تناول الكاتب الصحفي عادل القاضي ، في التقرير، الانتهاكات والتجاوز التي تمارسها الميليشيات المسيحية في حق المسلمين في جمهورية إفريقيا الوسطى ، ويقول الكاتب: قال تقرير لموقع “فايف بليرز” 5Pillars الذي يغطي أخبار المسلمين في العالم، إن: “جميع المساجد ال 436 في جمهورية أفريقيا الوسطى قد دمرت تقريبا، بحسب تصريح لسفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، الذي وصف الدمار الذي طال ممتلكات المسلمين هناك وأرواحهم بأنه: نوع من الجنون، تقشعر لها الأبدان“. ونقل الموقع في تقرير بعنوان: “كل مساجد أفريقيا الوسطي تقريبا تعرضت للتدمير“، عن السفيرة “سامانثا باور” قوله للصحفيين بعد زيارة وفد من مجلس الأمن الأسبوع الماضي إلى أفريقيا الوسطى إن هناك مخاوف وقلقا من الفراغ الأمني المحتمل القادم بعدما قرر الاتحاد الأوروبي (EU) والقوات الفرنسية سحب قواتها من هناك مع بقاء قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المشكلة من عدة دول أغلبها أفريقية. وبحسب ما رصده وفد الأممالمتحدة والسفير الأمريكي، فقد قتلت العصابات الطائفية المسيحية 5 آلاف مسلم (6 آلاف بحسب الأممالمتحدة) منذ انفجار العنف الطائفي ديسمبر 2013، كما تم تهجير وتشريد مليون من 4.5 مليون من سكان البلاد أغلبهم من المسلمين. وقال وفد الأممالمتحدة إن السلطات اعترفت بتدمير 417 من مساجد البلاد بالكامل، وتضرر الباقي، وزار الوفد المسجد الوحيد الذي قال إنه باق في حي المسلمين في العاصمة بانغي، ووصف أوضاع السكان هناك بأنهم يشعرون بالذعر الشديد في ظل استمرار أعمال العنف التي لم تتوقف ضدهم. وقال السفير الأمريكي في تصريحاته إن النساء المسلمات يخفن من الاعتداء عليهن لارتدائهن الحجاب، كما يفضلن البقاء في منازلهن والولادة فيها بدلا من المستشفيات خشية الاعتداء عليهن من متطرفي ميليشيات “أنتي- بالاكا” المسيحية. وقالت مواقع إسلامية فرنسية، إن الميليشيات المسيحية في أفريقيا الوسطى، حولت المساجد إلى حانات لبيع وشرب الخمور، وبعضها إلى ملاهٍ ليلية، تنتشر فيها كل أنواع المنكرات بممارسة الرقص والغناء. وذكرت مواقع ومدونات فرنسية متخصصة بقضية مسلمي أفريقيا الوسطى، أن المسلمين في العاصمة “بانجى” شبه مختفين، بعد أن تم قتل بعضهم وطرد بعضهم وهروب البعض الآخر، كما أن بيوت المسلمين سُلبت. وأنهى الاتحاد الأوروبي، 15 مارس الجاري، المهمة العسكرية التي استهدفت إيقاف الحرب الأهلية في جمهورية أفريقيا الوسطى، بعد عام على بداية تلك المهمة، وسحب الاتحاد الأوروبي آخر 750 جنديًا، على أن يرسل بدلا منهم ستين مستشارًا فقط للتعاون مستقبلا مع قوات الأمن المحلية، رغم أن العنف بين الميليشيات المسلمة والمسيحية مستمر حتى الآن. وكان سكان بلدة “بانغوي” في أفريقيا الوسطى قد اتهموا الجنود الفرنسيين بالتواطؤ مع جماعة “أنتي- بالاكا” المسيحية في قتل المسلمين، وملأت الشعارات المناوئة لفرنسا، الجدران في البلدة التي يقطنها المسلمون من قبيل “لا لفرنسا”، و”سنغاريس.. توقفوا عن قتل المسلمين”، و”ماذا تريد فرنسا من جمهورية أفريقيا الوسطى”. وغطت الشعارات جدران البلدة بعد أن نفذت فرنسا العملية العسكرية “سنغاريس”، التي أدت إلى مقتل مسلمين، أثناء اشتباكات اندلعت بين الجنود الفرنسيين، ومسلحين قيل إنهم من مجموعات “سليكا” المسلمة. وكانت قوات قوامها 6000 جندي من الاتحاد الأفريقي و2000 من القوات الفرنسية أرسلت إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لتهدئة العنف هناك. إعادة فتح عشرة مساجد وقد أُعيد هذا الأسبوع افتتاح عشرة مساجد في بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، مع بدء عودة بعض المسلمين إلى منازلهم بعد أشهر من العنف الطائفي، وتشكيل المسلمين مجموعات لحمايتهم وانتشار قوات الاممالمتحدة لمنع العنف. وانفجر الصراع الطائفي في البلاد منذ أطاح تحالف يسيطر عليه المسلمون بالرئيس المسيحي في ديسمبر 2013 بسبب فساده، وتبع هذا تشكيل مليشيات مسيحية قامت باستهداف المسلمين ومنازلهم ومساجدهم بالتدمير والحرق والقتل ما خلّف ما لا يقل عن خمسة آلاف قتيل وأجبر عشرات الآلاف، معظمهم من المسلمين، على الفرار. وقلة حدة الهجمات التي تستهدف المناطق التي يقع معظمها في مناطق المسلمين، بعدما ركزت القوات الدولية على تأمين الأحياء الإسلامية من العاصمة التي شهدت أسوأ قتال، وأعيد افتتاح السوق في المنطقة. وقال أبكار عثماني، وهو متحدث باسم المسلمين في العاصمة، إن ثلاثة آلاف مسلم عادوا إلى منازلهم بعد أن فروا من العنف، بينما لا يزال هناك الافٌ مشردون. والمساجد العشرة التي أعيد افتتاحها خلال الأسابيع الأخيرة تقع في أحياء تقطنها أغلبية من المسلمين نجت من الدمار، وفقًا لما ذكره الامام “إليو أوسيني”، أحد أكثر الأئمة تأثيرًا في البلاد، حيث تعرض بعضها لإطلاق نار كثيف ولكنها ما زالت صامدة، فيما تحتاج مساجد أخرى إلى بعض أعمال الإصلاح والدهان في أعقاب أشهر من الإهمال.