للأسف الشديد مع الصراعات السياسية وتجاهل مسئولو الانقلاب لمتطلبات الغلابة والمساكين في محافظات مصر روت أم من الآلاف بل أن شأت فقل من الملايين البسطاء المعاناة اليومية التي يتعرضون لها كل هذا من أجل تربية أبنائهم . أربع مواصلات و25 جنيهًا يوميًا تلخص حياة أم نبيل التي وجدت نفسها قدرًا أمًا لطفل معاق كان حتى وقت قريب لا يستطيع المشي أو الكلام.
أصبحت سعاد عبد الرحمن سند ابنها في الحياة، وتحملت مشقة السفر من عزبتها التي تتبع قرية أبو خليفة إلى مدرسة التربية الفكرية بمدينة الإسماعيلية، ولم يمنعها ضيق الرزق وقلة الإمكانات المادية من أن تحاول علاجه وتعليمه.
كل أعباء الحياة والألم والمشقة تجسدت على خطوط وجه الأم التي لم تنل قسطًا وافرًا من التعليم، وتعيش هي وزوجها وأولادها على رزق بسيط (باليومية) لتزيد أعباءها عندما ولد نبيل ذو ال 16 عامًا بإعاقة، كان سببها تناولها لأدوية وهي تحمله دون أن تدري أن جنينا ينمو في أحشائها.
"أتحمل تعبي عشان خاطر عيون ابني" بهذه الكلمات بدأت سعاد عبد الرحمن حديثها لموقع"مصر العربية"، مشيرة إلى أن ابنها ولد بإعاقة وظل 3 سنوات لا يمشى، و4 سنوات لا يتكلم.
وقالت: "حاولت أدخله معهد أزهري مقدرش يتعلم، فدخلته مدرسة التربية الفكرية بأبو خليفة 6 سنين، سنوات، وبعد كده نقلته فرع المدرسة بالإسماعيلية علشان ياخذ شهادة منها".
وأضافت سعاد: "حالته تحسنت من ساعة ما دخل مدرسة التربية الفكرية، ودلوقتي بيعرف يمشى ويتكلم، وكمان حفظ 5 أجزاء من القرآن الكريم، وبيحرص على الأذان بالمنبر بالجامع لما يكون مفيش مؤذن".
نبيل يتمنى أن يعمل بأي وظيفية داخل الجامع ليكون قريبا مع الله، خاصة وانه يحرص في كل صلاة أن يصلى داخل المسجد وليس المنزل.
وعلى الرغم من مشقة السفر وقطع عشرات الكيلو مترات، من الكيلو 74 بأبو خليفة حتى الإسماعيلية، إلا أن أم نبيل تتحمل مشاق توصيل ابنها كل يوم الى المدرسة، وتنتظره حتى ينهي دراسته لتعود به إلى منزلها.
"مأمنش اسيب نبيل ييجي لوحده وتخبطه عربية"، هكذا فسرت أم نبيل سبب انتظارها له يوميا، خاصة أن شقيقيه، محمد وعصام، يعملان ك "أرزقية" بعد أن تركا الدراسة ليساعدا والدهما الذي يعمل أرزقيا هو الآخر حتى يستطيعوا تحمل مصاريف علاج نبيل وتعليمه، وكذلك مساعدة شقيقاتهن الأربعة.
مع احتفالات الأبناء بعيد الأم سألناها عن قدرتها على مواصلة التضحية من أجل ابنها، فقالت دون تردد: "لا يمكن أفرط في ابني، كل ما أتمناه هو ان يكرمه الله بوظيفة بسيطة تمكنه من تكوين أسرة".