الكتب الدينية تنتصر.. المصريون يعتصمون بالقرآن.. والمكتبات تلجأ للأمسيات والحفلات فى رمضان

حتى الجرائد تنسحب فى الشهر الكريم، ومعها الكتب على اختلاف أنواعها والمجلات، فالكل يفسح مكانا للقرآن الكريم. ينتظر المصريون الشهر الكريم لممارسة طقس ينفردون به عن كل الشعوب الإسلامية، ففى رمضان لا كتاب إلا القرآن الكريم.
الناس الذين تراهم فى وسائل المواصلات وفى المقاهى والشرفات يتصفحون كتباً أو صحفاً لن تراهم فى رمضان إلا وفى أيديهم المصحف أو هاتف محمول يحمل نسخة رقمية من القرآن الكريم.
من جانبها تستسلم المكتبات لهزيمة الكتاب الثقافى وتستعيض عن ذلك بإعادة تنظيم خريطة عملها، طوال الشهر الكريم، وما بين الندوات والأمسيات الشعرية وحفلات التوقيع تدور اهتمامات المكتبات التى حولت أركانها إلى أماكن شعبية رمضانية سعيا إلى اجتذاب الشباب المثقف.
يقول نادر مصطفى، نائب مدير مكتبة «حنين»، إن المكتبة بدأت استعداداتها لشهر رمضان منذ شهر تقريباً، واتفقت مع عدد من المنشدين والعازفين على إحياء ليالى المكتبة الرمضانية، والتى ستبدأ يوم 5 رمضان بحفل توقيع لكتاب «الحتة بتاعتى»، وتختلف عن حفلات التوقيع التى سبقتها فى توقيتها إذ ستكون فى العاشرة مساء، أى بعد موعد صلاة التراويح تقريباً، وسيسيطر عليها الجو الرمضانى لأنها ستكون فى ركن الحرافيش، وهو اسم اخترناه خصيصاً ليناسب الجو الرمضانى، ويشتمل الحفل على المشروبات والحلويات الرمضانية كالكنافة والقطايف والتمر والخشاف.
وأضاف أن هناك اتفاقاً مبدئياً بين المكتبة والشاعر سيد حجاب وأمين حداد ومؤمن المحمدى لإحياء الليالى الرمضانية بالشعر والموسيقى، ويجرى أيضاً الاتفاق مع عدد من مؤلفى الكتب الدينية من أجل إعداد حفلات توقيع لكتبهم الخاصة، بعد أن استعدت المكتبة بشراء عدد كبير من الكتب التى تتحدث عن شهر رمضان والصوم، ولفت إلى أن كل أسبوع سيشهد حفلى توقيع، عدا الفترة من 10 إلى 20 رمضان من المقرر أن تشتمل على 3 حفلات توقيع، أما باقى أيام الأسبوع فستقام فيها الأمسيات الشعرية.
هالة شكرى، من مكتبة «البلد»، قالت إن الليالى الرمضانية فى المكتبة تتضمن حفلات التوقيع وورشة البلد الأدبية وندوات جماعة الذات الشعرية، والتى ستبدأ يوم الجمعة المقبل بحفل توقيع الشاعر حلمى سالم ديوانه «من شرفة ليلى مراد»، لافتة إلى أن برنامج المكتبة لم يتغير أثناء الليالى الرمضانية عن مواعيد ما قبل رمضان، إلا فى تأخير مواعيد بدء الحفلات إلى 10 مساء بدلا من الساعة السابعة والنصف.
رجب عبدالعاطى، من دار «ميريت»، قال إن حفلات التوقيع بالدار تم الانتهاء منها قبل 5 أيام من بداية الشهر الكريم استعداداً لاحتفاليات رمضان، والتى لم يتم وضع خطة محددة لها لكنها ستتنوع بين حفلات التوقيع والأمسيات الشعرية.
وتحولت ساقية الصاوى إلى قرية رمضانية، اشتملت على خان يضم مجموعة متنقلة من محال المنتجات الفنية والتاريخية منها كتب وروايات مكتبة مصر ومجلة أيام مصرية، بالإضافة إلى مجموعة أعمال فنية مصنوعة من النحاس والفضة للفنان أشرف فضة والفنانة إيرينى رشدى وبعض الرسومات على بيض النعام وخشب الأركت والتى قام بها الفنان عبدالمجيد شعرواى، بالإضافة إلى عدد من المشغولات التراثية الأسوانية والتى نفذتها أسماء حنفى، وملابس تقليدية تراثية من تصميم جمالات صابر.
وتنظم الساقية مسابقة فنية لكل الأعمار لتصميم فانوس رمضان يدوياً، وورشة عمل للمنحوتات الطينية، وتشجيعا منها للأسر على الحضور تجرى الساقية سحباً يومياً على تذاكر حفلاتها للفوز بسحور مجانى.