صحيح أن كل أم علي وجه الأرض تستحق التكريم لكل ما تبذله من اجل أبنائها, ولكن أم ذي الاعاقة لها وضع خاص, فهي مناضلة بكل ما تحمله الكلمة من معان.. تسير مع ابنها اوابنتها مشوار كفاح طويل وأقصي أمانيها أن تري طفلها قادرا علي الاعتماد علي نفسه وهي أمنية عزيزة علي التحقيق دون متابعة وإصرار ومعاناة يومية.. من أجل هذا السبب أقام مركز رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالزيتون التابع لجمعية الرعاية المتكاملة احتفالية مؤخرا لتكريم أمهات ذوي الإعاقة وتكريم خريجي المركز أيضا من ذوي الإعاقة الذين حصلوا علي شهادات المراحل المختلفة من التعليم ليتزامن الاحتفال مع مرور20 عاما علي انشاء المركز. ومن بين الأمهات اللاتي تم تكريمهن: رشا حسين والدة الطفل محمد ايهاب6 سنوات يعاني من الشلل الدماغي, انفصلت الام عن زوجها ورفض الزوج توفير نفقة لها وللطفل فقامت بدور الأم والأب للطفل- رغم انها لا تعرف القراءة والكتابة- تحمله يوميا للمركز سعيا لإيجاد الخدمة المناسبة له مما أثر علي حالتها الصحية. فاطمة فهمي السيد والدة الطفلين محمود(5 سنوات) وفرح(8 سنوات) اعاقتهما عقلية ولغوية وإمكانيات الأسرة المادية ضعيفة لأن الأب عامل بسيط بمطعم, تتحمل الأم مشقة ثلاث مواصلات يوميا للوصول الي مقر المركز تنتظرهما حتي يتما يومهما الدراسي, والسعادة لا تسعها علي حد قولها لأن ابنتها الكبري سوف يتم دمجها العام الدراسي المقبل في مدارس التعليم الابتدائية. وتقول آمال فتحي والدة الطفل محمد السيد(15 سنة) انها سعيدة بتكريمها.. فبالرغم من الإمكانيات المادية الضعيفة بسبب انفصال الأب عن الأسرة تمكنت من تعليم أبنائها الثلاثة بالجامعة.. واهتمت الأم بالحالة الصحية لابنها المنغولي فأجرت له عمليتان في القلب متناسية مرض السرطان الذي يتمكن من جسمها بعد أن أجرت ثلاث عمليات لاستئصال للورم من قبل, وبالرغم من هذا كانت تتردد علي المركز يوميا بإبنها ليستكمل التأهيل الفني بالمركز.. وتنصح كل أم لديها طفل من ذوي الإعاقة بالصبر وطول الأمل. فاطمة عزت صابر والدة الطفلة المعاقة فاطمة خالد وابن آخر في المرحلة الابتدائية لديه ظروف مرضية أيضا.. وتعاني الأم من مشاكل حركية وعندما اجرت الأم عددا من العمليات الجراحية مما اضطرها الي الوجود بالمستشفي لفترة طويلة كانت ابنتها تعود من المدرسة يوميا إلي الآم في المستشفي تستذكر مع امها دروسها. وتسترجع والدة علا احمد زكي27 سنة( شلل دماغي) ذكريات رحلة تعليم ابنتها فتقول: كان عمر ابنتي10 سنوات عندما بدأت اتردد بها علي المركز وحصلت ابنتي علي الشهادة الابتدائية من المركز ثم ألحقتها بمدرسة العزيز بالله واستكملت دراستها حتي تخرجت في كلية الآداب جامعة عين شمس العام الدراسي الماضي وكانت تؤدي الامتحانات علي الطريقة الأمريكية والحمد لله أنها أتمت تعليمها. ويقول عبد الرحمن عطيفي مدير المركز ان هذا التكريم يعتبر لمسة وفاء لكل ام وقفت بجانب أبنائها من ذوي الإعاقة لمواصلة تعليمهم بمراحل التعليم المختلفة.. فالأم مهما واجهت من مشاق ومتاعب ومسئوليات مع اطفالها الأسوياء يتضاعف هذا المجهود مع أمهات ذوي الإعاقة, فهن يستحققن التكريم عن جدارة. ويضيف ان المركز يعتبر من المراكز الأولي التي تقدم الرعاية الصحية والتعليمية والتدريبية والثقافية لهذه الفئة من الأطفال, وينفرد المركز بانه يستقبل الطفل منذ اكتشاف حالته وحتي18 عاما, وتقدم له خلال تلك الفترة الخدمات المختلفة طبقا لمراحل نموه العمرية, وابتداء من سن4 سنوات يرشح الطفل المؤهل للتعليم الأكاديمي فيتم دمجه في التعليم الابتدائي العام إلا انه يستمر في المركز للحصول علي التأهيل المناسب له.. وقد تم تكريم عدد من أبناء المركز الذين حصلوا علي مؤهلات عليا وهم7 من أصحاب الشلل الدماغي تخرجوا في كلية الآداب بجامعة عين شمس, وأربع آخرين من ابناء المركز أتموا التعليم الثانوي الزراعي والفندقي والصناعي والمركز يتابع4 آخرين من أبنائه في كلية الآداب لم يتخرجوا بعد بجانب من هم بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي.