخميس ثاني أيام ذي الحجة 1446 هجريًا    اليوم، انطلاق امتحانات الثانوية الأزهرية بمشاركة أكثر من 173 ألف طالب وطالبة    رئيس الحكومة يكشف كواليس عودة الكتاتيب وتوجيهات السيسي    الشركة المنتجة لفيلم "أحمد وأحمد" تصدم الجمهور السعودي    تأهب لإعلان "القوة القاهرة" في حقول ومواني نفطية ليبية    3 أساسيات احرصي عليها لبناء جسم قوى لطفلك    جانتيس: حكومة نتنياهو لن تسقط بسبب «صفقة الرهائن» المتوقع أن يقدمها «ويتكوف»    5 أيام متتالية.. موعد اجازة عيد الأضحى 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    «كزبرة»يفتح قلبه للجمهور: «باحاول أكون على طبيعتي.. وباعبر من قلبي» (فيديو)    رئيس «الشيوخ» يدعو إلى ميثاق دولى لتجريم «الإسلاموفوبيا»    نشرة التوك شو| ظهور متحور جديد لكورونا.. وتطبيع محتمل مع إسرائيل قد ينطلق من دمشق وبيروت    "ديسربتيك" تدرس إطلاق صندوق جديد بقيمة 70 مليون دولار في 2026    طقس الحج بين حار وشديد الحرارة مع سحب رعدية محتملة    سعر الفراخ البيضاء والبلدى وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الخميس 29 مايو 2025    وزير السياحة: السوق الصربى يمثل أحد الأسواق الواعدة للمقصد السياحى المصري    3 فترات.. فيفا يعلن إيقاف قيد الزمالك مجددا    ماريسكا: عانينا أمام بيتيس بسبب احتفالنا المبالغ فيه أمام نوتينجهام    إمام عاشور: نركز لتقديم مستوى يليق بالأهلي بكأس العالم.. وردي في الملعب    موعد أذان فجر الخميس 2 من ذي الحجة 2025.. وأفضل أعمال العشر الأوائل    إنجاز تاريخي للكرة الإنجليزية.. 5 أندية تتوّج بخمس بطولات مختلفة فى موسم واحد    إصابة شاب بطلق خرطوش عن طريق الخطأ في سوهاج    محافظ قنا يشهد افتتاح الدورة الثانية من "أيام قنا السينمائية" تحت شعار "السينما في قلب الريف"    «زي النهارده».. وفاة الأديب والسيناريست أسامة أنور عكاشة 28 مايو 2010    الركوع برمزٍ ديني: ماذا تعني الركبة التي تركع بها؟    السفير أحمد أبو زيد ل"إكسترا نيوز": الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر    حكم الجمع بين نية صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان    أمين الفتوى بالإفتاء: الأيام العشر من ذي الحجة تحمل معها أعظم درجات القرب من الله    دليل أفلام عيد الأضحى في مصر 2025.. مواعيد العرض وتقييمات أولية    أحمد سعد يزيل التاتو: ابتديت رحلة وشايف إن ده أحسن القرارات اللى أخدتها    بداية حدوث الجلطات.. عميد معهد القلب السابق يحذر الحجاج من تناول هذه المشروبات    ألم حاد ونخز في الأعصاب.. أعراض ومضاعفات «الديسك» مرض الملكة رانيا    اغتنموا الطاعات.. كيف يمكن استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة؟ (الافتاء توضح)    نائب وزير الصحة تشارك فى جلسة نقاشية حول "الاستثمار فى صحة المرأة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة مفتوحة
نشر في الشعب يوم 12 - 10 - 2009

الحد الأدنى المطلوب للاعتراف بوجود سياسة أمريكية جديدة..
الانسحاب الكامل والحقيقى من العراق وفك حصار غزة
ليس لنا إلا مطلب بسيط واحد: أن تكفوا عن قتلنا!!


أكتب هذه الرسالة المفتوحة إلى الرئيس الأمريكى باراك حسين أوباما، أو فى الواقع للنظام الأمريكى، والنخبة الحاكمة الأمريكية، إن كانت مستعدة لأن تقرأ وتسمع رؤية الحركة الإسلامية المعارضة للاحتلال الأمريكى - الصهيونى وللأنظمة الاستبدادية الحاكمة، أكتب استجابة للمقال المتميز الذى كتبه د. طارق الزمر- فك الله أسره - فى الدستور يوم 16/9/2009 والذى تضمن معانى بالغة الأهمية: فقد اقترح عن حق أن تتعامل الحركات الإسلامية مع الخطاب الأمريكى الجديد فى عهد الرئيس أوباما بإيجابية، بعرض مواقفنا بصراحة، وعرض مصالحنا كأمة إسلامية. فنحن أصحاب فكرة التعايش بين الحضارات، ونحن أصحاب حق، مع إدراك أن تغيير الخطاب الأمريكى يستهدف المصالح الأمريكية، ويسعى إلى نوع من التهدئة مع العالم الإسلامى، بعد صمود المقاومة الإسلامية فى كل مكان، وخسائر أمريكا المتزايدة فى ظل سياسة بوش (سياسة ضرب الرأس فى الحائط)!

وقد ذكرت فى كتابات سابقة أن السبب الجوهرى فى دفع النظام الأمريكى لشخصية أوباما وما يمثله من خطاب للتهدئة، هو هذا الصمود الإسلامى والذى كان مكلفا فى الأرواح والخسائر المادية لنا أكثر من المعتدين، ولكن خسائر المعتدين كانت جسيمة وموجعة لهم دون تحقيق أهدافهم. وقد كان من الخطأ أن تنسحب الحركات الإسلامية من هذه المواجهة السياسية من واقع إدراك أن هذا التغيير الأمريكى تغيير تكتيكى، وترك الساحة للأنظمة العربية التى لا تمثل حقا الأمة العربية والإسلامية، ولكنها كانت مع بوش وستكون مع أوباما ومع أى رئيس أمريكى!!

وإذا كنا نطالب المقاومة الوطنية والإسلامية أن تظل أصابعها على الزناد، بل تصعد القتال ضد الاحتلال الأمريكى. لأن أى احتلال لا ينسحب إلا أمام تصاعد تكلفة احتلاله فإن هذا لا يتعارض مع الاشتباك السياسى مع خطاب أمريكا (أوباما) "الجديد".

لماذا واجهت الحركات الإسلامية خطاب أوباما بفتور؟

لا شك أن الحركات الوطنية العربية والإسلامية واجهت خطاب أوباما بفتور أصاب إدارة أوباما ببعض الإحباط، ولكن سياسة إدارة أوباما هى المسئولة عن ذلك، وإذا استمرت على أخطائها الراهنة، فإنها لن تجنى عنب الشام ولا بلح المغرب!

ولابد من الكلام الصريح وتنحية حكاية الكلام المعسول، ودعونا نتحدث بلغة المصالح وحدها، وهى اللغة التى تفهمها الولايات المتحدة ولا تجيد غيرها.

إذا استبعدنا حكاية الكلام المعسول عن الإسلام الجميل واللطيف، وبالمناسبة فإن إدارة بوش كانت تقول أيضا مثل ذلك، وتقول إنها ضد الإرهاب لا الإسلام!! مع بعض زلات للسان عن الحروب الصليبية!!

فالأصل فى الموضوع أنكم تطرحون تهدئة وهدنة مع العالم الإسلامى، وهذا مطلب لا يمكن أن يرفض من حيث المبدأ، نحن مع أى تهدئة وأى هدنة توقف نزيف الدم ولكن ليس بلا شروط، أو بالأحرى لسنا مع هدنة أو تهدئة تحقق "نفس أهداف أمريكا المتعارضة مع مصالحنا" فهذا نوع من الاستغفال. ولكن هل نريد من الولايات المتحدة أن تتخلى عن أهدافها؟! فهذا سيكون استغفالا معاكسا!

المفترض أننا أمام نوع من الحل الوسط أو المساومة تتخلى فيه الولايات المتحدة عن بعض أهدافها. وهى الطرف المطالب بالتنازل لأنها الطرف الذى أعلن وعمل بالفعل على أن يحصل على كل شىء!

الجانب الحقيقى للتهدئة:

ولا شك أننا أمام نوع من التهدئة الجانب الأبرز فيه تخلى الولايات المتحدة عن فتح جبهة جديدة، فلا شك أن الإدارة الأمريكية الراهنة ضد إعادة فتح جبهة لبنان من جديد، (ضد حزب الله)، كما أنها أجلت الخيار العسكرى مع إيران دون أن تستبعده نهائيا، ولا تسعى لفتح جبهة جديدة عموما، وهذا ليس تنازلا حقيقيا لأن الولايات المتحدة ليس بإمكانها أن تفتح جبهة جديدة لأسباب اقتصادية وبسبب فشلها فى الجبهات المفتوحة فعلاً، وضغط الرأى العام الرافض لمزيد من الحروب.

أخطاء سياسة أوباما:

الواقع أن إدارة أوباما تتعامل مع بعدين:

1. الأول هو المصلحة الأمريكية فى تخفيف التورط العسكرى.

