نجحت جماعة الإخوان المسلمين بالدقهلية في إقامة حفل إفطارها السنوي وسط العديد من المضايقات الأمنية لمنع إقامته، حيث قامت قوة من مديرية التموين ومديرية الصحة قبل الإفطار بساعات بشن حملة علي نقابة الأطباء المقام بها الإفطار ونقابة الصيادلة المجاورة لها وحرزت جميع اللحوم الحمراء والبيضاء الموجودة بهما وبلغت نحو 360 كيلو جرامًا في محاولة لإفشال الإفطار دون تدخل أمني، لكن الإخوان قاموا بشراء لحوم بديلة وقامت قوات الأمن بمحاصرة نقابة الأطباء. فظن الإخوان أنها ستتدخل لمنع ضيوف الإفطار من دخول نقابة الأطباء ولكن هذا لم يحدث وتم الإفطار وردد الحضور «اشهد يا زمان اشهد يا زمان سرقوا اللحمة من الإخوان». وحضر حفل الإفطار عدد كبير من القيادات الحزبية وأعضاء النقابات المهنية في ظل غياب عدد من رموز الجماعة لمرضهم ومنهم محمد هلال «عضو مكتب الإرشاد وصاحب الدعوة للإفطار» وطلعت الشناوي «مسئول المكتب الإداري لمحافظة الدقهلية. وقامت جماعة الإخوان بإعداد مسرح ضخم لعرض السير الذاتية لمعتقلي الإخوان والمحبوسين عسكرياً وكتبوا عليها لماذا تحارب الأفكار بالسجن؟! وتم كتابتها باللغتين العربية والإنجليزية وكرموا خلال الحفل أسر المعتقلين من أبناء محافظة الدقهلية وعلي رأسهم أسرة المهندس خيرت الشاطر والدكتور ضياء فرحات والدكتور صلاح الدسوقي. وقال الدكتور عبدالمنعم عيد «نقيب الأطباء بالدقهلية»: إننا نشعر بغصة شديدة لاعتقال الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح- أمين عام الأطباء العرب- ورغم أن هذا الرجل دخل المستشفي فإن النظام رفض الإفراج عنه، ورغم أننا نردد مطالبنا كل عام في هذا التوقيت فإن شيئاً لم يتغير. وتحدث طلعت مأمون- رئيس اللجنة الشعبية لنصرة فلسطين- قائلاً: لنا أمل كبير أن نقف بجوار الفلسطينيين ونساندهم، فالمفارقة الرهيبة أنك أن تسمع صوت الطائرات ولا نستطيع أن نسلم إلا الدواء ونحن في معبر مصري وبيننا وبين الإخوة في فلسطين 10 أمتار ولا نستطيع أن نمنحهم كارتونة بها طعام إلا بالتهريب، فعلينا أن نعي من هو العدو، فاللجنة محاصرة حصاراً مريراً وقدرتنا علي العمل هي الجلوس في نقابة المحامين مرة كل أسبوع ولا نتمكن من دعم أسر الشهداء القادمين إلينا من داخل فلسطين إلا ببعض المواد الغذائية ولا نجمع إلا كميات قليلة من الغذاء أو المال فكل القوي السياسية تدعو إلي الاتحاد وإذا كانت جادة فلنتفق حالاً. وقال المهندس إبراهيم أبوعوف «عضو مجلس الشعب»: أري أن إخواننا المعتقلين هم الأحرار ونحن المسجونون وعليهم أن يديروا اللافتة المكتوبة علي باب السجن لتكون تجاهنا لأنهم هم الأحرار، فنحن عندما تحركنا للدفاع عن غزة وحصارها المرير كان الرد اعتقال مجموعة ال13 لأنهم أكثر من تحركوا للدفاع عن غزة، فأصبح الأمن يدير كل شيء في هذا الوطن وأصبحت الخريطة واضحة من داخل مجلس الشعب عندما رأينا عن قرب كيف كان تزاوج السلطة والثروة السبب في كل فساد، فالنقابات مؤممة والأحزاب محاصرة والوظائف العليا لابد من ترشيح الأمن لها ولا يخفي علي أحد حجم الفساد والفشل الذي نعيش فيه ويكفي ما حدث من سرقة لحوم الإفطار فنحن مستمرون في عمل إفطارنا السنوي مهما كانت التحديات.