عندما حل يوم الحادي عشر من مارس لعام 1978 كانت الفتاة الفلسطينية "دلال مغربي" البالغة من العمر 18 عاماً تقود مجموعة من الفدائيين قادمة بهم من لبنان لتنفيذ عملية نوعية ضمن عمليات المقاومة الفلسطينية لردع قوات الاحتلال الصهيوني وقتلوا سائحاً أمريكياً على شاطئ مدينة "حيفا" المغتصبة ثم اختطفوا حافلة على الطريق الساحلي وفي الطريق إلى تل أبيب استولوا على حافلة ثانية وبعد مطاردة طويلة وإطلاق نار كثيف من الجانبيين تم قتل نحو 37 إسرائيلي وإصابة 76 آخرين. خرجت أصوات المتطرفيين اليهود في مشارق الأرض ومغاربها تدعوا للإنتقام من المجموعات الفدائية الفلسطينية التي تسكن الجنوباللبناني حتي بدأت قوات الاحتلال الصهيوني عملية "الليطاني" بإجتياح منطقة جنوبلبنان وإعلان جنوب نهرِ الليطاني باستثناء صور منطقة محتلة بأكثر من 25000 جندي. كانت أهداف قوات الاحتلال المعلنة هي أن تطرد مجموعات الفدائيين الفلسطينيين خصوصاً منظمة التحرير الفلسطينية بعيداً عن الحدود مع إسرائيل . وأثناء هجوم جيش الاحتلال الصهيوني الذي استمر لمدة 7 أيامِ كاملة فقد احتل جيش الآحتلال ألإسرائيلي أولاً حزام من الأرض بعمق 10 كيلومترات تقريباً لكنه توسع لاحقاً شمالاً إلى نهر الليطاني وقد قدرت الحكومة اللبنانية أن حوالي 285000 لبناني قد أصبحوا لاجئين وقتل أكثر من ألفي مدني لبناني جراء الاجتياح. إنسحبت منظمة التحرير الفلسطينية وجنودها شمال نهر الليطاني وسط ترحيب من أهل لبنان ومساندتهم وظلت المناوشات قائمة حتى أسقطت المنظمة طائرتين وقتلت نحو عشرون ظابط ومجند من جيش الاحتلال بأبسط المعدات الحربيه. أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 425 والقرار رقم 426 داعياً إلى انسحاب القوّات الإسرائيلية من لبنان بشكل تام وفوري وشكلت قوة فصل للأُمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" لفرض هذا القرار ولتعيد السلام والسيادة إلى لبنان وصلت قوات "اليونيفيل" إلى لبنان في 23 مارس 1978 ليتخذ مقراً لها في الناقورة. انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلية لاحقاً في 1978 وسلمت مواقعها داخل لبنان إلى ميليشيات جيش لبنانالجنوبي والتي ساعدها فى وقت آخر في مجزرة صابرا وشاتيلا بزعامة الرائد سعد حداد. وقد هاجم جيش لبنانالجنوبي قوات "اليونيفيل" بشكل دوري وفي 19 أبريل 1978 قصف جيش لبنانالجنوبي مقرِ اليونيفيل وقتل 8 من جنود الأُمم المتحدة واختطف جنديان أيرلنديان تابعان للأُمم المتّحدة وقتلا بواسطة مسلحين مسيحيين في أرض جيش لبنانالجنوبي وضرِب جندي أيرلنديِ آخرِ من قبل رجال سعد حداد.