2. الثانى أنها تتعامل مع الأنظمة العربية الفاشلة باعتبارها ممثلة الأمة الإسلامية!!

البُعد الأول هو البعد الواقعى والحقيقى، أما البعد الثانى فهو الوهم وخداع النفس، إذا تصورت أن تصفيق الأنظمة العربية التابعة لأمريكا هو معيار استجابة الأمة الإسلامية للسياسة الأمريكية الجديدة. وإذا ظلت إدارة أوباما تعتبر أن الحركات الإسلامية بكل تلاوينها عنصرا فرعيا فى المعادلة، فهى لن تحقق شيئا يدفع العلاقات بين الشرق والغرب إلى محور جديد.

كما أن سياسة أوباما بعد 9 شهور من الممارسة لم تقدم أى تنازل أو مساومة أو انسحاب من أى ساحة عربية أو إسلامية، وهو أمر يدعو الحركات الإسلامية السلمية والمسلحة للمزيد من التحفز والتنمر ضد السياسة الأمريكية.

العراق:

العراق كان من المفترض أن يكون هو الساحة الأساسية للتنازل أو الانسحاب خاصة وأن أوباما أعلن الانسحاب من العراق خلال 18 شهرا، ولكن الاتفاقية الأمنية المعقودة مع العراق والتى تبيح استمرار 50 ألف جندى أمريكى تحت لافتة التدريب، أمر يجعل أى عاقل لا يقبل بصدق مقولة الانسحاب من العراق.

أفغانستان وباكستان:

تحت زعم الانسحاب من العراق، أخذت إدارة أوباما سياسة التصعيد فى أفغانستان وباكستان، وقد شهدت الشهور الأولى لإدارة أوباما مذابح فى إقليم سوات بباكستان قام بها الجيش الباكستانى تحت ضغط أمريكا، وتواصلت ضربات الطائرات الأمريكية فى باكستان، وتم إرسال المزيد من القوات لأفغانستان. ورغم فشل هذه السياسة ورغم تصاعد خسائر أمريكا والناتو بصورة غير مسبوقة فى أفغانستان، إلا أننا نتحدث عن الخطوات الأمريكية على أرض الواقع والتى لا تبشر بالخير.

غزة:

أقول غزة لا المشكلة الفلسطينية، لأن المشكلة الفلسطينية أصعب قضية، لأن ساحة فلسطين (الكيان الصهيونى) هى آخر ساحة يمكن أن تنسحب منها الولايات المتحدة، للارتباط الاستراتيجى الأمريكى - الصهيونى، ولكن إنهاء حصار غزة هدف حد أدنى لا يمكن القبول بحديث عن التهدئة بين الأمة العربية- الإسلامية وأمريكا بدون حله، فهو هدف ملح وحال ولا يقبل التأجيل.

إن حصار مليون ونصف مليون فلسطينى حتى الموت فى غزة أمر لا يمكن التسامح معه، ولا قبول أى أعذار فيه، لابد من السماح للنظام المصرى (صديق واشنطن) بمد شعب غزة بكل احتياجاته الإنسانية من معبر رفح، ونعنى كل أنواع الغذاء والوقود ومواد البناء حتى يمكن تعمير ما خربه عدوان إسرائيل الأخير، وهى المواد التى تمنعها إسرائيل جزئيا أو كليا عن غزة.

وبالتالى يمكن أن نقول أن الانسحاب الحقيقى من العراق وفك الحصار عن غزة هو الحد الأدنى الذى يمكن قبوله من الحركات الإسلامية والوطنية، للاعتبار بأن هناك سياسة أمريكية جديدة. أما لعبة "المستوطنات" والمطالبة بوقفها فهى ليست على أولوية اهتمامات الأمة، لأن إسرائيل أنجزت 90% من مشروعها الاستيطانى فى الضفة الغربية منذ عام 1967 وحتى الآن.

الساحات الأخرى:

لا تزال أمريكا تواصل أعمالها العدوانية فى الصومال بنشاط عسكرى واستخبارى وسياسى ملحوظ، بينما يجب ترك الصومال للصوماليين يحسمون أمورهم فيما بينهم.

أيضا هناك تهدئة سلبية تجاه سوريا والسودان، بمعنى عدم التصعيد ضدها، ولكنهما ما يزالان فى قائمة الدول الإرهابية بدون أى مبرر!! فأى إرهاب ترعاه سوريا، إلا إذا كان المقصود علاقتها بحزب الله وحماس، واعتبار حزب الله وحماس من الإرهابيين هى سياسة ممجوجة لن يتعامل معها مسلم واحد بجدية.

ثم أى إرهاب يرعاه السودان؟!

