اعتادت النقابات العمالية أن تستغل شهر رمضان لإقامة حفلات إفطار في أماكن عديدة أهمها دار الدفاع الجوي وبعض الفنادق الخمس نجوم مع دعوة الوزراء المعنيين إلا أن المسألة تحولت لسبوبة الإفطار الرمضاني. المسألة تغيرت في رمضان الحالي حيث أصاب رعب انفلونزا الخنازير سبوبة الإفطارات الرمضانية للنقابات وأدي ذلك إلي ألغائها في عدد كبير منها بجانب إصدار تعليمات بتوفير النفقات التي تصرف علي هذه الإفطارات. وطبقاً لمصادر في اتحاد العمال ألغت نقابة العاملين بالاتصالات إفطارها الرمضاني الذي كان مقرراً إقامته غداً الاثنين بحضور طارق كامل وزير الاتصالات رغم قيامها بتوزيع الدعوات علي النقابيين والمدعوين إلا أن النقابة فوجئت بإبلاغ الوزير لها باعتذاره والغاء الإفطار منعاً للتجمعات وهو ما أدي إلي احراج موقفهم. وقالت المصادر إن هذا الإفطار كان يتكلف سنوياً ما يزيد علي 30 ألف جنيه وأن حسين مجاور رئيس الاتحاد طلب من فرغلي بكري رئيس نقابة الاتصالات الغاء هذا الحفل توفيراً للنفقات إلا أن الأخير كان يصر لأنه يتم الحصول علي تأشيرات من الوزير وحل بعض المشاكل في مثل هذه الحفلات، فما كان من مجاور إلا أن قال له يمكنك الذهاب للوزارة وانهاء هذه المشاكل والأوراق مع الوزير والأمر لا يتطلب كل هذه النفقات". الأمور لا تختلف في النقابات الأخري حيث أشار نصر أبوزيد نائب رئيس نقابة العاملين بالبريد إلي أن إلغاء إفطار النقابة قرار مجلس الإدارة مرجحاً أن يكون ارتفاع تكلفة الإفطار وراء الإلغاء بالإضافة للتخوفات من انفلونزا الخنازير وأضاف "التكلفة تصل في أحيان من 40 إلي 50 ألف جنيه ويجب البحث عن بدائل أكثر إفادة للعمال. وأشار إلي أن منح العمال بدائل مالية أو منح لرمضان والعيد أفضل من الانفاق ببذخ علي الإفطارات لكن هذا لا يمنع وجود افطارات لبعض النقابات التي تري ضرورة دعوة بعض الوزراء لتحقيق بعض المكاسب كصرف شهر لكل العمال.. وقال محمد الشرقاوي رئيس نقابة السياحة إن مجلس الإدارة لم يفصل بعد في مسألة إقامة الإفطار من عدمه مشيراً إلي أن الإفطار مناسبة جيدة لحل المشكلات بالحوار والتوافق ولمواجهة الأزمات ورفض فكرة إلغاء الإفطارات لأسباب مادية بقوله "اشتراكات العاملين تقلل التكلفة الكلية ولا يمثل ارتفاع التكلفة اعتداء علي حقوق العمال لأن اللقاءات تحقق مكاسب ليست بالضرورة مادية. وارجع عبد الحميد عبد الجواد رئيس نقابة الخدمات الصحية سبب رفض النقابة لعقد إفطار جماعي لعدم تشجيع وزير الصحة د. حاتم الجبلي لها والعمال يرون أنها غير مجدية في احيان كثيرة لأن حل المشكلات لا يكون بعقد الإفطارات والأفضل هو تقديم إعانات للمحتاجين من العمال.