وسط تباين المواقف بالداخل الفلسطيني من جدوى التمثيل العربي في الكنيست الذي سينتخب نوابه غداً الثلاثاء أتى تشكيل القائمة المشتركة للأحزاب العربية التي ترشحها استطلاعات الرأي لتكون القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلي. ويقف الفلسطينيون الذين يعيشون داخل الخط الأخضر في الأراضي المحتلة عام 1948 أمام خيارين "أحلاهما مر" في الانتخابات الإسرائيلية فهم بين مشاركة يريد بها دعاتها الدفاع عن حقوق العرب من داخل أكبر ساحة سياسية إسرائيلية في خطوة يراها البعض تجميلاً للاحتلال أكثر من خدمة للفلسطينيين وتطبيعاً وأعتراف ضمني بزوال "فلسطين" وبين ترك الساحة ورفض المشاركة في دولة عنصرية قد تزيد من عزلتهم وتشدد القوانين عليهم. ووسط تباين المواقف تدخل أكبر أربعة أحزاب عربية بقائمة موحدة الانتخابات الإسرائيلية في سابقة هي الأولى من نوعها لتدافع عن حقوق الفلسطينيين . نشارك لنتقدم ويقول "عبدالمالك الدهامشة" عضو الكنيست السابق والمرشح عن القائمة العربية الموحدة أن من يظن مقاطعة الانتخابات خير فهو خاطئ فنحن نحاول أن نسمع صوت الفلسطينيين وأن نضع حجرة في طريق الاستيطان بالإضافة إلى الدفاع عن حقوقنا داخل الكيان الإسرائيلي. ويدلل الدهامشة على كلامه بأن النواب العرب في الكنيست استطاعوا تمرير عدد من القوانين التي تصب في مصلحتهم مثل قانون إلغاء ضريبة الأملاك بالإضافة إلى الدور الذي لعبه العرب في تمرير قرار انسحاب إسرائيل من غزة. وبدأ الوجود العربي في الكنيست "البرلمان" الصهيوني منذ الدورة الأولى لهذا البرلمان بمقعد واحد واستمر هذا الوجود بالنمو طوال الدورات ال 19 الماضية عبر أحزاب متعددة إلى أن وصل إلى قائمة واحدة مشتركة يأمل قادتها في أن تحقق 15 مقعدًا في الانتخابات المقررة غداً الثلاثاء. ويشير النائب السابق في الكنيست إلى أنه مهما كان حجم التأثير إلا أن مصادمة الظالم بوجهه وفي عقر داره وبأعلى المستويات خير من التقوقع واللجوء إلى الهدوء والسكوت إن السياسة ستكون والفعل سيكون والحكومة ستنفذ فإما أن تكون فاعلا على قدر الإمكان أو أن تكون مفعولا به لا حول لك ولا قوة. لا تصالح !! ولا تبدو الصورة الوردية التي يحاول "الدهامشة" رسمها واضحة لنائب رئيس الحركة الإسلامية أكبر التجمعات الرافضة للمشاركة في انتخابات الكنيست "كمال الخطيب" الذي شدد على ضرورة مقاطعة انتخابات الاحتلال واستخدامه الفلسطينيين لتحسين صورته وأطفاء شرعية على كيان غاصب. ويقول "الخطيب" إن تجربة دخول الكنيست طوال الفترة الماضية لم ترفع عنا ظلما ولم تدفع عنا شرا على العكس فقد استمرت المؤسسة الإسرائيلية باستغلال المشاركة العربية في الانتخابات لتحسين وجهها وكأنها واحة للديموقراطية. ويرى أن الكنيست الإسرائيلي مصمم على مقاس يهودية الدولة ووجود 10 أو حتى 15 عضواً عربياً لن يؤثر في آلية عمله وقراراته. ويوضح "الخطيب" أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أهملت وهمشت المواطن العربي وأصدرت العديد من القوانين العنصرية ولم تتوقف يوما بل تم إقرار 40 مشروع قانون عنصري في الدورة الانتخابية الماضية رغم وجود 11 برلمانياً عربياً في الكنيست . غرباء !! هذا ويعيش أكثر من مليون و600 ألف فلسطيني داخل إسرائيل حيث يشكلون 20% من عدد سكان البلاد البالغ أكثر من ثمانية ملايين بحسب المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي. وعلى مدى السنوات الماضية نجح العديد من العرب في الوصول إلى مقاعد الكنيست عبر أحزاب يهودية بدءا من"ميرتس" اليساري ومرورا ب"العمل" الوسطي و"الليكود" اليميني وصولا إلى "إسرائيل بيتنا" اليميني المتشدد غير أنهم لم يحسبوا ضمن النواب في الأحزاب العربية..