ولا يزال المطلوب من سوريا أن تبتعد عن إيران، لا أن تحصل على الجولان المحتلة؟! ولا تزال مشكلة دارفور المفتعلة سيفا مصلتا على رقبة السودان. أما بالنسبة لإيران فلا يزال حديث العقوبات هو الحديث الأعلى صوتا، بل هناك تصريحات للإدارة الأمريكية الجديدة عن بقاء كل الاحتمالات الأخرى مفتوحة!!

وإذا كان المقصود بالحوار مع إيران أن تسلم فى المفاوضات بما تريده أمريكا بالضبط بدون حرب، فهو نوع من الاستغفال لا يقبله إلا غبى أو عميل.

وهكذا نجد أن الساحات الملتهبة الأساسية ما تزال ملفاتها مفتوحة لكل الاحتمالات، ولم يتم التوصل إلى أى حل مرض فى أى ساحة عربية أو إسلامية. وبعد ذلك تتحدثون عن فتور الحركات الإسلامية من خطاب أوباما الجديد. بل حتى ملف جوانتنامو لم يتم تصفيته حتى الآن!

الديمقراطية:

ستظل آفة الولايات المتحدة الأساسية أنها أصبحت عاجزة عن تصدير فكرة أو مبدأ إنسانى يجعلها تكسب تعاطف الشعوب وكان المفترض أن تكون الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان هى البضاعة الأمريكية القابلة للرواج أكثر من الكوكاكولا والماكدونلد، ولكن أمريكا كانت ولا تزال بلا مصداقية فى هذا المجال الذى تدعيه.

لماذا تحتقرون عقليتنا؟ وتتعجبون حين نبغضكم؟ هل تتصورون أننا فى العالم العربى والإسلامى لا نقرأ الصحف ولا نتابع وسائل الإعلام؟!

فأنتم تقيمون الدنيا ولا تقعدوها بسبب السيدة سوكى زعيمة المعارضة فى ميانمار لأنها محددة الإقامة فى بيتها، ويصل الأمر إلى حد مناقشة ذلك فى مجلس الأمن!! بينما لا تصدرون تصريحا واحدا عن اعتقال عبد المنعم أبو الفتوح واعتقال الإخوان المسلمين الذى أصبح الخبز اليومى لأخبار مصر.

ولماذا تطالبون أنتم وباقى مسئولى أوروبا بحق التظاهر فى طهران ولا تؤيدون ذلك فى كابول أو القاهرة أو الرياض أو تونس. هل يوجد فى التراث الليبرالى ما يسمح بحق التظاهر فى بلد دون آخر!!

وهل تجربة الانتخابات الأخيرة فى أفغانستان تسر عدوا أو حبيبا لكم، الاتحاد الأوروبى تحدث عن تزوير مليون ونصف مليون صوت فقط!، ومجلة نيوزويك العربية الصادرة فى 22سبتمبر2009 أكدت حدوث تزوير واسع النطاق فى أفغانستان!

ولن نتحدث عن الديمقراطية فى العراق، والتى حولت العراق إلى حطام وطن فأينما حللتم، حل الخراب، ولم تحل الديمقراطية!!

ألم تقولوا كثيرا عن نظام صدام حسين أنه استخدام الطيران الحربى ضد شعبه، فلماذا تصمتون على الطيران الحربى اليمنى الذى يدك جزءًا من الشعب اليمنى الآن واعتبرتم هذه مسألة داخلية لا علاقة لكم بها؟

نحن لا نريد منكم أى مساعدة لإقامة الديمقراطية فى بلادنا، ولكن لا تلوموننا عندما ندين مساندتكم للطغاة فى كل مكان طالما يحققون مصالحكم.

وستكسبون على المدى القصير ولكنكم ستخسرون حتما على المدين المتوسط والطويل لأن الكراهية التى تزرعونها من الصعب اقتلاعها.

وما حدث لكم فى أمريكا اللاتينية سيتكرر فى منطقتنا العربية والإسلامية وعلى نطاق أوسع وبشكل أعمق.

إن مفهومكم لتطوير الديمقراطية فى بلادنا هو مفهوم تربية العملاء، وسياستكم لم تجعل لكم أصدقاء إلا المنتفعين المباشرين منكم سواء فى الحكم أو المعارضة، أما أى ليبرالى وطنى فكيف يصدقكم؟

إن الحضارات لا تهيمن بالأسلحة والبوارج والصواريخ (كتبت هذا قبل أن يقوله الرئيس أوباما فى إحدى خطبه)، وإنما بقوة وسحر النموذج والمثال، ولقد انتهت أسطورة حب شرائح شعبية لأمريكا بعد سقوط أسطورة الحرية والرفاهية التى روجتها السينما الأمريكية والمسلسلات الأمريكية فى زمن مضى، انتهت تحت ركام بغداد وبيت حانون وقندهار ووزيرستان وقرية مروحين فى جنوب لبنان وفى سجن أبى غريب وسجن جوانتنامو. ولن تهيمنوا بزرع مجموعات تحصل على رواتب شهرية منكم فهؤلاء قلة ولا تصلح لقيادة الشعوب. وإذا أردتم الوصول إلى مصالحة تاريخية مع الأمة الإسلامية فليس أمامكم سوى الاعتراف بالحركات الإسلامية ذات الشعبية الكبيرة فى بلادها، وأن تتقبلوا فكرة أن تصل هذه الحركات إلى الحكم، رغم أنكم ستخسرون من ذلك وضع السيد المهيمن، وعليكم أن تفكروا فى علاقة ندية مع الأمة الإسلامية كما تفعلون الآن مع الأمة الصينية وكما تفعلون وستفعلون مع باقى الأمم الآسيوية الناهضة اقتصاديًا. والرد جاهز: إننا نتعامل مع الحكام.. إذن اجعلوا الحكام ينفعوكم، فخلال عقد أو عقدين من الزمان سيصل الإسلاميون للحكم فى عدد من الدول العربية والإسلامية الرئيسية، وستكونون فى وضع أسوأ حين تحاولون ساعتها أن تتعاملوا مع الأمر الواقع.

وإذا كان النفط هو شغلكم الشاغل، فإن الدول التى وصفتموها بالمارقة، لم تتوقف عن بيع النفط لكم: نظام العراق فى عهد صدام حسين- إيران- ليبيا ولا أعتقد أن السودان يمتنع عن بيع النفط لكم، أما إذا كان الهدف هو الهيمنة والسيطرة ومحاربة نمطنا الحضارى المستقل، فنحن جاهزون للحرب مدى الحياة وحتى تقوم الساعة!!

خطر القاعدة:

تبدو أمريكا، وتبدو إدارة أوباما على حق ظاهريًا عندما تقول أن أفغانستان كانت موطن القاعدة، وهى التى شنت عملية 11 سبتمبر، وبالتالى فإن احتلال أفغانستان نوع من الدفاع عن النفس.

والحقيقة فإن استهداف المدنيين فى الدول المعتدية ليس من تراث حركات التحرر والجهاد (فى بلادنا) وما قامت به القاعدة من استهداف المدنيين فى أمريكا وأوروبا خروج على النص التاريخى، ولكنه فى جوهر الأمر كان رد فعل على تخاذل الأنظمة العربية فى مواجهة المعتدين على حرماتنا، ونظرا لهول ما أصاب المدنيين فى فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان من واقع غاراتكم الوحشية.

واستطيع أن أقول لكم بمنتهى الثقة أن القوات الأمريكية إذا انسحبت تماما من العراق وأفغانستان، فلن يكون هناك أى مبرر لأى جماعة للقيام بأعمال عنف فى بلادكم. وسيكون هناك رد فعل إسلامى كاسح ضد أى عمل من هذا النوع. أما فى السنوات الماضية فقد اختلف الناس: البعض أدان، والبعض أصابه الفرح وشعر بأنه شفى غليله. ودعونى أقول لكم بصراحة إن قطاعات غير قليلة من الجماهير العربية والإسلامية كانت سعيدة بأحداث سبتمبر وتفجيرات لندن وأسبانيا. ليس على سبيل الوحشية، ولكن على سبيل الشعور بالانتقام مما جرى لنسائنا وأطفالنا فى فلسطين والعراق وأفغانستان ولبنان.

الحوار مع الإخوان المسلمين:

أعلم يقينا أنكم تتحاورون مع الإخوان المسلمين فى ساحات مختلفة، ولكنه حوار عقيم، فأنتم تركزون فى حواركم على الاعتراف بإسرائيل، وهذا مستحيل، خاصة فى مصر، إن الاعتراف بإسرائيل يعنى انتحار الحركة، وإذا أردتم الدخول من هذا الباب الصهيونى فهو من قبيل مضيعة للوقت، وربط مصير أمريكا بإسرائيل دون طائل.

وقف قتل المسلمين شرط الحوار:

نحن - كإسلاميين - يمكن أن نقدم لأمريكا والغرب أكثر من الحوار ليس لنا إلا شرط واحد بسيط حدده القرآن الكريم: أن تكفوا عن قتل المسلمين وطردهم من ديارهم.

(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

والسلام على من اتبع الهدى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.