طهران - وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الدعوة إلى بريطانيا والدول الغربية أمس الأحد، إلى إصلاح سياساتها السابقة "الخاطئة" تجاه الشعب الإيراني، مؤكداً أن بلاده تنشد توسيع العلاقات مع مختلف الدول، على أساس العدالة والاحترام المتبادل. وقال نجاد بعد تسلمه أوراق اعتماد السفير البريطاني الجديد سايمون جيس، "إن الشعب الإيراني لديه ذكريات سيئة عديدة عن العلاقات مع الحكومة البريطانية"، وأضاف "طبعا في مسيرة تطوير العلاقات، فإن إيران تتطلع إلى المستقبل، ونأمل في أن تأخذ الحكومة البريطانية عبرة جيدة من السابق، وتسعى لإصلاح سلوكها السابق، ومن هذا المنطلق فإن أهم مهمة خلال عملك كسفير، هى السعي لتحويل هذه الذكريات السيئة إلى ذكرى طيبة".
وأشار إلى أنه لا ينوي التذكير بممارسات بريطانيا "الخاطئة"، فيما يتعلق بالشعب الإيراني، مضيفا "إن الشعب الإيراني لن يسمح مطلقا لأي جهة، بالتدخل في شؤونه الداخلية، وأكد أنه يأمل أن تتمكن الحكومة البريطانية من تلافي أخطائها".
واعتبر نجاد أن مشاكل المنطقة لا يمكن حلها عبر الاساليب العسكرية، قائلاً "نعتبر أن أسلوب بريطانيا وأمريكا في المنطقة خاطئ، ولذلك فإن أكثر الأضرار تحملتها بريطانيا وأمريكا نفسهما".
وأضاف نجاد أن "إيران حريصة على إقامة علاقات ودية مع جميع الدول، وللأسف فإن الدول الأوروبية خلال السنوات الثلاثين الماضية، وخاصة في السنوات الأخيرة، كان لهم سلوك معاد للشعب الإيراني".
وأعرب الرئيس الإيراني عن أمله في أن تغير بعض الدول الأوروبية، من سلوكها تجاه إيران، وأن تدرك أن مثل هذا السلوك "لن يضر الشعب الإيراني مطلقاً، كما أن الشعب الإيراني يعرف كيف يدافع عن نفسه ومصالح بلاده".
ومن جانبه، قال السفير البريطاني إن بريطانيا لا يشرفها ما حدث بين البلدين في الماضي، مضيفا "أن بريطانيا تنشد إقامة علاقات معاصرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتطويرها على اساس الاحترام المتبادل".
ومن جهة أخرى، قالت أجهزة الأمن الإيرانية، إنها كشفت خلايا تابعة للاستخبارات البريطانية، تقوم بإثارة الفتنة في البلاد، ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، عن قسم العلاقات العامة لأجهزة الأمن الإيرانية، قوله "إن هذه الخلايا تعمل على نشر الخلافات، وبث روح الانقسام في المجتمع الإيراني، وخصوصاً بين الشيعة والسنّة".
وأضافت الوكالة "أن هذه الخلايا كانت تقوم بنشر رسائل وكتب، تشيع الفتنة بين الناس في محافظة هرمزكان، جنوبإيران"، وقالت أجهزة الأمن الإيرانية، إنها قامت بإغلاق مركز تابع لهذه الخلية، واعتقال مديره.
وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، أن مدير المركز اعترف بأنه كان على ارتباط مع بعض الشبكات التلفزيونية الفضائية المعادية للثورة، والمدعومة مالياً من قبل بريطانيا، وأضافت الوكالة أن مدير المركز أقر بأنه كان يقوم بإعداد وإنتاج أفلام لخطب العناصر المعادية للثورة، في داخل البلاد وخارجها، على شكل أقراص مدمجة وأشرطة فيديو، وكتب وكراسات، ومن ثم توزيعها على نطاق واسع.